الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سانتشو بانزا والمالكي

فؤاد وجاني

2010 / 7 / 7
كتابات ساخرة


من الروايات العملاقة في الأدب الاسباني رواية الدون كيشوت دي لامانشا لكاتبها عميد فن الرواية العالمية سيرفانتيس . إنه امرؤ أشهر من علم لدى الغرب ، ملك الدنيا وشغل الناس بقصته تلك . لكن الحقيقة أن سيرفانتيس نفسه يعترف في المقدمة بأن القصة مستوحاة من مخطوطات مغاربية قديمة عثر عليها ، لمَ لا وسيرفانتيس تم اعتقاله من قبل قراصنة جزائريين حين ازدهرت القرصنة في القرن السادس عشر الميلادي، لولا هذا الاعتقال لما رأت روايته ضوء الشمس ولا نور القمر. يبدو أن كل شيء في الغرب قاعدته وأساسه خيرات العرب بداية من دفء المنازل الى دفء العقول .
الدون كيشوت البطل الرئيسي كما تصوره الرواية رجل أصيب بالجنون العقلاني ، فكثرة قراءته لكتب الفرسان الجوالين جعلت منه رجلا غريب الأطوار ، مهووسا بمصارعة طواحين الهواء ، حالما بنزع الظلم من الأرض ونشر العدالة ولقاء حبيبته الافتراضية دولسينيا .
بطل الرواية الثاني كان صديق دربه وخادمه فيما بعد سانتشو بانزا ، وهو اسم على مسمى ، فكلمة "بانزا" تعني " البطن " ، وكذلك بانزا كان رجلا يفضل البطنة على الفطنة ، أميا فخورا بأميته ، مختزل القامة ، ضخم الجثة ، قليل الذكاء الى حد الغباء ، يركب حمارا أدهى منه ، إنه الرجل المثالي لجنون الدون كيشوت ، والمخلص المؤمن بمثاليته الخاوية .
حاول سانتشو بانزا تولي الحكم على أحد الجزر الوهمية التي تم الاستيلاء عليها خيالا ، سجد على ركبتيه لسيده الدون كيشوت وأخذ يده يقبلها قائلا : "السمع والطاعة لك ياسيدي الدون كيشوت، أستحلفك أن تمنحني حكم هذه الجزيرة التي فزتم بها في هذه المعركة الصعبة والتي على الرغم من شساعتها فإني أستشعر في نفسي قوة كافية قادرة على حكمها بنفس القدر والإتقان كأي حاكم تولى جزيرة من جزر العالم قبلي".
بعد مدة طويلة قضياها في العبث ومغامرات الخيال ، قرر سانتشو بانزا والدون كيشوت الانصياع للواقع والعودة الى قريتهما . إبان وصولهما ، وجد سانتشو بانزا زوجته في استقباله زاجرة إياه : "أهكذا تعود يازوجي ، على قدميك ، متعبا كالكلب ؟ إن لك هيئة المتشرد لاهيئة الحاكم !".

قرأت الرواية عدة مرات بلغتها الأصلية ، وفي كل مرة أكتشف بعدا جديدا . الإسقاط هذه المرة ينطبق تماما على حال العراق ، فالمالكي يشبه سانتشو بانزا قلبا وقالبا والدون كيشوت بجنونه يمثل عجرفة وجنون بوش وطواحين الهواء هي مشروع الديموقراطية الغربية الفاشلة في العراق .
الجنون والعقل يتفقان معا على أن العراق عائد لأهله والأمور راجعة إلى نصابها ، وسيخرج منها المالكي وعملاؤه صاغرين بعد اصطدام خيالهم بواقع اسمه أرض الرافدين كما رجع الدون كيشوت وسانتشو بانزا أدراجهما خائبين . وسيبقى احتلال العراق مجرد رواية عن حماقة بوش وبلادة المالكي ومن والاهما يرويها التاريخ للأجيال القادمة .
ياناس ياعقلاء ، العراق باق والمالكي وعبيد الفرس والروم إلى زوال لأن العراق لايحكمه لا المجانين ولا البلداء . والحمد لله على نعمتيْ الدين والعقل . لقاؤنا في عراق الخير والعقلاء إن شاء الله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس