الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها السادة العميان خذوا حصتكم من الشمس ولا تهزموا!

عبدالحق فيكري الكوش

2010 / 7 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


كهف عميق عمين من أصناف شتى فقدوا حاسة البصيرة، إنه الجحيم العربي :
- أعمى وقزم في مشهد تراجي_كوميدي، يمارس فتوته على نصفه الآخر، ويتطرف في تطبيق شريعة ذكورته وأعراف جهله وقبليته ويسقط عقد نقصه على نصفه الآخر، يتلذذ بضرب أو تعنيف أنثى عزلا باسم الأعراف وباسم الدين والمجتمع، يحاكمها عشر مرات في اليوم ويقدمها الى المحاكمة عشرة في اليوم ويتولى بنفسه تنفيذ الحكم واختراع أسلوبه وفصيلته وجنسه، الجلد في حالات كثيرة والقتل في نسب مهمة!
- أعمى يتحرش جنسيا بفتاة أو فتي، يلملم في خبث لعابه، ويطلاق العنان لغرائزه البهيمية الحيوانية، يترصد طفلا أو طفلة بريئة، يحمل أسلحته الفتاكة "الاغتصاب" و"هتك العرض"، يتصيدهما ، أو يستفرد بهما ثم يشرع في اغتصابهما، دون أن تراوده عظة ندم في وعيه أو لا وعيه !
- قاضي أعمى تكور من عرق بيع ضميره، يلمع من القبح، يلعق بلسانه الآثم الخوف والفساد، يبيع صكوك البراءة: للمجرم، للقاتل، للص.. حسب وثيقة سرية وعقد قانوني بينه وبين نفسه الشريرة، يغتصب العدالة في قاعة المحكمة، وباسم الحق!
- نساء عميان في سوق نخاسة، على الأرصفة والطرقات والعلب، رخيصات الثمن ورخيصات العرض والشرف، تقتن من فروجهن، وتبعن في صمت، برودة أطرافهن بثمن بخس من أجل لقمة العيش الصعبة والمستحيلة !
- مفكر أعمى، يتحسس آلام أسفل عقله، يهتك شرف الفكر والعلم والفضيلة، ويستبيح عرض المجتمع، فيزين له الجهالة والضلالة والعمى !
- ذكر أعمى، يرى كل تجديد فيه تهديد للطبيعة وتطاول على الله، يرى في كل إعادة نصاب للحق، خرقا خطير للأعراف الإلهية!
- رجل شرطة أعمى، لص وقاطع طريق ببزة عسكرية رسمية، يترصد الأبرياء، وعميان لهم نفس الكميات من العمى، يقدم مظلوما إلى المقصلة بوصفه مجرما، ولا يستطيع وضع الأغلال في يد مجرم حقيقي، يسرق قوت الشعب، قوت البلد، قوت الوطن، كرامة الوطن، كبرياء الوطن، شرف الوطن.. ؟
- رجل تعليم أعمى، يمنح المجتهد أقل من مجهوده، ويمنح ابن أعيان فوق مجهوده تملقا، يسرق الناس عرقهم الفكري والعلمي، وأستاذ جامعي يسرق بحوث طلبته، ورجال تعليم يتحرشون بفلذات أكبادنا وأمهات المستقبل!!
- محام أعمى اسود وجهه من سواد أفعاله، يتاجر في قضايا موكيله، وفي أسرار قضاياهم، يزور، يزيف، يدنس، يتلاعب، يبع ويشتري وكل قابل لهاته المسطرة ويجلد القانون جلدا!
- مسئول أعمى يخون المسؤولية، تكور من الغش والنذالة والخيانة والقبح ومن عرق وآلام الشعب!
-مقاول أعمى، مدير شركة أعمى، رجل أعمال أعمى، تكوروا من التهرب ضريبي، من الغش، من التزوير، من الرداءة!
