الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء

ماريو أنور

2010 / 7 / 5
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


حماية الأرض و الاعتزاز بها : نداء إلى تعهد مشترك بين العلم والدين....
الأرض هى موطن ظهور جنسنا , وتبعاً لمعارفنا فهى الوطن الوحيد لنا عندما كان عددنا قليلاً و تقنياتنا ضعيفة , كنا عاجزين عن التأثير على البيئة فى عالمنا . لكن حدث فجأة فى عالمنا المعاصر – تقريباً بدون أن يلاحظ أحد ذلك – أن أصبح عددنا هائلاً ووصلت تقنياتنا إلى قوة هائلة بل و مرعبة , وأصبح فى قدرتنا – سواء بقصد أو بغير تعم – إحداث تغيرات مدمرة فى البيئة العالمية , تلك البيئة التى تكيفنا معها نحن وكل الكائنات الحية التى تشاركنا الحياة على الأرض تكيفاً متقناً و بالغ الدقة ....
ونحن الآن مهددون بإيذاء الذات بالتغيرات البيئية سريعة الحركة التى ما زلنا نجهل بشكل مزعج نتائجها البييولوجيه و البيئية طويلة المدى : تآكل طبقة الأوزون , ارتفاع غير مسبوق فى درجة حرارة الغلاف الجوى , لم يشهده العالم خلال 150 ألف سنة مضت , إزالة فدان من الغابات كل ثانية , انقراض متلاحق للأنواع , وتوقع حرب نووية عالمية قد تعرض للخطر كل سكان الكرة الأرضية , وقد يكون هناك أخطار أخرى مماثلة لسنا مدركين لها بسبب جهلنا , وعلى المستوى الفردى و الجماعى تمثل تلك المخاطر فخاً للجنس البشرى , فخاً ننصبه لأنفسنا . ومهما كانت التبريرات شريفة و نبيلة ( أو ساذجة و متصفة بقلة التبصر ) لهذه الأنشطة التى سببت و ستسبب هذه المخاطر , فإنها منفصلة أو متجمعة معاً تعرض جنسنا للخطر مع كثير من الكائنات الأخرى , ونحن على وشك اقتراف ما يرى كثيرون أننا اقترفناه فعلاً , ما يطلق عليه فى المصطلح الدينى اسم جرائم ضد الخليقة ...
وبطبيعتها الخاصة لم تأت تلك الاعتداءات على البيئة من أية مجموعة سياسية واحدة أو من جيل واحد . وفى الحقيقة إنها عابرة للقوميات عابرة للأجيال و عابرة للأيديولوجيات . وكذلك هى الحلول المتصورة . ويتطلب الخروج من تلك الفخاخ منظوراً يتضمن كا البشر على الكرة الأرضية و كل الأجيال التى لم تأت بعد .
ومشاكل بهذا الحجم , وحلول تتطلب منظوراً واسعاً , يجب أن يكون واضحاً من البداية أنها ذات أبعاد دينية و علمية معاً . وبوعينا بمسؤليتنا المشتركة ندعو بإلحاح المجتمع الدينى العالمى – بالكلمة و الفعل و بالجسارة اللازمة , إلى المحافظة على بيئة الكرة الأرضية . وبعض المسكنات قريبة المدى لتلك المخاطر , مثل مزيد من كفاءة استعمال الطاقة أو الحظر السريع للكلوروفلوروكاربون أو التخفيض المتواضع للترسانة النووية يعتبر أسهل نسبياً و فى طريقه للتحقيق إلى حدما . لكن الحلول الأخرى بعيدة الأثر الأكثر بعداً فى مداها , وهى الحلول الأكثر فعالية , ستواجه إعاقة واسعة ورفضاً و مقاومة . وينتمى إلى هذه الفئة ...التحول من الوقود الأحفورى إلى اقتصاد الطاقة النظيفة و توقف متواصل سريع عن سباق التسلح النووى و توقف طوعى عن الزيادة الضخمة فى التعداد السكانى العالمى , وهو أمر إذا لم يحدث فإنه سيبطل كثيراً من وسائل المحافظة على البيئة ...
تتطلب الأزمة البيئية تغيرات جذرية ليس فقط فى السياسة العامة ولكن ايضاً فى السلوك الشخصى . وتوضح المدونات التاؤسخسة أن التعليم الدينى و القدوة و القيادة لديها قوة تأثير على السلوك الشخصى و الالتزام ...
و أعتقد أن الأزمة البيئية دينية من الناحية الجوهرية . وكل التقاليد الإيمانية و التعاليم تعلمنا بشكل راسخ أن نبجل العالم الطبيعى و نرعاه , وعلاوة على ذلك فإن الخليقة المقدسة قد تعرضت للاعتداء و أصبحت فى خطر بالغ نتيجة السلوك البشرى طويل المدى . ويعتبر وجود موقف دينى أمراً جوهرياً للتصدى لهذه الممارسات طويلة المدى من الإهمال و الاستغلال...
و الأرض نفسها تطالبنا بمستويات جديدة من الالتزامات المشتركة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ازمة بيئية انسانية
ناهد ( 2010 / 7 / 5 - 19:50 )
هي فعلا ازمة حقيقية تلك التي تتهدد كوكب الارض وكائناته وطاقاته ، وحدها الانسانية هي ما توحدنا كسكان لهذا الكوكب للحفاظ عليه ، جميعنا نتحمل مسؤوليه هذا الكوكب وكلنا يجب ان نشارك في حمايته ولو بشكل مبسط من ترشيد في استهلاك على سيبل المثال اكياس النايلون ومحاربتها وطبعا تلك الحلول المرتبطة بانظمة الدول .
تحياتي لك الكاتب القدير
سلام

اخر الافلام

.. البرلمان السلوفيني يقر مرسوما يعترف بدولة فلسطين


.. تصعيد لافت بين حزب الله وإسرائيل.. واتساع الحرائق على الحدود




.. الصور الأولى لحادث إطلاق النار على السفارة الأميركية في بيرو


.. لماذا يغدق الأثرياء المال على حملة ترمب رغم إدانته؟




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منشآت ومباني سكنية في قرية دوم