الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجوى العاطل

علي شايع

2010 / 7 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أخي الأصغر عاطل عن العمل – في مجال اختصاصه- منذ أكثر من عشرين سنة، خسر خلالها الكثير مما تعلمه، متراجعاً بفعل التقدّم المتسارع عن مسيرة تطّورات تخصّص يعشقه. سألني ما الحلّ؟.. قلت: العمل التطوعي. واستغربَ بالطبع من هذه الفكرة، فكيف يمكن أن يعمل في مجال اختصاصه متطوعاً، ومن ذا يمنحه تلك الفرصة؟.
في البلدان المتقدمة، لا تضمن الدولة للعاطلين عن العمل راتباً مجزياً بحسب أهمية أعمالهم فقط، بل هي ملزمة بتوفير فرص عمل تطوعي لساعات محدودة أسبوعياً، يواكب خلالها العاطل ما وصلت إليه الأبحاث والدراسات، وما أضيف واستجّد من أدوات. وفي معظم دول أوربا توجد منظمات خيرية ترعى العاطلين وتستقطبهم للعمل لديها، وهي بذلك تنافس الدولة كشريك في التنمية. لأنها خلال خبرة سنوات متراكمة استطاعت أن تمتلك جامعات ومستشفيات ومراكز أبحاث وشركات تستثمر في أكثر المجالات ربحاً، وكلّ هذا يأتي من العمل التطوعي المبني على أساس المنفعة المتبادلة، وبما يجنب العاطل الانسياق المكره في روتين المؤسسة الحكومية، أو أن يكون معرضا لابتزاز القطاعات الخاصة.
وعليه فلن يكون غريبا حين نعلم ان 22 مليون شخص يشاركون بالتطوع بشكل رسمي كل عام في بريطانيا البالغ عدد سكانها 60 مليون نسمة. ويكون مردود هذا العمل مليارات الدولارات، التي تسهم في تحسين الوضع الاقتصادي وتدفع بالبلد للقضاء على البطالة.
ربما يكون بلدنا أكثر بلدان الأرض حاجة الآن إلى العمل التطوعي، لأننا نعيش في لحظة بناء عصية امتدت لسنوات، تعبت خلالها الدولة، وظهرت بوادر عجزها في مختلف المجالات، ولا وقت يتسع الآن لسرد الحكاية مجدّداً. كلّ ما علينا فعله، أن نحكم النوايا باتجاه البناء، والتطوّع خدمة لأنفسنا أولاً من خلال وضعها في استحقاقها العراقي؛ كشعب طموح لاستعادة سيرته الأولى، وبأحسن منها، وعلى اتساع الآفاق..ولكن أين هي المؤسسات الراعية؟.
في بريطانيا ـ مثلاً ـ الدولة تدعم هذه الجهود وتشجّع على مناصرتها، ولأن ما نسبته 90بالمئة من السكان ـ حسب استطلاع للرأي- يتفقون على أن مجتمعاً يتطوّع أفراده هو مجتمع متكافل يعتني بعضه ببعض، وهو مجتمع حيّ في دولة معافاة، تسمع وتستجيب لنجوى العاطل.
أين الدولة في التخطيط للعمل التطوعي ومشروعيته النبيلة، كفعالية طبيعية لإنسان يريد بناء وطنه، وهو يبني ذاته أولاً بالعطاء والرضا والطمأنينة لينطلق بها كمرايا تشعّ النموذج المترفع؟ .
أين مراكز البحث في كل وزارة لدينا إذ ( لا خير في كثير من نجواهم) ما لم يقدموا دراساتهم في مجال تمكين العاطلين عن العمل، لنيل فرصة التدريب وتحسين المهارات، وليبقوا في صورة طموحهم بضرورة أن تثمر جهودهم السالفة في التحصيل العلمي والمهني؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية