الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستكون حماس هي القربان الذي ستقدمه دمشق في حال توصل سورية إلى اتفاق سلام مع إسرائيل

فؤاد كرمو

2010 / 7 / 4
مواضيع وابحاث سياسية




إن جذر العلاقة بين الطرفين قائمة على المصالح، وبالتالي فاستمرارها مرتبط باستمرار المصلحة بينهما ومتى تحققت مصلحة أهم وأكبر وأنفع لأحد الطرفين فإن من المؤكد أن العلاقة ستختلف جذريا بينهما. ومن هنا لا غرو من القول إنه إذا حقق اتفاق السلام بين سورية وإسرائيل مصالح لسورية تفوق المصالح التي يحققها التعاون بينها وبين حماس، حينئذ يمكن القول إن سورية سوف تفك تعاونها مع حماس وتنهي ارتباطها بها، وستضحي بحماس وستكون هذه الأخيرة هي كبش الفداء التي تقدمه سورية إلى إسرائيل.

إذا، هل سيكون التنازل عن دعم الفصائل الفلسطينية، وبخاصة منظمة حماس، هو الحل الوسط؟ وجدير بالذكر أن حماس، وباقي المنظمات الفلسطينية المرتبطة بدمشق، لا تستطيع أن تقدم دعما سياسيا لدمشق؛ لأن الدعم السياسي الذي تحتاجه دمشق يكون من الدول وليس من المنظمات.

نعم تستطيع هذه المنظمات أن تثير المتاعب والقلاقل لصالح سورية، ولكنها لا تستطيع أن تذهب بعيداً في ذلك. وبالتالي، فهذه المنظمات ليست أكثر من ورقة تحريك بالنسبة إلى سورية. فضلا عن ذلك، فإن نزعة القطرية لا تزال تسيطر على السياسة العربية، بمعنى أن كل دولة عربية مهتمة بما يحقق مصالحها الخاصة




جعل النظام من القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي غطاء يبرر من خلاله استمرار حالة الطوارئ والأحكام العرفية، في الوقت الذي لم يقدم فيه طوال العقود الثلاث الماضية ما يتناسب مع أهمية هذه القضية، فلا شعار التوازن الاستراتيجي أنجب دفاعات حقيقية إزاء الطائرات الإسرائيلية التي استباحت سماء البلاد مرات عدة، ولا السياسة البراغماتية تمخضت عن تسوية مشرفة وعادلة تعيد الجولان وتحفظ حقوق الشعب الفلسطيني.

هناك مؤشرات باتت واضحة تدل على أن نظام الحكم في سوريا يمر في أزمة، أضحى النظام بسببها في وضع لا يحسد عليه، بحيث لم يعد بمقدوره الاستمرار كما كان في السابق (عهد الرئيس حافظ الأسد).
ويمكن القول أنه لم يسبق لسوريا أن بلغت وضعا على قدر من السوء كالوضع الذي بلغته خلال السنوات الخمس الأخيرة عامة، والسنة المنصرمة من سنوات "التطوير والتحديث". ولم يسبق لها أن كانت على هذه الدرجة من العزلة الخارجية والضعف الداخلي
لهذه الأزمة جوانب متعددة، منها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. والأزمة السياسية كانت واضحة في لبنان والتي جاءت إثر مقتل الحريري والتهديدات الأمريكية لسوريا، حيث أصبحت القوات الأمريكية جارة قريبة لها بعد احتلالها العراق.



معايير القوة الداخلية معروفة، وأصبحت بديهية يدركها القاصي والداني، فالبلد الذي يفتقد لمقومات الحياة السياسية الطبيعية، وتمنع فيه الأحزاب السياسية من لعب دورها، وتحاصر مؤسسات المجتمع المدني، ويزج فيه المعارضون في السجون، وتنعدم فيه فرص التنمية الاقتصادية، وتنهار فيه الآمال أمام الشباب في المستقبل نتيجة الفقر والبطالة، وتترهل مؤسساته الإدارية والقانونية، وتتفاقم فيه التوترات الاجتماعية، وتتراجع إرادة أبنائه في الحياة المشتركة، ويستسلمون إلى حالة من اللامبالاة، أو ينهشهم الخوف من سطوة الأجهزة الأمنية، هذا البلد يصبح مثالاً للفشل العام والعجز وقلة الحيلة، وتصبح سياسته الخارجية بالضرورة فاقدة للقوة المعنوية الضرورية، لكي تكون مصدر ثقة واطمئنان، سواء لأهل البلد أو للرأي العام العالمي أو للمجتمع الدولي، وتفقد بالضرورة أي أمل في استمرارية الحفاظ على المكاسب الاستراتيجية في المحيطين الإقليمي والدولي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغارديان تكشف نقاط ضعف في استراتيجية الحرب الإسرائيلية


.. تراجع مؤشر الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين للمرة الثانية




.. حركة نزوح عكسية للغزيين من رفح


.. مصر تعتزم التدخل لدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام -الع




.. ديفيد كاميرون: بريطانيا لا تعتزم متابعة وقف بيع الأسلحة لإسر