الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارحموا غزة - 1 الخريجون والمستقبل الغامض

أكرم أبو عمرو

2010 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


في تقريره الأخير حول الاقتصاد الفلسطيني أشار البنك الدولي إلى أن معدلات النمو للاقتصاد الفلسطيني في قطاع غزة بلغت 1% فقط خلال العام المنصرم ، مقارنة ب 8.5% في الضفة الغربية ، وتعكس هذه المعدلات حالة التردي الخطيرة التي وصل إليها الاقتصاد الفلسطيني في قطاع غزة ، مؤشرات خطيرة لا ينبغي القفز عنها بل يجب التوقف عندها إذ يرجع البنك الدولي أسباب هذا الفارق الكبير بين شقي الوطن إلى أشكال الدعم التي تحظى به الضفة الغربية من المجتمع الدولي والتسهيلات الكبيرة التي منحت لها خصوصا بعد بدء حالة الانقسام السائدة الآن ، فقطاع غزة ذو المليون ونصف المليون نسمة والمساحة الصغيرة من الأرض القليلة الموارد لا يمكن أن يكون عاجزا عن النهوض، فمن خلال التجارب الماضية اثبت سكان القطاع على أن قدراتهم في البناء والمبادرة على الرغم من قلة مواردهم هي بلا حدود ولكن الظروف الذي عاشها القطاع منذ أن أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي انتشارها بخروجها من داخل القطاع لتحاصره برا وجوا وبحرا ، بالإضافة إلى حالة الفوضى والفلتان الأمني التي سادت تلك الفترة وصولا إلى الانقسام في يونيو 2007 ما جعل عجلة الاقتصاد الفلسطيني شبة متوقفة في قطاع غزة إن لم تكن متوقفة تماما .
أن الظروف المأساوية التي يعيشها قطاع غزة دفعتنا إلى تناول بعض المشاكل التي يواجهها سكان القطاع واستعرضها عبر سلسلة مقالات سوف تصدر تباعا وأرجو أن لا تطول وابدأها بالخريجين الجامعيين وأزمتهم .
منذ عدة أيام انتهى نحو 39 ألف طالب من طلاب الثانوية العامة من تأدية امتحاناتهم في قطاع غزة وهذا العدد يشكل نحو 43% من إجمالي عدد المتقدمين إلى امتحانات الثانوية العامة في فلسطين ، وبعد فترة ربما لا تتجاوز الأسبوعين ستعلن نتائج امتحانات الثانوية العام الذي يعتبر فيه يوم إعلان النتائج عرسا وطنيا فلسطينيا اعتاد عليه الفلسطينيون كل عام ، وما أن تنتهي أيام التبريكات والتهاني للناجحين حتى تبدا رحلة البحث عن الجامعات والتخصصات والتمويل أي تمويل الدراسة في ظل الظروف الاقتصادية التعيسة إلي يشهدها القطاع، ومحظوظ من يحصل على منحة دراسية أو أي مساعدة ما تعينيه على استكمال دراسته لكن السواد الأعظم من الطلاب يواجهون معاناة كبيرة في تغطية نفقات الدراسة ومصاريفها ، محصلة القول ستمضي الدراسة ويصل الطالب إلى مرحلة التخرج .
آلاف الخريجين تقذف بهم الجامعات الفلسطينية وعلى الرغم من عدم توفر إحصاءات دقيقة عن عدد الخريجين السنوي إلا أنها تقدر بنحو 5 آلاف خريج سنويا من مختلف التخصصات ، في الظروف الاعتيادية لكل بلد فإن هؤلاء الخريجين سوف يدخلون سوق العمل لرفده بعناصر جديدة وشابة قادرة على العمل ومزود بخبرات علمية ومهنية ، وتستجيب لمتطلبات التنمية الذين هم عنصر هام من عناصرها ، ولكن الذي نراه أن أعداد الخريجين أصبحت تقدر بعشرات الآلاف بعد تراكم دام سنوات ، نعم عشرات الآلاف من خريجي الجامعات وفي مختلف التخصصات وجدوا أنفسهم معطلين ومتعطلين قسرا لدرجة أصبح فيها الخريج الذي بذل من الجهد والعرق سنوات عديدة وانفق من قوت أسرته أموالا كبيرة أملا في الحصول على هذه الشهادة ليساهم أولا في بناء وطنه، ثم بناء نفسه ومساعدة أسرته التي عانت كثيرا من الحرمان من اجل توفير مستلزمات دراسته ، هذا الخريج وجد نفسه بعد تخرجه يعيش في دوامة الفقر والفاقة ، أصبح يجري وكأنه يجري وراء سراب ، فلا مؤسسات ، ولا اقتصاد ولا موارد بل أن بوابة الخروج من هذا الآتون مغلقة لا يستطيع الخروج .
