الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاناة عراقية

روناك خان أحمد

2010 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


إن ما يعانيه العراقيون في الحاضر المر الذي نعيشه الآن لهي معاناة حقيقية حقاً ، لم يعانوا مثله في سابق الأيام والأزمان وعلى مدى تأريخهم ... وهنا لا نبغي الحديث عن الماضي ومقارنته بالحاضر الذي نعيشه عذاباً ونستنشق هواءه سُماً ونحس بوجوده ألماً وعذاباً ، إن حديثنا هو عن هذا الحاضر وما يعنيه من ضياع وتشاؤم ودمار وهلاك لمن في الحياة وقتل للغائبين ، هذا الحاضر الذي نتطلع من خلاله الى المستقبل ، لأن رأسمالنا الحقيقي هو المستقبل وما يعنيه هذا المستقبل من آمال واُمنيات ليكون أوفر أمناً وأعظم إشراقاً وأكثر بعداً عن كل فصول معانتنا الحالية !
إن ما يحز في النفس إن تلك المعاناة تزداد يوماً بعد الآخر ، ولو تناولنا مشهد هذه المعاناة من كل الجوانب لأصبحنا على قناعة تامة بأن المعاناة ليست مما نراه ونسمعه ونحسه من أحداث يندى له الجبين وما نلمسه من سلوك تشقعر منه الأبدان ولا يتحمله الجماد فكيف بالانسان ؟ وإنما المعاناة الحقيقية هي ما سيكون عليه المستقبل ، وما تتركه هذه الأحداث من رواسب في نفسية المواطن العراقي والتي لا تنتهي وتنمحي بالسهولة التي نتوقعها .
إن معاناة الانسان العراقي لا يمكن قياسها بكل المقاييس التي تعود عليها العالم لأنها معاناة جد كبيرة وهي تختلف من مواطن للآخر ومن منطقة الى منطقة اخرى ... حيث أن تلك المعاناة تكون أكثر ألماً وتأثيراً على نفسية الأطفال مثلاً وما تختزنه ذاكرتهم من تلك الأحداث ورواسبها على هذا الجيل في مقتبل الأيام ، كما وأن تأثير تلك الأحداث وجروحها تكون أكثر عمقاً في نفوس من يملكون الوعي الخاص ومن لهم أحاسيس مرهفة ومشاعر رقيقة وخاصة من المبدعين والمحبين ، لأن الانسان العادي يحس فقط بمعاناته وما هو محيط به ، أما الانسان المبدع والواعي والمحب فإنه يشعر بمعاناة الآخرين أكثر من معاناته ، وتكون المعاناة العامة للناس وهموم الوطن همه وينسى في زحمة ذلك معاناته الحقيقية ... هذا هو الانسان الواعي والمبدع يحزن لحرمان طفل وبكاء إمرأة أو إذلال شيخ عجوز أو جنوح مسؤول في الدولة... ويسعى لأن يكون كل الناس مثله وعندما يرى غير ذلك يعاني ويتألم ويعيش في صراع أزلي .
مثل هذا الانسان لن يستسلم بسرعة ، بل يبنى من أفكاره وطموحاته البناء الذي يستقيم به الوطن عاجلاً أو آجلاً ، وهو يضحي لهذا اليوم قبل غيره ولا يهمه أن يرى ذلك اليوم آخرهم ! وعليه يعيش مثل هؤلاء من المفكرين والمبدعين وعشاق الوطن خالدين في ذاكرة الزمن والتأريخ ويكون عصرهم كل العصور عندما يرحل الآخرون ويسدل الستار عليهم نهائياً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل