الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الا يخجل هؤلاء من انفسهم

عزام يونس الحملاوى

2010 / 7 / 8
القضية الفلسطينية


رغم جلسات الحوار الطويلة, ومحاولات لم الشمل العديدة من خلال مصر ولجنة المصالحة, والجامعة العربية وبعض دولها لإنهاء الانقسام, إلا إن الخصام والفرقة والانقسام لازال عنوان المرحلة الحالية, ولم تستخلص الفصائل والقوى الدروس والعبر من هذه التجربة الأليمة التي يمر بها شعبنا, وكذلك لم يتوفر لديها الاستعداد والإرادة للمصالحة وإصلاح نفسها, والتأقلم والعمل وفق القواعد والأسس التي تحكم العمل السياسي, لتمارس دورها حسب القوانين والواقع وبعيداً عن اختلاق الأزمات, والإضرار بمصالح الوطن والمواطنين وإقامة التحالفات المشبوهة 0لقد أثبتت كل الدلائل والحقائق على أن بعض المسئولين عن بعض هذه الأحزاب والحركات, مازالوا يمارسون العمل السياسي بعقلية وفكر متحجر لايتماشى مع المصلحة الوطنية والمتغيرات العالمية الجديدة, ولا يميز بين الحق والباطل والصواب والخطأ, ومصالح الوطن والمصالح الشخصية, التي أصبحت تسيطر على عقول هؤلاء الذين تحولوا إلى خناجر مسمومة في خاصرة الوطن، فنجدهم كلما هدأت الساحة الفلسطينية حاولوا إشعالها مرة أخرى، وأصبحوا لايستطيعوا العيش والحياة إلا في أجواء المشاكل والصراعات والأحقاد, لما تعود به من فائدة عليهم وعلى حركاتهم وأحزابهم.إن هؤلاء الذين لم يقدموا شيئا لوطنهم, سوى أنهم سخروا كل جهودهم في خدمة أعداء وطننا وعملوا على تنفيذ أجندات خارجية, وجعلونا صهوة جواد يمتطى حتى تنفذ بعض الدول مصالحها على حساب قضيتنا ومصالح شعبنا ووطننا الذي يدعون الانتماء إليه،محاولين الاستقواء بهذه الدول على الوطن والمواطن الذي يواجه جبروت وطغيان العدو الصهيوني, ليصل الحال بهؤلاء المقامرين إلى حقيقة واضحة, وهى أنهم بهذا الفعل الفاضح والقبيح إنما ينتقمون من الشعب الفلسطيني بأكمله, ويقدمون خدمات جليلة للعدو الصهيوني لم يستطع تحقيقها على مدار سنوات احتلاله لهذه الأرض الطاهرة0ان تلك القلة التي لاتمتلك الخبرةً في الشؤون السياسية والحكم وإدارة الأمور الحياتية للشعب, أرادوا إذلال الشعب والانتقام منه لأنهم لم يحققوا اى انجاز على اى صعيد سواء كان سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي, معتقدين أنهم بهذا الأسلوب يستطيعوا حكم الشعب وقهره, لأنهم متأكدين أن الشعب لم يعد يثق بهم ولن يمنحهم ثقته في اى انتخابات قادمة، وخاصة انه قد اكتشف حقيقتهم بعد أن جربهم وعانى من ويلاتهم, ومازال يعانى من الجوع والبطالة والفقر,ولم يحصد من ورائهم سوى الهم والغم، وبذلك يكونوا بمواقفهم السيئة قد أقدموا على حرق آخر أوراقهم ليضاعفوا من عزلتهم, وابتعاد الناس عنهم بعد أن اقتنع الناس بأنهم غير جديرين بثقتهم, فكيف يمكن أن يثق شعب يعانى من الويلات والآلام, بمثل هؤلاء الذين لايهمهم إلا كرسي الحكم بأي ثمن كان،حتى ولو كان هذا الثمن هو حرق هذا الوطن وتدميره على رأس ساكنيه؟!!.والشئ المضحك أن هؤلاء لا يخجلون وهم يتبجحون ويتحدثون عن الفساد, وهم الغارقون فيه حتى آذانهم والذي أزكمت رائحته أنوفنا, حيث أن هدفهم الأول خدمة مصالحهم ومصالح حاشيتهم وعائلاتهم وليس خدمة الشعب, وكذلك إخفاء فسادهم ونهبهم للمال العام الذي أصبح معروفا للجميع, وارتدائهم رداء النزاهة زوراً وبهتاناً وهم أبعد ما يكونوا عن النزاهة والأخلاق والقيم والدين, ويخطئ هؤلاء إذا اعتقدواانهم بعيدون عن أعين الشعب وأنهم مخلدون إلى مالا نهاية, وأن الشعب لا يعرف حقيقتهم وفسادهم وآثامهم ، ويخطئون أكثر إذا اعتقدوا أن التضليل والكذب سيمكنهم من إلغاء ذاكرة هذا الشعب, ومسح ما اختزن بها من صورة سوداء نتيجة تصرفاتهم وضلالهم وافترائهم, وما تسببوا فيه من جرح عميق وكوارث مدمرة بحق الوطن والشعب وقضيته التي مازالوا يحيكون لها المؤامرات, ويثيرون الأزمات ويضعون أمامها العراقيل, معتقدين أن بإمكانهم تحقيق برنامجهم من خلال ذلك تحت مسميات مختلفة, متشدقين بالوطنية وحب الوطن والخوف على مصالح الشعب, وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل:هل بإمكان فاسد أن يصبح شريفا وزاهدا؟وهل يمكن لمن يتحالف مع أعداء قضيته وشعبه أن يصبح وطنياً ً؟ وهل يمكن لمن يقضى على الحريات ويكمم الأفواه أن يتباكى على الديمقراطية؟؟ وهل يحق لشخص أن يُنصب نفسه مسئولا ووصياً على الوطن وأبنائه وهو لا يمتلك الوصاية على نفسه؟؟0 لقد آن الأوان لان تطوى هذه الصفحة السوداء من تاريخ شعبنا وقضيتنا,أو فليستح هؤلاء الفاسدون المجرمون, وليدفنوا أنفسهم أحياءا نتيجة تاريخهم الأسود المخجل, وان لم يفعلوا نقول لهم: سياتى اليوم الذي ستدفعوا به الثمن نتيجة تصرفاتكم وأعمالكم, و "إن لم تستح فاصنع ما شئت".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رد
عزام يونس الحملاوى ( 2010 / 7 / 9 - 12:45 )
الاستاذ على
اتفق معك فيما ذهبت اليه وهو قليل على من يدعون بانهم قادة لهذا الشعب العظيم وخاصة من اعادوا القضية من قضية وطن وحقوق شعب الى قضية مساعدات انسانية والاغرب انهم مازالوا يتشدقون بالوطنية ويزاودوا على الشعب الذى علمهم النضال وليت الامر يقف عند هذا الحد بل تجاوظوه الى كم الافواه والاعتقالات والتعذيب الذى لم نشاهده ابن الاحتلال الصهيونى
اامل ان يستيقظ الشعب من سباته وينتفض على هؤلاء الاقزام اللصوص ويضع الامور فى نصابها
تحياتى واحترامى