لقد أصبح الخريجون الجامعيون تائهون ، يبحثون عن أي عمل حتى في ابسط الأشياء البعيدة كل البعد عن دراسته وتخصصه، وربما عمل لا يحتاج كل سنين الدراسة وكل هذا التعب فهل تحتاج عملية تنظيف الشوارع إلى أربع سنوات أو خمس من الدراسة ، هذا هو حال الخريجين الذي يجوبون شوارع غزة بحثا عن مؤسسة هنا أو هناك ربما تأخذ منه ليس الشهادة بل صورة بطاقة هوية أملا في الالتحاق في بعض برامج العمل المؤقت التي تجود به بعض المؤسسات الدولية العاملة في القطاع وبأجور زهيدة .
مستقبل غامض وكرامة مهدورة حال معظم خريجي الجامعات في قطاع غزة ، إن هؤلاء الخريجين هم جزء من الشباب الفلسطيني بل من النخبة الفلسطينية الشابة التي تبني عليها فلسطين آمالا ، وهم العنصر الأهم من عناصر التنمية ، أنهم رصيد الأمة في التطور والنمو ، وهم الجديرون بالرعاية والاهتمام عبر الخطط الاقتصادية الجادة للاستفادة من طاقاتهم وجهودهم وليس بالاعتماد على ما تقدمه قوافل الإغاثة ومشاريع التشغيل الطارئ،لان مثل هذه القوافل والمشاريع لا تهدف إلا لتوفير الحد الأدنى للبقاء على قيد الحياة لشعب يعيش في ظروف الكارثة
إن تراكم أعداد الخريجين أمر خطير ربما يؤدي إلى الانفجار خاصة في ظل الحصار والانقسام ، وهذا يتضح من مقابلة أي خريج فستجد أن أولوياته هي الحصول على العمل لتامين لقمة العيش له ولأسرته وتراجعت لديه الاهتمام بكثير من الأمور كالمشروع الوطني الفلسطيني الذي تربى عليه منذ الصغر ، وسوف تجد الكثير من الشباب يطمحون في الهجرة إلى خارج الوطن لان الآفاق أمامهم مغلقة ، فعلى جميع القيادات الفلسطينية من سلطة وطنية، وفصائل وأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني سرعة الانتباه إلى هذه الظاهر والعمل السريع من اجل استيعاب هؤلاء الخريجين وانخراطهم في عجلة التمنية الوطنية وهذا لا يتأتي إلا بإنهاء الانقسام الفلسطيني وإنهاء الحصار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غزة الجريحة
قصري ( 2010 / 7 / 8 - 09:12 )
عندما ضلل الجناح العسكري للاخوان المسلمين المسمى حماس ابناء الشعب وشارك في العملية الديمقراطية الانتخابات ليس ايمانا وانما وسيلة ووعد الناس بالرفاهية والعدل والقضاء على الفساد مستغلا بعض الاخطاء والفساد الذي كان قائم بشعار الاسلام هو الحل واستبشر الجميع خيرا بوصولهم للسلطة واذ بالمشاكل تزداد لان الجماعة الدينية المتخلفة حماس قررت عدم الاعتراف بكل المواثيق والاتفاقات التي عقدتها السلطة مع اسرائيل او المجتمع الدولي مما ادى لمقاطعتها ووقع المجنمع في ازمة نتيجة وقف المساعدات الدولية وتوقفت الرواتب ولم تكتفي حماس بذلك بل لجأت لانقلاب دموي كانت نتيجته فصل غزة عن الضفة مما ترتب عنه مزيدا من المعاناة لابناء غزة واصبحت المشاكل لها اسم اخر في القاموس الاخواني هو ابتلاءات وهذا يعني ان الله يصب المشاكل على ابناء غزة بالجملة وما عليهم الا الصبر كي يدخلوا الجنة او تحل مشاكلهم متناسين انهم هم سبب كل المأسي ولا حل الا بالعودة للشعب والانتخابات وهم يرفضون ذلك لانهم يعلمون انه لايمكنهم خداع الشعب مرة ثانية لايمكن لغزة الحياة بظل جماعة الاخوان المتخلفة ولا بد من اجتثاثهم باي وسيلة ممكنة

اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا