الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفنان - محمد صبحي- ومسلسل - الحكومة العراقية القادمة-..!!

مها عبد الكريم

2010 / 7 / 7
كتابات ساخرة


قبل عدة سنوات من الان تم انتاج مسلسل مصري بعنوان " فارس بلا جواد" كان من بطولة النجم المصري المعروف محمد صبحي، المسلسل انتج ليعرض في شهر رمضان لذلك العام لكن قبل العرض حدثت ضجة اعلامية كبيرة حوله سببها كما اعلن وقتها ان اسرائيل طالبت مصر بعدم عرضه على اعتبار ان المسلسل يحرض على العداء ضدها من خلال التطرق الى كتاب "بروتوكولات صهيون " وكان للضجة الاعلامية التي اثيرت قبل العرض دور كبير جدا في جذب انتباه المشاهدين وحتى استعجال حلول شهر رمضان لمشاهدته !
في وقت انتاج وعرض المسلسل لم يكن في العراق قنوات فضائية وستلايت مع هذا نقل تلفزيون العراق اخبار الضجة الاعلامية حول المسلسل ووعدنا بعرض المسلسل خلال شهر رمضان كما عرض مجموعة من اللقاءات الصحفية والفنية مع كادر عمل المسلسل وممثليه ومخرجه ومؤلفه وكان الجميع يعترض بشدة ويرفض مطالب اسرائيل حول المسلسل...!، لكن ما بقي في ذاكرتي حتى الان لقاء مع نجمه محمد صحبي ابتدئة بالاعتذار للمشاهد العربي عن مسلسله الجديد لانه لن يجد فيه ما اضفته الضجة الاعلامية على المسلسل من اهمية وعظمة وان محمد صبحي في المسلسل لن يكون البطل الشجاع الذي يدافع عن قضية العرب الاولى فلسطين.. واقر ان تلك الضجة بقدر ما ستجذب انتباه الجمهور العربي لمتابعة المسلسل وهو امر مفرح بالنسبة له الا انها ستكون سيئة التأثير عندما لا يجد المشاهد ما يأمله في ابطاله او قصته ولذلك هو يشعر بالخجل او الاسف لانه لم يقدم ذلك العمل الذي يتعطش له الجمهور وان الضجة الاعلامية كانت اكبر كثيرا من حجم المسلسل.
وبالفعل عرض المسلسل وكانت قصته تدور حول مصري ولد في اواخر ايام الدولة العثمانية وتربى في ظروف غريبة في بيت عائلة تركية هي عائلة والدته التي توفيت بعد ولادته وكبر ليتحول الى ثائر ضد الاحتلال الانكليزي لمصر تعتمد مقاومته تلك على القيام بمغامرات عجيبة تشبه مغامرات "زورو " فيتنقل من سطح الى اخر برشاقة بينما يطاره الجنود الانكليز ويقوم بتغيير هيئته وشكله عدة مرات يساعده في ذلك ارتدائه لاقنعة مطاطية لم تكن موجودة اساسا وقت احداث المسلسل في مطلع القرن العشرين!!.. اما موقع ":بروتوكولات صهيون" من المسلسل فلم يكن الا مجرد اشارة عابرة للكتاب اثناء حديث بطل المسلسل مع احدى بطلاته وملخص ذلك الحوار الذي لم تتجاوز مدته الخمس دقائق كان ان البطل يخبر البطله انه قرأ ذلك الكتاب واطّلع كثائر مهتم بقضايا بلده وامته على مخططات الصهونية العالمية ...!
ومع ان المسلسل كان هزيلا الا اني احترمت شجاعة الفنان محمد صبحي واحساسة العالي بالمسؤولية تجاه جمهوره وهذا جعله يقر ان المسلسل ليس عظيما واعتذر للجمهور مقدما لانه كفنان حصل على الاهتمام الذي يرجوه لكنه لن يقدم لهم ما يرجون !!... تذكرت كل ذلك وانا اتابع الضجة اليومية حول من سيتسلم منصب رئاسة الوزراء خصوصا ان هذه الضجة اصبحت تتصاعد بعد تصريحات الائتلاف ووصول بايدن الى بغداد وتصريحات العراقية ودعوات من هنا وهناك تطالب المالكي مرة بقبول شروط الائتلاف واخرى تدعوه للائتلاف مع العراقية و و و ...ومن لا يعرف ما يدور في العراق سيعتقد ان ما يخلف هذه الضجة حكومة ستحقق المستحيل او كما يقولون في مصر "ان تحت القبة شيخ" !
لابد ان ينتهي هذا الجدل بتولي احد المرشحين للمنصب لكننا مع هذا لا نتوقع من اياً منهما ان يدلي لنا بعد توليه بتصريح شجاع على شاكلة تصريح " محمد صبحي " يخبرنا فيه ان مسلسل الحكومة القادمة هو مسلسل هزيل وان قصته ستكون مكررة ومملة وان كل هذه الضجة ستنتهي على ( فاشوش)، لاسباب عديدة منها ان المقدمة العظيمة للحكومة القادمة صارت تقنعنا يوما بعد اخر ان النتيجة ستكون ذاتها او اسوء وان الحكومة القادمة بغض النظر عمن سيشكلها ستستمر في تقديم الوعود وتعليق عدم تنفيذها على شمّاعات الارهاب والمحاصصة والفساد، وان نموذج مجادلات تشكيل الحكومة سينتقل بعد ذلك الى البرلمان القادم وعندها سنشبع جدال وازمات !!، وسبب اخر ان المُتَنافسان سبق لهما تولي المنصب وقد قدما لنا خلال فترة توليهما تلك اسوء مثال عن عهد الديمقراطية وكانت الحصيلة منها ازمات لا تنتهي وفقر وبطالة وازدياد معدلات الفساد ومآس تزداد يوما بعد اخر.. ولماذا يصرحون او يعتذرون ونحن نعلم - وهم يعلمون اننا نعلم- يقيناً انهم يتصارعون من اجل مصالحهم الخاصة لا من اجلنا وكل ما عدا ذلك مجرد تهويل ليبدو خلافهما عميقا وذو ابعاد ايديولوجية او سياسية او حول برنامج الحكومة القادمة ..." انهم يكدرون مياههم ليهموا الناس بالعمق" !
لكن اسوء ما في الموضوع هو قيام هذه الضجة الكبيرة كلها على خيارين، المالكي او علاوي وفي احسن الاحوال احد المقربين لهما وعادة ما يكون على نفس الشاكلة، وكأنه مكتوب على العراق والعراقيين ان تنحصر فرص خلاصهم بالمفاضلة بين سيء واسوء !!
لم يكن الفنان " محمد صبحي " مضطرا للاعتذار من جمهوره فمسلسله احتوى على الاقل على بعض المشاهد الكوميدية الخفيفة، وحتى لو لم يكن بمستوى الضجة كان بامكان الجمهور وبكل بساطة ان يغيروا القناة الفضائية التي تعرضه ليشاهدوا غيرها وحتى نحن في العراق ومع اقتصار الخيارت عندنا في ذلك الوقت على قناتين كان بأمكاننا التحول الى القناة الثانية او اغلاق التلفزيون كَحل اعتدنا عليه .. لكن بربكم ماذا يمكننا ان نفعل الان والمسلسل الكئيب والممل والطويل على الابواب وليس امامنا اي مهرب منه ؟؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح