الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل رأيتِ موت ظلي –11 -

غريب عسقلاني

2010 / 7 / 6
الادب والفن


هل رأيتِ موت ظلي –11 -

حكاية شرقية

عبرت الريح من ثقوب الوقت فكان النغمُ قبل أنْ يكونَ الكلام.. وقيل أنّ جنيّة أصابتها الغيرة من عاشقين يتبادلان النجوى, فسحرتهما حبلا ووترا وعلقتهما على جذع شجرة.. وأن عازفا مر بالشجرة, فسمعَ نغما لم ينفخه في الناي من قبلُ, لملم العازف النغم وأودعه صندوقَ الحكايات, وشدَّ الحبلَ على القوس, وشدَّ طرفي الوتر على جلد الصندوق, فكانت الربابة.. وكانت الحكاية..
فمَنْ منا يا صاحبتي حبل القوس؟ ومَن منا الوتر؟
أم ترانا الأسيرين بينَ أنامل العازف, ينزفنا نغما بحَزّ القوس على وجهِ الوتر!! وهل يدرك العازفُ أننا نسكن صندوق الربابة قبل مولد الأصوات على ألسنة البشر..
اسألي العازفَ عني؟
أم تراه مثلنا يشربُ من ماء السراب.. يغذّ الخطى.. يقطعُ المسافاتِ لهاثا, والعتمة مخملٌ, يغري بالمسير نحو وميض مستحيل..
هل تومض في مخمل العتمة قناديل الصور؟؟
وعلى أي المرايا تنبض في حناياك عذابات الوتر..
جلدي تقرّحَ من حز حبل القوس.. هل يطلق العازفُ أنغامَه من جلدي, أم من وجه الوتر!!
لا تعذليني, فالذي بيننا أبعدُ من بوح الكلام.. أنّ نزفَ البوح فينا سكن الآه قبل الآه.. قبل انتشار أوجاع الشجن في ثنايا البدن.
فهل ما زلتْ وحدي الساكن في صدركِ.. وهل ما زلتِ في طقس الذهول تترنمين..
هل يشيخ الوقتُ؟ ويفرغ العازفُ صندوقَ الربابة من مواويل الانتظار.. ويتركنا للريح تبعثرنا مع نوّات الأعاصير, لا ندري إلى أين المسير, وإلى أين المصير..
لا عسقلان متاحة للبحر, ولا أنتِ جالسة على ضفة النهر تنتظرين..
هل وصلتِ إلى يقين؟؟ من منا حبل القوس, ومن منا الوتر؟؟
إن تميزنا يفقد الشوق مداه والحقيقة أننا نرتدي زيّ الفصول أهات بعد آهات للوصول إلى فصلنا الخامس.. أنتِ في دمي إكسير حياة, وأنا في دمك نبيذ الروح.. هل تعلمين أنني ذات عيد كنت قد تناسخت في روح فرخ نورس نثر من حولك غبار الذاكرة, حتى أفقت من غيبوبة الفقد.. لا أدري إن كنتِ نحتِ عليَّ أو صدحتِ بي!!
ها نحن نعيشُ خارجَ الوقت على أمل اللقاء.. ندخلُ صَدفة اللوعة نشعلُ بقايا قبلتنا الأخيرة قنديل ضياء, نقتلُ العتمة على نغم بعيد يخرج من صندوق الحكاية, لحظة تماسّ حبل القوس معَ جلد الوتر, يخرجُ من مفصل الموت موالٌ يقدح في حنايانا شرر الحنين
لا تخذليني يا صاحبتي فأنا علقتك قنديلا على عين فؤادي..
لا تطفئيه.. حتى يزهر بياضَ العمر, ويبعث إعصارك في روحي السكون, وأعيش طعمَ الهدوء في أتون العاصفة!! ويحملنا طائر سحريُّ إلى خمائلنا..ندخلُ بلورة الوجد, ونعيشُ الهيام..
لا تطفئي قنديلَ صدري.. إنه وقتُ الهزائم, الغانمون فيها أشباه الرجال, والغانمات شظايا من نساء غافلات, وانتظريني في الوقت المحايد حين يطل وجه الله بينَ وهج الشمس وأسراب العتمة,, يفصل السواد عن البياض.. ويفسح الوقت لميلاد قزح جديد نكون فيه طيفا ثامنا يحمل لون الروح وبهاء النغم

***
وقيل إنه ذات وقت افترش الأفق قزح بثمانية أطياف, وأن الجنية ندمت لكثرة تناسل العشاق, وأن عشيقها انشغل عنها بنساء الإنس العاشقات, ولم تستطع تحرير العاشقين من السحر لأنها نسيت من منهم سحرته حبل قوس ومن منهم سحرته وتر, وأن الأمر لا زال سرا في صندوق الربابة!!
ولا زال النغم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع