الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل لعب المالكي جميع اوراقه

احمد عبد مراد

2010 / 7 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



منذ اعلان نتائج الانتخابات والسيد المالكي لم يهدأ له قرار ،بل عمل المستحيل لقطع الطريق على خصومه السياسيين بعد ان تيقن تماما ان سفنه تواجه رياحا عاتية، لقد توجه مهرولا صوب حلفاء الامس منطلقا من المقولة ( انا وابن عمي على الغريب) ولم يكن في البال والحسبان ان ابن عمه كان يتربص له ويتحين الفرص ليذيقه من ذات الكاس الذي سقى منه بن عمه بالامس القريب.
انها فرصة واية فرصة تقع بيد ابناء الصدر و الحكيم ليقولوا للسيد المالكي ،هكذا اذن ،لقد عدت صاغرا ايها السيد الرئيس
ولسوف نسقيك من نفس كأسك العلقم لتحفظ الدرس جيدا فأنت مرفوض من قبلنا ولن نجدد لك ولاية ثانية لتكون درسا وعبرة لمن اعتبر .
لقد بذل السيد المالكي والذين معه جهودا مضنية لكي يغيروا من قناعات الصدريين والحكيميين وحاولوا ان يصوروا لهم ان هناك خطرا يهدد الجميع والقارب اذا عصفت به الرياح فلم ينج منه احد ا ولا بد من العبور وتجاوز الماضي بكل ما حمل من مساوئ واخطاء ومثالب، ولكن ومع كل تلك الجهود بما حملت من نوايا حميدة على ضوء افرازات وافتراضات الواقع الملموس فلم تجد الجهود نفعا.
لقد ايقن السيد المالكي ومن معه ان هناك اجندات يجب ان تأخذ طريقها الى ما هو مخطط له وان هناك ارادات واصابع داخلية وخارجية تعمل بذات الاتجاه وان ما يحاول تأكيده من نوايا حسنة وتوجهات مدروسة ومضمونة وفق اطر يتفق عليها مع حلفاء الامس وخصوم اليوم باتت غير مجدية وليست بذات نفع .
ومن هنا اراد السيد المالكي ان يرد الصاع صاعين وان يقول لابناء ملته بما انكم لا تحرمون ولا تحللون في السياسة من شيء وانكم قد تجاوزتم الخطوط الحمراء، فها انا افعل نفس الشيء وان لدي اوراقا سوف العبها وان السياسة فن الممكن
ومن هنا وجه بوصلته السياسية بأتجاه القائمة العراقية عله يضرب عصفورين بحجر واحد فمن جهة يدخل في مساومة جدية مع غريمه السيد اياد علاوي الذي كاد ان يفقد المبادرة لو كللت جهود دولة القانون والائتلاف الوطني بالنجاح ومن
جهة اخرى يوجه ضغطا كبيرا على حلفائه وخصوصا الصدريين والمجلس الاعلى،ولكن طريق السيد المالكي ليس ممهدا تماما فأنه يواجه من القائمة العراقية بموقف متشدد تجاه منصب ترؤس الوزارة فهم ينطلقون من منطلق القائمة صاحبة الاستحقاق الانتخابي في تشكيل الوزارة وعلى ضوء المعلومات المتسربة من المتفاوضين ان القائمة العراقية طلبت من ائتلاف دولة القانون ان تعترف لها بأحقيتها الانتخابية الدستورية في تشكيل الوزارة وفي مقابل ذلك تتنازل القائمة العراقية
للمالكي بتشكيل الوزارة ،وهنا تذكرني هذه المساومة بحادثة ابو موسى الاشعري ممثل الامام (علي بن ابي طالب ع)وممثل
معاوية بن ابي سفيان حينما نشب بينهما الخلاف على الخلافة ،وبعد الاخذ والرد من المفاوضات حينما طرح ممثل معاوية
على ممثل الامام علي بأن يقومان الرجلين بخلع علي ومعاوية من الخلافة في ان واحد فما كان من ابو موسى الاشعري الا ان قال"اخلع الامام علي من الخلافة كما اخلع خاتمي من اصبعي وراح يخلع خاتمه "اما ممثل معاوية فكان على مستوى عال من الدهاء فراح ليستغل الفرصة ليقول؛ اثبت خلافة معاوية كما اثبت خاتمي في اصبعي وراح يثبت خاتمه في يده:فهل تريد العراقية ان تلعب ذات اللعبة مع السيد المالكي ؟ حينما طرحت عليه فكرة الاعتراف بها كصاحبة الحق في تشكيل الحكومة العراقية لكي تثبت الموقف وتقيم الحجة وتسحب البساط من تحت اقدام ائتلاف دولة القانون امام الملئ.
ولكن ومع كل تلك الاحتمالات تبقى تلوح في الافق الكثير من المفاجاءات فقد لاحت في الافق بوادر تنصل من مضمون الرسالة التي وجهت من قبل الائتلاف الوطني الى السيد المالكي والتي يرفضون فيها ترشحه لرئاسة الوزراء وبات الخطاب السياسي يطرئ عليه بعض المتغيرات بأتجاه التآمر على الائتلاف الوطني من قبل الاخرين بأتجاه تفكيكه وكان على دولة القانون ان لا يجري مباحثاته مع القوى الاخرى منفردا وهذا فيه تلميح واضح للتمسك بالتحالف وبأمكانية اعادت النظر بالمواقف الثنائية
من جانب اخر لا يمكن استبعاد توصل العراقية وائتلاف دولة القانون الى اتفاق يفضي بأعطاء المالكي رئاسة الوزارة مقابل
مناصب سيادية واساسية كالمالية والخارجية والداخلية واعتقد ان العراقية تنظر الى هذه الصفقة بأنها ناجحة بالنسبة لها اذا ما احذنا بنظر الاعتبار ان استمرار وديمومة الحكومة واستمرارها رهن بتحالف العراقية وائتلاف دولة القانون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: القضاء يصادق على مذكرة توقيف بحق الرئيس الأسد بشأن هج


.. بعد صعود اليمين.. أي تحول في العلاقات المغربية الفرنسية؟ • ف




.. أسانج يصبح -رجلا حرا- بقرار قضائي أمريكي ويعود إلى بلاده أست


.. المباني سويت بالأرض.. مشاهد من البحر تظهر الدمار الهائل بساح




.. مسن فلسطيني: راجعون راجعون لن نتحول عن فلسطين