الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفقة سعودية اسرائيلية ضخمة ...وشراكة

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2004 / 8 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


" الاعلان الاول أدى الى بلبلة ....لدى بعض وسائل الاعلام التي نشرت أن النصف التابع لشركة ملينيوم فقط تم بيعه... بينما النصف الاخر الذي يملكه الامير السعودي الوليد بن طلال لم يباع ، الا أن مصادر شركة العاد أكدت أن الصفقة التي تم التوصل اليها تضم ايضا ما يملكه الامير السعودي في الفندق " هذا ما جاء في الخبر الذي نشرته صحيفة "هآرتس" الاسرائيليه يوم(16/08/2004)على صدر صفحاتها الاقتصادية بخصوص صفقة بيع فندق "البلازا" الواقع في حي "منهاتن" في مدينة نيويورك الامريكية .الصفقة المذكورة أثارت الانتباه لدى العديد من المهتمين بتجارة العقارات الدولية لقيمتها المالية الضخمة ...لكن ما أثار انتباهنا نحن ، هو أمر اضافي يتعلق بالشعارات الرنانة التي تصدر عن القيادات العربية من ممالك وجمهوريات بخصوص "المقاطعة" ورفض أي شكل من أشكال "التطبيع " مع اسرائيل ...!!؟؟

كلمات بليغة جدا تطفح بها البيانات الصحفية الرسمية وغير الرسمية أيضا ...البلاغة التي تمتاز بها هذه البيانات ما هي الا عبارات تورية وتمويه تستعملها تلك القيادات من أجل فرقعة قنابل الدخان الاعلامية التي تمكنها من تمرير صفقات تجارية وغيرها ..مع من ؟؟!! مع من ينادون بمقاطعته دائما !!؟؟ دخان البيانات الاعلامية هذه هدفه القاء الظل على حقيقة العلاقات الاقتصادية ، وغيرالاقتصادية ،الوثيقة وما يرافقها من الصفقات الضخمة التي تعقد ما بين اصحاب الرساميل العر ب من المقربين لهذا البلاط الملكي أو ذاك القصر الرئاسي ..من جهة ومتمولين اسرائيليين من الجهة الاخرى . في ظل هذه الحقائق لماذا يواصل هؤلاء القادة اصدار بياناتهم عن ضرورة "مقاطعة العدو الصهيوني" و "رفض أي شكل من أشكال التطبيع معه"!!؟؟.

"فندق بلازا ، احد المباني المعروفة جدا في منهاتن ، بيع بسعر (675)مليون دولار الى شركة "ءالعاد بروبرتيز – شركة خاصة يملكها اسحاق تشوفه..."(صحيفة هآرتس 15/08/04). اسحاق تشوفه لمن لا يعرف هو متمّول اسرائيلي ترعرع في مدينة نتانيا ويملك الكثير من الشركات والعقارات الاسرائيلية ويسيطر على حصة الاسد من سوق الوقود والطاقة وله ملكية اسهم في بنوك تجارية محلية . يضاف الى ذلك يملك عدد من الشركات التي تملك العقارات في دول مختلفة وتعقد صفقات في هذا الفرع منها شركه في كندا قيمة ممتلكاتها (3) مليار دولار وشركات أخرى في الولايات المتحدة الامريكية منها شركة"العاد" المذكورة أعلاه .

للوهلة الاولى يجري الحديث عن صفقة تجارية عقارية تبدو بريئة جدا .. أو عادية جدا ...لكن من يقرأ كامل الخبر الذي نشرته "هآرتس" يكتشف أن هذه الصفقة العقارية ، عقدت مع شركة صاحبها هو "الامير السعودي الوليد بن طلال من العائلة المالكة السعودية ...." وكما جاء في التوضيح المذكور في بداية هذا المقال ..لم يتوقف الامر عند هذا النشر في صحيفة " هآرتس"، بل تبعه خبر "راقص" جدا جاء ليقطع الشك باليقين، نشرته صحيفة "الشرق الاوسط"، المعروفة ب –جريدة العرب الدولية- ضمن الاخبار الاقتصاديه ، تحت عنوان :"الوليد بن طلال :"حققت 200% أرباحا من بيع غالبية حصتي في بلازا نيويورك." (الاثنين 16/08/2004).وتواصل الصحيفه الكتابة في مطلع الخبر نفسه :"كشف الامير الوليد بن طلال رئيس مجلس ادارة شركة المملكة القابضه ، أنه سيحصل على 300 مليون دولار من اتمام صفقة وصفها بالرابحة لبيع الجزء الاكبر من حصته الحالية في فندق البلازا في نيويورك والبالغة 50 في المائه والتي تعود ملكيتها الى عام 1995، كاشفا أنه حقق ارباحا على استثماره بلغت 200 في المائه."

يضيف الامير في حديثة مع "الشرق الاوسط" بخصوص الاتفاق " استغرق التوصل اليه مباحثات استمرت لعدة أشهر ..."، وهنا لا بد من طرح التساؤل ، هل يعقل أن سيادة الامير وهو الداهية في الاستثمار والتجارة والصفقات العقارية لم يعرف هوية صاحب الشركة التي تفاوض لشراء الفندق ؟؟ وأنه متموّل اسرائيلي ؟! خاصة وأننا نعيش في عصر العولمة الذي يضمن حد أدنى من الشفافية المفروضه من أجل الكشف عن هوية مالكيها !!!. لكن الانكى من كل ذلك ما أضافه في خبر " الشرق الاوسط" :"وأضاف الامير الوليد أنه سيحتفظ بنسبة بسيطة من ملكيته الحالية من الفندق ..." وبذلك يكون سيادة الامير ليس فقط عقد صفقة بيع مع صاحب الشركة بل هو أصبح شريكا في الفندق مع المتموّل الاسرائيلي وشركته !؟.ومن أجل اخفاء هوية الشركة قال أيضا أن الصفقة تمت مع "..احدى شركات عقارات ايل آد نيويورك" . وبذلك أمرك اسم الشركة محولا حرف ال(ع) الى حرف (آ) .. ويعبر سمو الامير عن غبطته وسروره على مواصلة الشراكة مع مالكه الاسرائيلي الجديد بقوله :" يسعدنا التوصل الى اتفاق بشأن بيع فندق البلازا نيويورك وبرغبة المالك الجديد ترميم وتطوير هذا المعلم ". وأضاف:"نأمل استمرارية تاريخنا مع هذا الفندق العريق عن طريق الاستثمار في خطة تطويره ...."( الشرق الاوسط 16/08/04).

لا بد من توجيه التحية الى سمو الامير وشركاه من ابناء العائلة المالكة السعودية وغيرهم من المتموّلين العرب على هذه الجرأة والصراحة بمواصلة الاستثمار والشراكة مع " المالك الجديد "، وهكذا يكشف لنا وللقراء في ارجاء الوطن العربي والمعمورة عامة أن علاقات طبيعية وودية تتم على مستوى القيادات والدول وارباب رؤوس الاموال وبالمقابل يقوم هؤلاء بمعاقبة المواطن العادي الذي تسّول له نفسه الحديث مع أيا كان من الطرف الآخر حتى لو كان من البقية الباقية في وطنها ... فهنيئا لك يا سمو الامير على هذه الصفقة الرابحة جدا وعلى الشراكة التي تضمن الاستمرارية لتاريخكم في الفندق العريق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البقاع شرق لبنان: منطقة استراتيجية بالنسبة لحزب الله


.. بعد مقتل حسن نصر الله.. هل كسرت إسرائيل حزب الله؟




.. تباين| مواقف هاريس وترمب من العمل في ماكدونالدز


.. عواصف وفيضانات غمرت مناطق متعددة في ولاية فلوريدا جراء ضرب إ




.. أمين عام المجلس الإسلامي العربي يتهم إيران بتسليم إحداثيات -