الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مايحتاجه البناء الديموقراطي

احمد ناصر الفيلي

2010 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


غداة سقوط النظام أجترع العراقيون سباق التخيل المفضي الى فضاءات متعددة بأحلام وردية حول ضرورة التشكيل الجديد، ان على صعيد الدولة او المجتمع وسط حاجة اجتماعية متفاقمة في النفوس تتعلق بتصليح ما أنكسر من قيم، وعادات، وتقاليد ضمن المنظمومة القيمة الأيجابية للمجتمع والتي حكمت سلوك وممارسات البنية الأجتماعية وقواها على مر تاريخهم القديم والحديث، والتي أنتهكت بفظاعة على اليد النظام البائد الذي برمج لسياساته الرامية الى تكسير القيم البناءة وتحطيمها بهدف فرض الهيمنة الشمولية وحيث تعد المحاولة الشرط الموضوعي لخلق الأجواء والمناخات لقيمة الهدامة القائمة على كل أشتراطات الرذيلة من رؤى، وأفكار، وممارسات يحتل فيها فكر التأمر والغدر، والتحايل، وشتى الممارسات اللأخلاقية التي كان يعدها شطارة في قاموسة الدنئ الملئ بالأدران والأثام.

مع تقدم المشوار العراقي بفصولة الجديدة المتعددة التي كشفت عن عدم وجود برنامج اجتماعي يحظى بدعم الدولة ومباركتها، وأسهاماً أساسياً منها في البناء اليموقراطي التعددي الذي يحتاج هو الأخر الى منطلقات فكرية، ومفاهيمية تحرك الأرادة والعقل والسلوك بأتجاه خلق قاعدة رصينة اذ لايكفي الشروع بالبناء الديموقراطي بالكلام وحده في مجتمع متخم بأنماط كلامية وشعاراتية والتي لم تجلب له سوى الكوارث، والألام، والدموع ،والى جانب البنية التحتية المهمشة تحت عجلة الحروب الكارثية، وتدمير المفاصل الخدمية، والمعاشية ذات الدعم الأهلي ، وبرزت اشكال جديدة من السلوكيات السياسية التي تعد احدى مهازل العهد الجديد، فالقوى السياسية المناهضة التي تربعت على مقاليد المسؤولية على خلفية اللعبة الأنتخابية التي أتاح لها من الوصول الى مواقع سلطوية وسط ظروف باتت متوافقة بشكل وأخر مع الوضع الجديد، ومهدت للمركب من السير بأمان بعيداً عن العواصف الجارفة، بدأت سباقاً محموم وغير مسبوق في مضمار أضاف اشكالية اضافية الى تراكمات الماضي البغيضة وبالشكل الذي اساء الى تاريخ وجوانب نضالية للكثير منها من خلال أناطة المسؤوليات لأشخاص لايمتلكون اي مؤهل أن على الصعيد الأكاديمي ، أو الخبرة المتراكمة فضلاً عن كونها قلقلة وتنشطر الى ابعاد اساسية في ممارسة المسؤولية اي كان نوعها، وحجمها الأمر الذي اطلق العنان لسباق قوامه ممارسة التزييف، والتحريف وأتباعها وسيلة لتحقيق الغايات، وسط مجتمع مازال يعاني من جراحات الأمس وينتظر الحلم الجديد بأعادة دورة الحياة الى نصابها الصحيح، وقد ادى ذلك لأشاعة دبيب الضعف في المؤسسات التنفيذية التي بدلاً من أن تتجه بكل قواها الى اصلاح ماخربه الدهر، وماجرته الأنكسارات راحت تدور بطريقة او بأخرى على النمطية النفعية السائدة ،وحيث المسؤول الأول يختار نماذجة من على شاكلته وعلى الدنيا العفى .
وقد انعكست تجليات ذلك على عموم التجربة الديمو قراطية الفتية التي تشكل تلك الممارسات طعنة نجلاء لها، من خلال اذكاء بوادر التشكيك بالقدرةوالأمكانات لخلق مجتمع افضل، وتعويض الوقت العراقي المفوت وحيث بداء الأمر وكأن ضمان المستقبل يكمن في الجري وراء التيارات والقوى والأشخاص للظفر بموقع لايتطلب سوى الرضا من أولئك، ولعل كثرة الدعاوي المقامة على اولئك، الذين قدموا وثائق مزورة ولم ولن يطالهم العقاب كونهم جزء من لعبة مكشوفة فيها تضامن اجتماعي وفردي من لدن تلك القوى التي تقف خلفها.
خلال المشوار الفائت غابت المليارات من الخزينة الأتحادية، ترى من المسؤول عن كل ذلك؟!! وفي الوقت الذي تتنعم فيه المؤسسات البرلمانية والتنفيذية ببركات قراراتهم التي تفيض وتجزل لهم في العطاء، فأن آفة البطالة والجوع التي تنتشر وتضرب في كل الزوايا العراقية والتي تشكل عائقاً في بناء عائلة متماسكة تستطيع ان تسير بخطى واثقة لبناء مستقبل ابناءها، وتساهم برفد المستقبل بطاقات واعدة، فضلاً عن منحنيات التشكل الجديد أجتماعياً والتي تعتبر وافداً أضافياً في عملية البناء.
واذا كانت الحكومة هي المعني الأول لدعم هذا الأتجاه فأن الواقع المر بأنتظار لمسة ولو باهته في هذا المضمار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه


.. اعتصام لطلبة جامعة كامبريدج في بريطانيا للمطالبة بإنهاء تعام




.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح