الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وأنثرُ على نهديها انتظاري

مروان المغوش

2010 / 7 / 6
الادب والفن


أحبك

لاتسأليني إذن ما يعني الرحيل

أحبكِ ليست هي ما قلته بالأمس

أحبك كَبُرَتْ

دعينا نبعثر الأشياءْ

ثم لانرتبها ونمضي

هي هكذا ربما

وربما نحن الذين

تخوننا الأسماءْ

أحبكِ

في كل همسةٍ يبوحها الحنين

يقزمها الرواة ُ إن أردتِ

يذبحها الحواة والطغاة

فتذبل الكلمات على شفاه الطين

أحبكِ

شهقة ً أمست يسكنها البعيد

وتسكن في غصة الحكايا

يرددها العراة والزناة

تدوسها في اليل ضجة الحانات

يصفعها الواهمون

ان العشق بطاقة معايدة

تصدر الموسيقى دونما حياء

أحبكِ

تسكن السطوروالطيورتسكن الغابات

تُدمعُ الزهور والجسور تُدمعُ النايات

تعانق الأجراس في الكنائس

تؤرقُ المعابد

تقبلُ الأطفال في المدارس

ترافق الآذان في المساجد

تورقُ في ضحكة الصبايا

وخفقة الهواجس

أحبكِ

لحظة القلق اللذيذ

وومضة النداء الأخير لطائرة سترحل

هي ضُمة ٌ من نور

تضيء أزقة الجسد

ربما هي تلك المسافة الأشهى

بين اللهفة التي ينثرها السراب

وبين دلالة فرت من أحرف الهجاء

لاتسأليني إذن

كيف تهواني وتمضي

ربما تنضج الكلمات

في موقد الغياب

لاتطلبي مني

ريثما تغتالني اللغة

بديلاً للقصيدة في موطن اليباب

لن أدعي انني أهوى التشرد إنما

لن أقبل أن أعانق حد التألم

إلا امراءة لا تشبه إلا ذاتها

أحبكِ

ليست مجرد مفردة

أحبكِ تعني القصيدة

وثورة عظيمة ومفردة

دعيني أبعثركِ وأمضي

ربما توقظ الفوضى سنابل العينين

أتدري ياصغيرتي

إنني لازلت

أركض في سهل الكتابة

دونما يقين

أفتش عن المعاني البكر

أسافرفي فضاءات التجلي والحنين

لاتفزعي

ترافقينني أنت على ثغر القلم

حيناً أعانقكِ وحينا ً

أرشفُ ما أشتهي من ذلك الألم

الألم المعرفي

ذلك الوجع الشهي

يباغتني ابن عم لي

وخالة ٌ في الأربعين ربما

أستبقى هكذا

دون بيتٍ دون زوجة أو ولدْ

فيغضُ قلمي بؤسه بلا جواب

يتطاول التساؤل في وريدي

أتمضي الدرب يا قصيدي في اغتراب

لكنني لا أحلم بزوجة ٍ

كما يعيها الآخرون

إنما أفتش عن صديقة

لا أحلم بطفل ٍ لي

وإن يكن لابأس

لكنني أعشق الطفولة

إذن هكذا

تتكور المدائن في كف الرحيل

دونما ضجيج

ألوك ماتبقى من رغيف الليل

أسألُ المعري وابن رشد

استحضر الحلاج تارة ً

وتارةً يعبرني دفتر ُ الأيام

فاسخر من انتصاراتٍ سخيفة

تمر على عجل تفاصيل الغرام

أقرأ الحب العتيق مراتٍ ومراتٍ

فأشتهي كثيراً من غباء

هل أنني ياطفلتي أدعي الذكاء

ربما وربما كانت الحقيقة

وهما ً ليس إلا

نلبسه من قصورنا براءة الرداء
أحبكِ

تعويذتي التي تطعمني الألق

وتمنح القلب الحزين

كوناً من القلوب كلما احترق

لِذا تمرجحي بأبهر القصائد

تناثري في مهجة الشفق

أدركُ أنكِ لاتدركين

مواسم الألم في مدائني

وحدائقي الحبلى بأزهار القلق

لذلك ياصغيرتي

تصفحي جراحي كلما استطعتِ

واسكبي ماشئتِ من تساؤل

إنما غادري ارجوكِ

مضارب القبائل وعتمة النفق

أحبكِ لكنني منذ أن ولدت

أسكن في غربتي

نهاراً ثم أمضي

في ليلتي لأسكن الورق

الورق الرفيق

يرحل ُ كل ليلٍ

بعمري إلى متاهة

يغريني بالمزيد

أسافر في شهوتي

كي ألمح البعيد

وقبل أن أضمهُ

كي أصحو قليلاً

ينثر ُ على جفوني ملامح الرحيقْ

أحبكِ لكنني مسافرٌ في رحلتي

علّي ذات موتٍ

من صحوتي أفيقْ

ذريها فلسفاتي

فثغركِ الجميل تؤذيه ترهاتي

مزيج ٌ من غرابة الزمان والمكان

يبوح مفرداتي

أراهن أنها قد تأتي حين بوحٍ

أراهن أنني لأجلها أغادر

أقفُ على ضفاف حلم ٍ أحمقٍ

وأرجو أن تطل من شهقة المحابر

لا منتمي يا {ولسن}

إلا لعينيها

فالشمس حين تغرب

تأوي لخديها

اسقيها كل فجرٍ مدامع المشاعر

أحدثُ السياب عن غاباتها

وأنثرُ على نهديها انتظاري

لربما قصيدتي تفيق من سباتها

تزاوجت رؤى الأحلام والأقلام

وتجاوزت شتاتها

حبيتي صَغُرَتْ أخيراً

وغادرت مرآتها

وقفتْ أمام جرحي

تستقصي جرح ذاتها

أليس َ الجرحُ واحد

أنّاتي أم أنّاتها

البردُ في فواصلي يطل من خطواتها

وحزنيَّ المسافر كم أبكى امسياتها

غداً

ربما في اللحظة الاحزن

سأحبكِ لأنك الوطن

تناثرت نهداتها

صاحت وناحت وتبعثرت كلماتها

غداً إذن

ضمت ْ إلى جنونها معابدي وقصائدي

ولاعتي قلمي وبعضاً من جرائدي

والمدى والتفاصيل

غداً إذن

أحبكِ لكنني غداً

صرختْ

فبكتْ غلى نبرة الصوت الجريح

ملامح الزمن

أحبكِ

لاتسأليني إذن مايعني الرحيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو


.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد




.. بسبب طوله اترفض?? موقف كوميدي من أحمد عبد الوهاب????


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كان نفسي أقدم دور




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -الحشاشين- من أعظم