2 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 7 / 10 - 01:54 )
أخي عزام الكاتب المحترم ، شكراً لك على هذه الملاحظات النقدية التي جميعاً نشتكي منها ، لكن شخصياً أعتقد أن الأمل بإصلاح الوضع يتضاءل يوماً بعد آخر . وهذا ما يحزنني ونحن خارج الوطن . رأينا لا يعني شيئاً لكل تلك التي تسمي نفسها قيادة أياً كانت . مع التحية لك


3 - لا خلاف
عزام يونس الحملاوى ( 2010 / 7 / 10 - 06:08 )
استاذى الفاضل سيمون
لااختلف معك على ماذكرته لاسباب كثيرة منها كما تعرف اختلاف البرامج بين من يدعوون انهما الكبار والاختلاف على توزيع الكيكة وهما اهم سببين
وندرك نحن هنا فى غزة هذا جيدا ولكن يبقى دورنا ان نحافظ علىشعبنا بالا يصل الى مراحل ياس اكثر مما وصل اليه مه ذكر الحقائق مع عملية استنهاض له بقدر المستطاع حتى نصل الى مانريد
اما عن راينا الذى لايقدم ولاياخرفلا اختلاف معك ايضا عليه لكن يجب ان لانسكت ولانهدا ولانستكين ولااخفى عليك باننا مقصرين جدا فى هذا الجانب لانه يجب ان نؤثر على الشارع لتغيير الاوضاع مهما كان الثمن لا ان نجلس وكان الرقص فى مالطة والامر لايعنيننا وان نكون نحن الخائفين الخانعين مع الاسف
تقبل تحياتى واحترامى ودمت لشعبك ووطنك

اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد