الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أشكاليات الاقتصاد العراقي

عارف الماضي

2010 / 7 / 8
الادارة و الاقتصاد


عارف الماضي
من نوافل الكلام أن نُعرف علم الاقتصاد قبل الخوض في أشكالياته او أمراضه ومطباته هنا او هناك فعلم الاقتصاد هو ذلك الفرع من العلوم الاجتماعية الذي يبحث في الاستخدامات المتعددة للموارد الاقتصادية لإنتاج السلع وتوزيعها للاستهلاك في الحاضر والمستقبل بين أفراد المجتمع ويرتبط بعلوم أخرى كعلم الاجتماع وعلوم تطبيقيه اخرى...). وعندما كانت المجتمعات صغيره ومبعثره في العصور القديمة حيث كانت تلك المجتمعات بدوية قبل أن يستقر الانسان في السهول او الوديان وحتى الجبال. ليؤسس الى المرحلة الثانية من تطور المجتمع وهي المجتمع الريفي وبعدها ليثبت الانسان جهوده وحضاراته في مدن لما يعرف بالمجتمع الحضري او اكثر استقرارا واكثر حضارةً الا وهو المجتمع الحضري عندها لن تولد الحاجه الى كل تلك الجهود لغرض ادارة اقتصاديات تلك المجتمعات محلية كانت ام عامة لكن زيادة سكان العالم الى 6.7 مليار نسمة وتوزيعه في سبع قارات تختلف فيها مصادر الثروات ومصادر الطاقة والغذاء للانسان والحيوان جعل الكثيرون يهتمون اكبر الاهتمام ويجلون اكبر الاجلال لعلم الاقتصاد بفروعه المختلفة كاقتصاد العمل ،الاقتصاد الدولي، اقتصاد النقود والبنوك، اقتصاد المالية العامة، اقتصاد التخطيط والمتابعة، اضافة الى الاقتصاد الزراعي الذي أراه اهم فروع الاقتصاد في العراق لحقيقة واحدة مفادها ان لا تنمية اقتصادية شاملة دون تنمية زراعية شاملة وخاصة في بلد مثل العراق0 وعلى غرار ما اوردنا نرى ضرورة ملحة لغرض أِيجاد السُبل والوسائل الكفيلة بالاستخدام الامثل لكل الموارد الطبيعية بما فيها الثروات بمختلف أصنافها وأنواعها ولغرض تجنيدها بأسلوب علمي في خدمةقاطني هذا البلد الغني بثرواته والفقير بأدارة تلك الثروات وتوضيفها لخدمته وسعادته ورفاهيته الدائمه مُذكرين بالطرز الاقتصادية المعروفة في أدارة الاقتصاد وهي التخطيط الاشتراكي أي ملكية الدولة لوسائل الانتاج الرئيسة او المسك برقبة الاقتصاد مثلما يقولون او اختيار الطريق الاخر الذي سلكته الدول الغربية واتباعها وهو البرمجة التأشيرية الرأسمالية والذي بدء بالترنح؟ بمجرد افلاس بعض البنوك الامريكية في صيف 2008 فكان اولها بنوك(ليمان براذرز) و(بيرسترنز) و(واشنطن ميتيوال) ومازالت تلك الازمه تلقي بظلالها الداكنه على الاقتصاد العالمي مسببة ازمه اقتصادية عارمة وانكماشاً كبيراً في الاقتصاد العالمي بسبب هيمنة القطب الواحد على اقتصاديات معظم دول العالم والذي اثر على الاقتصاد العراقي بشكل كبير ولسبب واحد فقط هو انخفاض اسعار النفط العالمية ولان العراق يعتمد اعتمادا رئيسيا على ايراداته من النفط دون تنوع لصادراته ومن ثروات متعددة يمتلكها العراق ومن ابرزها مثلما اسلفت هو تفعيل كافة فروع النشاط الزراعي0
وعند العوده ثانيتا لقطاع النفط فان العراق يُصدر اليوم مايقارب 2.4 مليون برميل يوميا من اّباره في جنوبه وشماله وان سعر البرميل الواحد يقارب(75)دولار, ولكن الانفجار الكبير في الاسعار قُبيل الازمه العالميه والذي وصل الى ارقام قياسيه تجاوزت (140 )دولاراً , ولم يستثمروا القاده العراقيين والذين كانت تقع على عاتقهم ادارة كافة مفاصل الدوله هذه الايرادات الماليه الكبيره فقد اخفقوا ودون أي تجني في هذا المجال وبذّروا بتلك العائدات الضخمه , بدلا من استثمارها بشكل عقلاني مدروس في اعادة تاهيل القطاعين الزراعي والصناعي وتدوير عجلة الانتاج لهذين القطاعين الاساسيين لتحويل العراق من بلد يُعد من اكثر بلدان العالم استهلاكاً للسلع الضروريه والكماليه نسبتاً لعدد سكانه على حد سواء,والعمل الجاد على خلق جيل من المُنتجين الحقيقين وتقليص الفجوه الكبيره بين الانتاج و الاستهلاك 0
وليس ما اوردناه كل القضيه فان ثمة اشكاليات ومُعضلات كبيره تُعيق النشاط الاقتصادي وتتمحور تلك الاشكاليات بطبيعة النظام السياسي والارباك الكبير في سير العمليه السياسيه والتقاطع العمودي بين رؤى الفائزين في الانتخابات الاخيره علاوه على قلة الخبره والكفاءه للعديد من الاداريين واللذين يتربعون على كراسي ادارة العديد من المُنظمات الانتاجيه والخدميه ,والتغيير المستمر لتلك الادارات ولاسباب مختلفه
منها جهويه اوحزبيه واحيانا شخصيه, وكذلك اّفة الفساد المالي والاداري والسياسي والتي تنخر في جسد الدوله العراقيه من طبقاتها الهرميه العليا وسرقة ملايين الدولارات وباساليب شيطانيه ملتويه 0
ويساهم تردي الاوضاع الامنيه وعزوف الشركات الاجنبيه في القدوم للعراق, في تردي اداء الاقتصاد وتاخير كبير في أعادة البُنى التحتيه ,لبلد عانا من حروب عبثيه أحرقت اكثر من (800)مليار دولار خلال العقود الثلاثه الماضي,ولكن علينا ان لا نستسلم لتركات الماضي وننشر غسيلنا على شماعة سلوك النظام السابق فعلى السياسيين ان يمروا بشعبهم بأمان ومهما ضاق الباب, وان يخطوا من الان خطوات صحيحه وباستخدام الاسلوب العلمي لأجراء اصلاحات جذريه وليس الخشوع لمعالجات فرعيه أو هامشيه0
عارف الماضي
7-7-2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يسلم قلمك .. الثاقب
عادل محمد ( 2010 / 7 / 8 - 16:38 )
مرة اخرى .. يرسم قلمك الوقح .. ايها العزيز عارف الماضي
صوره واقعيه..لما يعاني منه شعبنا من معانات كبيره بسبب سوء ادارة الدوله
تحياتي


2 - شكر وتعقيب
عارف الماضي ( 2010 / 7 / 8 - 21:50 )
اولا اقدم شكري للاخ عادل لاهتمامه بمقالاتي وثانيا اشكر الاخ الذي قيم موضوعي وبخسه عندما اعطاه 40 , مع شكري وثنائي لكل قراء الحوار المتمدن 0


3 - علماء الاقتصاد يحذرون من عودة الركود الاقتصاد
محمود الفرج ( 2010 / 7 / 9 - 18:50 )
تحية احترام للسيد الكاتب
ان معانات الاقتصاد العراقي معانات في غاية الخطورة وان غياب الخطط العلمية لاخراجه بعض الشيئ من محنته غير موجوده بل يسير العكس تماما وبعقول لا تمتلك ادنئ درجات النزاهه والكفاءة خصوصا وان الازمة العالمية لا تزال وان علماء الامريكان حذروا من عودة الركود للاقتصاد العالمي بعد توقف الدعم له نوعا ما !اما الاقتصاد العراقي المتعب لا يستعاد بعقول متواضعه وخالية من النزاهه


4 - شكرا لاهتمامكم
عارف الماضي ( 2010 / 7 / 10 - 10:39 )
الاستاذ الفرج المحترم..شكرا لمروركم على مقالتي واضافاتكم المهمه0
داعين كل الجهود..والاقلام الحره والعقول الراجحه.. في توظيف اقلامهم في خدمة شعب االعراق..ومن اجل تحقيق اهداف وغايات نبيله..وذلك باستخدام كل وسائل الاتصال... وكل النوافذ والقنوات في الطرق على المسامع..في تحسين اداء الاقتصاد العراقي وباعتباره المحرك الاساسي لنمو وتطور وازدهار المجتمع العراقي
تقبل تحياتي..عارف

اخر الافلام

.. بين نيلين - حرب السودان تهدد إنتاج النفط في جنوب السودان


.. كيف هي العلاقة بين البنوك الفلسطينية والإسرائيلية؟




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 27 إبريل 2024 بالصاغة


.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 27 إبريل 2024 بالصاغة




.. موجة الحر في مصر.. ما الأضرار الاقتصادية؟ • فرانس 24