الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هاكم أجساد العراقيين على حمولة من ناسفات أيها القتلة

جواد وادي

2010 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


يتفق كل ساكنة الأرض ما عدا القتلة أن الإرهاب لا دين ولا ملة له حتى ولا هوية غير العبث بالوجود الإنساني لتحويله إلى وجود بهيمي وفرض شريعة الغاب وتحويل حالات الأمن والسلام التي ينزع إليها ساكنة المعمورة برمتهم إلى صيغ حياتية غارقة من الفوضى والدمار والأنين والكوارث المتلاحقة وكأننا ندخل نحن المنكوبين دائرة مفرغة تبدآ بالقتل وتنتهي به ولا من سبيل للخلاص غير أن نحكّم عقولنا وضمائرنا ووسائلنا المتاحة ونحاول المستحيل لتشخيص الخلل في البشر والعقليات والأسباب والجذور واصل الفوضى مثلما ينبغي اخذ الحيطة والحذر في وقت بات التربص للأجساد شبيه تماما بتربص الحيوانات المفترسة لفرائسها وعوضا عن القيام بتدابير أيا كان حجمها وأهميتها وفاعليتها لإنقاذ أرواح الناس سيما البسطاء منهم الذين يدفعهم إيمانهم الفطري وعقيدتهم وتفانيهم من اجلها حتى وان تطلب ذلك انهارا من الدماء اعتقادا منهم بان هذه هي الطريق الوحيدة للثواب وربح الآخرة على حساب الدنيا الفانية ونعذرهم نحن من نملك أوليات الوعي على هذا الاندفاع الإيماني رغم مخاطره إنما العقلاء ومن يدعي التفقه ينبغي أن يقدروا حجم الخسارة الكبرى حين يذهب هؤلاء المؤمنون ضحية حبهم لمقدساتهم وممارسة شعائرهم بالروح والدم والغالي والنفيس ولكن كان ينبغي على من بشرّع هكذا طقوس ويشجع عليها ويعتبر مرجعا دينيا وروحيا لها أن يدير دفة الاتجاه ويعمل المستحيل لان يوقف هذا المد الإيماني بحماسه المفرط لا باتجاه إعطاء الفرصة للقتلة وهم يتحينونها ويبذلون المستحيل للوصول لتلك الأجساد الطاهرة بعد أن تم تضييق الخناق عليهم ولم يعم بمستطاعهم الوصول إليها إلا في حالات نادرة إنما من يدفع هؤلاء الأبرياء إلى مذبح النحر المجاني هو كل من يشجعهم ويدفعهم ويفتي لهم ويزين لهم طريق الثواب وهو يعلم ان حتفهم يترصدهم في كل وقت ومكان سيما أن العراق ما زال مرتعا لكل أنواع الخراب من فساد وبيع ضمائر وغياب قيم وأهداف خارجية نزوع طائفي وتعميق صيغ التخلف الديني التي تتنافى وما نريده للعراق من ان يتجاوز محنته لا بزجه في طقوس بالية ومتخلفة بل بنشر الوعي الثقافي والمجتمعي البعيد عن الهرطقة وتفشي الشعوذة الدينية لا الإسهام بانتشال الناس من حضيض الأمية التي مارسها الطاغية إلى تغذية هذا التراجع الخطير في السلوك الديني الغريب الأمر الذي منح فسحة للقتلة لنشر الفوضى لان البنى التحتية التي يعتمدها الوطن لم تعد أركان دولة منذ أن حولها صدام لأرض خراب حتى أتممها السياسيون الجدد بمعمميها وفقهائها لتنهد على الناس المساكين بدل أن يعيدوا بنائها بنكران ذات وإحساس عالي بالوطنية والمسئولية فكانت الطامة الكبرى.
من يا ترى المسئول عن أفواج الضحايا كلما حلت زيارة أو طقس أو شعيرة دينية وما أكثرها اليوم في العراق الجديد وهي على امتداد العام وتكاد تكون شهريا ليخرج ملايين البشر لممارسة تلك الشعائر واضعين كل المحاذير والمخاطر وراء ظهورهم وليس هذا هو ذنبهم بل من يهلل لهم ويفتح طريق الثواب وأي ثواب هذا المعمد بالدم والأشلاء المتناثرة وكأنهم يقولون هل نحن اغلي من الحسين رغم أن الإمام الشهيد يرفض ما يفعله اليوم من يتسيد الفتوى ويحللها ويزيّن الطريق لها، السالكة إلى الفردوس والنعيم المأمول وكلما اشتدت ضربات القتلة ازداد عناد الشيعة وكأنها حرب عضلات لعرض الأجساد للمحو دونما رادع أو حيطة لتقليل عدد الأبرياء المنحورين ولعلها رسالة لكل طوائف العراق وخصوصا السنة منهم بأنهم هم الموجودون على الساحة دون سواهم وهذا لعمري سلوك طائفي مقيت.
يذكّرنا هذا العناد بعناد المقبور صدام حسين حين ذهب بعيدا في حروب فتكت بالعراقيين جميعا وخربت الأرض والحرث والنسل ورغم كل المناشدات لإيقاف مسلسل الدمار ونزيف الدم كان يزداد عنادا وحمقا حتى حل الخراب في مفاصل الدولة العراقية وباتت اضعف دول الخليج تتحكم في مصير العراقيين ومستقبلهم.
إن من الكفر أيها السادة يا من تفتون لدفع الناس للهلاك أن تشرعوا للموت وأنتم عارفون بان القتل مصير الأبرياء فانتم تلتقون مع قتلة القاعدة ومجرمي البعث وتدفعون الأجساد البريئة للنحر وهم يشرعون في التنفيذ طواعية وبسذاجة مفرطة، فأي إيمان هذا وأية طقوس مقدسة تتطلب كل هذه البحيرات من الدم الزكي والطاهر وأية دولة هذه التي تسخّر كل إمكاناتها المادية وهي ملك كل العراقيين بكل طوائفهم ومللهم واللوجستية الهائلة لتنفيذ طقوس كان ينبغي منعها حفاظا على الأرواح وغلقا لطريق الموت السالكة في دولة تدعي أنها تمكنت من الإمساك بالملف الأمني ومع ذلك يذهب يوميا العشرات من الأبرياء وبطرق موت بشعة.
تذكّروا معي مشهد من فيلم الباحث عن مشاكل لعادل إمام حين تعطف عليه حبيبته وهي ترى الدم يسيح من وجهه ويريد وبإلحاح أن يكيله ذلك الرجل ضخم البنية الضرب وهو يقول نحن جدعان وندفع حياتنا لأجل من نحب ورغم الاختلاف في المشهدين الفلمي والعراقي إنما مشهدنا العراقي أكثر بلوى واشد فتكا والقتلة يكيلون الضربات القاتلة للأجساد البريئة والمسببون لذلك يقولون أن كل هذا الفتك لن يثنينا عن ممارسة طقوسنا وإظهار حبنا لإل البيت، فهل يرضى آل البيت النبوي كل هذه التضحيات المجانية؟
يقينا أن الجواب أنهم سيتبرءون من كل من يسبب في قطرة دم بريئة والإيمان يبقى في القلب والأجساد الطاهرة لا بالألسن التي الله وحده يعلم كم من الشرور يخرج منها يوميا ومن العيون التي تدمع في الظاهر ولكنها ترى المنكر والخروج عن قيم ال البيت حين ترى وتشجع وتساهم في الفساد الذي عم كل مفاصل الحياة العراقية ولا نريد أن ننشر الغسيل على الملأ لمعرفة نظافته من تلوثه.
وأخيرا نقول لكل مدعي بالإيمان لسانا وقلبه مملوء بالسواد والنوايا المبيتة
ونحن نعلم وهم يعلمون قبلنا أن مادة وصولهم الى المآرب والأهداف هو استغلال بساطة الناس وطيبتها وتعلقها بالمقدس الديني والعقائدي من اجل البقاء ممسكين بالامتيازات ولا شئ سواها
إن كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بحجر.
وأحيل القارئ الكريم إلى هذه الروابط التي تناولت نفس الموضوع إنما الآخرون لهم آذان من طين وأخرى من عجين ومسلسل قتل العراقيين على أشده يوما بعد آخر.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام