الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أولاد سمك القرش .

ناهده محمد علي

2010 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


ترددت كثيراً قبل أن أكتب هذه المقالة , لأني عودت نفسي بأن لا أكتب شيئاً إلا بعد أن اتأكد من حقيقة مضمونه .
لقد قرأت قبل فترة بحثاً علمياً عن سمك القرش وعن وحشية هذا الحيوان وقسوته , وعجبت لخصائصه , إذ أنه ذكي وخبيث في آن واحد ولا قلب له , حيث تولد صغاره وهي بدون قلب ولا ضمير , تأكل بعضها البعض حتى وهي أجِنة في رحم أُمها , وهي حقيقة وليست خيال , فصغار القرش تأكل بعضها بعضاً قبل حتى أن تولد . ذكرني هذا بالمشهد العراقي الحالي حيث تتناحر عشرات الأحزاب والكيانات السياسية وتتصارع وتأكل بعضها بعضاً حتى قبل أن تولد , ويتسارع الأقوياء منهم لسرقة أصوات الشعب المنكوب .
حدثني الكثير من الناس الذين إلتقيتهم , وقالوا سابقاً كان هناك ( حرامي واحد ) , أما الآن فالحرامية كُثُر , ولا نعلم من هُم أو من أين جاءوا , قلت في نفسي إن معظم دول النفط تعيش في بحبوحة وتتوسع وتستثمر أموالها لصالح شعوبها , أما الشعب العراقي فيتضور وتُفسَد آخر قيّمه الجميلة , حتى أصبح الإبن يتخلص من والده في دار المسنين , ويسرق الأخوة بعضهم بعضاً , بل ويقتل بعضهم البعض الآخر حتى أصبح الكثير من أبناء الشعب العراقي متسولين وخاصة من النساء والأطفال والكثير منهم ايضاً سُراق , أما الجزء الثالث فهو من يعاني المعاناة الحقيقية , إذ أن التمسك بالقيّم أصبح هدفاً صعباً .
يظهر الكثير من كبار الساسة ليقولوا بثقة وبذكاء شديد بأن قلة المطر تعني قلة الماء وهذا يعني قلة الكهرباء , ويعلم الجميع بأن العراق يعوم على بحر من النفط والغاز الذي يمكن أن يولد الكهرباء لقارة كاملة , فما السر في جعل الشعب العراقي يحترق بنار جهنم , وما السر في الإصرار على تلويث الجو بملايين المولدات الصغيرة علاوة على التلوث الحاصل من دخان السيارات القديمة والمستهلكة والمزابل المنتشرة في شوارع بغداد والمدن الأخرى .
يتحدث الكثير من الساسة عن مشاريع وهمية عملاقة مثل المستشفيات أو المنتزهات , لكن الواقع لا يُظهر غير حفر عميقة يقال عنها إنها الحجر الأساس تُترك طويلاً لتمتلأ بالمياه الآسنة , ولا يُرى أو يُسمع إلا عن شركات أو مقاولين وهميين سرقوا وهربوا وهو ما يثير ضحك المواطن وسخطه .
من المعروف أن في ميزان الأخلاق تترابط صفة الكذب والسرقة وينتج عنهما تكوين إنساني مشوه يضع قيَّمه في جيب وضميره في الجيب الآخر , أما ما يراه من دماء الشعب التي تنزف منذ سنوات فلا تعني له شيئاُ,وهذا دليل بسيط على ما أقول , حيث تعود أحد كبار المسئولين على الظهور بمظهر فاخر في مواقع الدم والإنفجارات , وحينما طُلب منه تفسيراً لذلك في مقابلة أجاب متهكماً وساخراً ( أرجوكم ابلغوني بالإنفجار قبل وقوعه لكي أرتدي السواد ) , لم أُصدق حينه أُذني وأطفأت التلفاز وأنا مصعوقة , ولم أتعود الشتم بطبيعتي إلا أني شتمت هذا المبهور بنفسه كثيراً , وتذكرت سائق السيارة ( الكيَّة ) الذي أوصلني الى مطار بغداد وهو يطالبني بالأجرة للمرة الثانية ويُقسم بأنه لم يستلمها وعيناه ضاحكتان , وشئت أن أدفع للمرة الثانية إلا أني توقفت في اللحظة الأخيرة وإبتسمت بإستهزاء وإبتعدت مسرعة , وتذكرت حينها بيت الشعر المشهور :
( إذا كان ربُ البيت بالدف ناقراً …... ) .
لقد تربى الكثير من أبناء الشعب العراقي وللأسف على هذه المباديء , وبقي أيضاً الكثير منهم شريفاً ومعذباً بشرفه هذا , وهناك الكثير من الشرفاء الواقفين تحت وطأة المطرقة الحديدية يُسحقون كل يوم ألف مرة والكيانات السياسية تأكل بعضها بعضاً لتصل الى ( الكرسي الدولار , أو الدولار الكرسي ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا اريد ايلامك اكثر
محمد الرديني ( 2010 / 7 / 8 - 09:57 )
حسنا ، انت تصرخين وانا مثلك لايسعني الا الصراخ في هذا الزمن المجدب
ولكن تعالي لنقرأ معا مع الاخرين ماقاله وزير التجارة امس
أعلنت وزارة التجارة، الاثنين، أن توزيع مفردات البطاقة التموينية بشكلها الحالي يعتبر تبذيرا نظرا للكمية الكبيرة التي يتم توزيعها من مواد الطحين والرز والسكر، فيما اكدت في الوقت نفسه وجود خزين كاف من هذه المفردات للعام الحالي وقال وزير التجارة العراقي وكالة صفاء الدين الصافي في حديث لـ-السومرية نيوز- إن -توزيع مفردات البطاقة التموينية بشكلها الحالي يعتبر تبذيرا بسبب الكمية الكبيرة التي يتم تسليمها للمواطنين-، موضحا -ما يتم تسليمه للمواطن الواحد من طحين يبلغ تسعة كيلوات وثلاث كيلوات من الرز وكيلوين من
السكر وكيلو و750 غراما من زيت الطعام تعتبر كافية وهي بنفس الوقت تعتبر تبذيرا
وأضاف الصافي -ليس من واجب الدولة أن تطعم المواطنين جميعا، اسمعت ماقاله؟؟
اقسم لك رغم اني لم اره شخصيا ...... لا خليها بعدين-.

اخر الافلام

.. بايدن وترامب والملف الإيراني | #أميركا_اليوم


.. إيران تحدد موعد انتخاب خليفة رئيسي




.. نتنياهو: الأمر السخيف والكاذب الذي أصدره المدعي العام للجنائ


.. -دبور الجحيم-.. ما مواصفات المروحية التي كانت تقل رئيس إيران




.. رحيل رئيسي يربك حسابات المتشددين في طهران | #نيوز_بلس