-مضاربون عقاريون عميان، مثل البعوض، يمصون دم العميان وعرق العميان، سفهاء تكوروا من امتصاص دم هؤلاء البؤساء العميان !
-قنوات إعلامية عمياء في حفلة مجون ورقص وطرب ورذيلة، فقدت البوصلة في بحر الفضاء، ترجم الناس أنواع من التفسخ والانحلال !
- صحفيون عميان، كسلالة من الوساوس، سلبها الارتزاق قوتها وثقلها، صفحتين للجنس، أربع صفحات للإشهار، صفحة للوحوش والجرائم، وصفحة للزعيم، وصفحتين للجنس وعمود لشبه صحفي "هي بين بيٍٍِِ" معتوه !
-صحف عمياء، يحررها فيلق من البراغيث والقمل !
- برلماني أعمى، يتأبط حقيبة من المال القذر، يشترك في إعداد الجريمة ، ويصنع المؤامرة!
- وزير أعمى، فاسد ونذل، تكور من الصفقات المشبوه، ومن رشاوى الشركات المتعددة الجنسيات وتجارة المخدرات،!
-عميان، بؤساء، شاحبة وجوههم، هزيلو البنية، تسوقهم الريح أكثر ما يسوقون أنفسهم، يتثاءبون، ويتأبطون أحزمة ناسفة من البؤس يتاجر بهم في سوق نخاسة رخيص يعرضون فيه كما تعرض المتلاشيات القديمة التي نخرها الصدأ ، في صمتهم يعمهون، تكوروا من النكر والجهل، وأصبحوا قنابل موقوتة، يسهل خداعهم، يسهل التجارة بألمهم، ويسهل عليهم بيع ضمائرهم، يشنقون الكرامة وعزة النفس، عششت في جماجمهم الصراصير والبراغيت والقمل، يهرولون ذات اليمين وذات الشمال!!
-طفل ولد أعمى، يقطع عشر كيلومترات للذهاب إلى المدرسة، بطنه خاوية تماما، ثم يعود ليمارس اعمالا شاقة، حكم عليه بها أب جاهل، بينه وبين العلم عداوة !!
-لصوص صغار ونشالون، ومتسكعون الجميع عميان، يعتدون على عميان صغار، أرملة حصلت على معاش زوجها المرحوم الهزيل، متقاعد شاحب غادر للتو البوستة أو البريد، مياوم ... !!
- مرضى عميان، يموتون في مستشفيات أصلا مجنونة، يعتقدون العلاج هدية ومنحة وليس حقا !!
- أطباء عميان، يفهمون في الجزارة ولا يفهمون في الطب!
- مبدعون عميان، يتوهمون ويوهمون، يتقيئون بعض الصدأ !!
- عميان مهددون في أمنهم وكرامتهم وشرفهم سعداء ، يهتك السياسيون أسماعهم بالكذب ويصدقون، ورغم ذلك ينبطحون بسهولة ليشرع هؤلاء السياسيون العميان في هتك أعراضهم !!
-مسحوقون، ومسلوبو كرامة عميان، مسرورون جدا!! باسمون !! ضاحكون ! يشكرون الله ويرضون بالقدر والمكتوب، حتى من يهتك عرضهم ويستبح شرفهم، ويسرق عرق أكتافهم وعرق مستقبلهم !
- تجار صغار عميان، تجز إدارات الضرائب صوفهم، خاضعون مستسلمون، لتفقير منهجي يتواطئون وانتحار بطيء، حرفيون ومهنيون عميان "أحياء أموات" يحتضرون !! الكل يردد نفس الورد: شكر الأقدار !!
- معوزون، متسولون، أوباش، بلهى، نساء معنفات، أطفال مغتصبون، الجهل، التخلف، الفقر، الأمية، وغيره الرصاص الحي موجه الى صدورهم، الى صدور فلذات أكبادهم، الى مستقبلهم، الى ماضيهم ال حاضرهم، والجميع يفتح أزرار قميصه ليستقر فيها هذا الرصاص الحي، العمى، العمى ولاشيء غير العمى ..... !
- انتخابات عمياء، اقتصاد أعمى، عدالة عمياء، فكر أعمى، وتفكير أعمى منه ... !
من المذنب ؟ الشعب ! نعم الشعب !!
الشعب والمجتمع هو المجرم، وليس الملك أو الرئيس أو الوزير الأول، الشعب ! العميان؟؟
نحن، أنا وأنت! أنا لأني تعلمت فوق هاته الأرض، وأكلت من تربتها، وتنفست فيها الهواء الطاهر، لأني بدون قيم بدون مبادئ، بدون أخلاق، منافق، انتهازي، متردد، ورعديد. وأنت لأنك أخرس، وتحتج من أجل أشياء لا تهمك إلا حاضرا، ولكن المستقبل بيدي أنا وأنت لنصنعه... !!أنا ابن هاته التربة التي تمنحني السنابل والعشب و قطرة الماء وكسرة الخبز ولأن نهاية عظمي ولحمي قد تكون فيها وستكرهني تربتها وهي تبتلعني! هل تعي حجم الجريمة، جريمة العمى الحضاري والعمى العلمي والعمى السياسي !!
أنتم أيها العميان !!
إني أناشد كم كلكم أيها العميان في وطني العربي الكبير، أن تنتفضوا، وأن تصدقوا أن الشمس موجودة وحقيقة، أن تأخذوا حصتكم من هاته الشمس، وأن تفهموا أن الثغاء عبثا عبث، أن الفرار كالكباش في قوارب موت هزيمة، أن القناعة بالجهل مذلة، عليكم أن تصدقوا أيضا أن الوطن يولد من رحم المعاناة، معاناتنا وكفى من القناعة بالعمى !!
أناشدكم، ألا تفروا بحثا عن الشمس، فأنا أفزع من شكل وطني ومن شكلكم وأشكال أوطانكم، منهذا العمى الذي استوطن في بصيرتكم ، ومن طعمه هذا المستقبل القادم بدونكم !!
أناشدكم، ألا تتركوا هاته الأوطان تماما كتلك الجماجم المفزعة الفارغة المجوفٌة، مثل سجن كبير، يمتطي فيه العميان ظهور بعضهم البعض!!
أقول للعميان وأكرر: كفى من رضاكم بوضع الأغلال، كفى من انبطاحكم وقبولكم بسلاسل العبودية، وكفاكم تصغير أحجامكم، وكفاكم من الهجرة أسرابا نحو الاتجاهات المعاكسة للشمس، للتاريخ للمستقبل للكبرياء والكرامة !!
الشمس طلعت أيها العميان، لديكم فرصة تاريخية لتكتشفوا النور وتحطموا زجاج العمى. !!
هيا يا عميان العالم العربي، طهروا عقولكم، وتوضؤا بالحقيقة، اكنسوا أدغال قلوبكم، وهبوا في شكل عاصفة ناعمة!
انتفضوا! حطموا جدار العمى والقبح، جدار الخوف، وجدار التوجس، وجدار توليكم الدبر! انتفضوا!
تفقدوا جماجمكم التي نهشتها الخرافة وسوسة المعتقدات الأسطورية والخرافات! قريبا سأفقد بصري مثلكم، ولا أريد ولا أشتهي أن تكون نهايتي نهايتكم وأضيع وإياكم في هذا الحبس الكبير-العمى الابدي-. !
انتفضوا... أيها العميان! انتفضوا... ضد أنفسكم أولا! الشمس موجودة وحقيقة ! نعم !!
كم تساءلت هل العيب في الشعوب أم في الحكام ولعل الدلائل الكبيرة، تثبت لك أن العيب فيكم أيها الشعوب!! في العميان!! العيب فينا نحن الذي نرضي بالعبودية ونمتهن الانتهازية، فينا نحن الذين نريد أن نصغر في نظر سجانينا، فينامون قريري العين، من أننا مجموعة من الجبناء، لا خوف منا!! نحن المتهمون والمذنبون!
وكم من زعيم حول على الشعب وانهزم! وكم من الأنبياء! خذلهم الأتباع! نحن الشعوب العميان هم المأساة!
شعب من العميان ولو ملايين منهم لا تنفع في يوم حرب!! شعب الخرافات والأساطير والفزاعات!
عندما تكبرون أيها الشعوب ، وتفهموا أن الأوطان مشاتل للإبداع، ومكان للثبات على المبدأ، والصبر من أجل نيل الحقوق!! لن يفر أحد كالخروف إلى سجون أخرى تبدو لك فيها قطعة الخبز دسمة، ويفهم أنهم نالوها بالتضحية والمعاناة والأرواح! لن يكون عندنا حثالى إطلاقا!! ولا عبيدا و أقزاما أو ما شابهم من عميان ! إن قوة الحاكم من قوة شعبه، وقوة الوطن من قوة مواطنيه، وضعفه من ضعفهم!! ولا يستحق شعب أعمى إلا حاكما أعمى! والإنسان كالشعب يكبر بمعاناته وتجاربه وتضحياته! ولا يكبر بثروته الجاهزة، التي ستزول يوما، وما أسوأ العاقبة!!
أيها الشعوب الأقزام، أيها الشعوب العبيد، أيها العميان، ليتكم تكبرون لتغيروا وتتغيروا كفى من الغل لأنفسكم ولبعضيكم البعض، فأنتم وما تستحقون، اهزموا العمى أولا، بالعقل وتقشير الصدأ عنه، بالقلب وكنس أدغاله، بالطموح، بالإرادة، بالقلق، بالشك، بالحرق العلمي و الأكاديمي لتراثكم،... عالجوا وشخصوا ولا تخشوا شيئا، فالتجارب هي سر القوة والمناعة والحكمة...!
الشعوب هي المأساة، أنا وأنت! وما أخطر أن تحكم شعبا من الأقزام و أن توجد شعبا من العميان،هذا هو الجحيم! أنت تقودهم إلى العصر ليوجدوا، ليكونوا فاعلين!! وهم غارقون في ماضيهم، يحنون إلى زمن الصيد البدائي القديم، زمن حك الحجارة وإضرام النار لشي غزال أو ثعلب! أو حتى حمار! يحنون إلى التقاليد الخرافية باعتبارها مقدسات وبركات أجدادهم! يدافعون عن أشياء تافهة، عن حقهم في مشاهدة كأس العالم.. ! وإذا ما انسقت ورائهم ووراء أهوائهم! قادوك إلى مزبلة التاريخ...! أو اغتالوك بسهولة وببرودة دم !
هؤلاء الأقزام! يتحولون إلى عبيد تافهين، الى عميان ينبطحون كلما هددت ومجرد التهديد بقذف بالرعد قرب قلوبهم! يخدمونك ويتقلبون عليك إذا حرمتهم من شيء وضعوه في درجة المقدس عندهم!
أعرف أنها صيحات مهزومة امام المقومة الشرسة للعميان، لأن الخرافة معششة في عقول هؤلاء وصعب أن يصدقوا وجود حقيقة اسمها الشمس!! وقل مستحيلا! لكني متفائل جدا وجد ا من هزيمة هذا العمى الذي شاخ في بصائرنا!
لكن لابد من الصراخ في العميان، ثم الصراخ فيهم، ليرموا عكاكيز الخرافة والخوف التي اتكئوا عليها ردحا من الزمن، ليأخذوا حصتهم من الشمس، أن يعودوا إلى التاريخ، ويعودوا إليه وينظروا بعيدا حيث هاته الشمس، وحواليهم سيكتشفون كل العلاج والترياق لهذا العمى الذي أصابهم، في زمن الإبصار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان