الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضل الله وابو زيد حضور في الغياب

محمد سعيد الصگار

2010 / 7 / 9
الادب والفن



موجع أن بكون القول هذا الأسبوع عن لؤلؤتين من لآليء الفكر العربي‮ ‬التنويري‮ ‬المتجدد،‮ ‬غابتا من حياتنا ونحن بأمس الحاجة إلى حضورهما ليسندا ما تبقى لنا من قوة في‮ ‬صراع الأفكار في‮ ‬وقت تتناهبنا فيه أفكار الإرتداد العقلي‮ ‬والسلوك الغيبي‮ ‬والرضا بما قسم،‮ ‬وتعطيل فاعلية العقل في‮ ‬البحث والتنقيب،‮ ‬وتصويب المغالطات في‮ ‬بناء الشخصية الإنسانية الواعية.

ما الذي‮ ‬يمكن أن‮ ‬يقال في‮ ‬غياب السيد محمد حسين فضل الله،‮ ‬الحجة الثبت،‮ ‬والألق الفكري‮ ‬الذي‮ ‬أضاء الملامح المضببة في‮ ‬زوايا حياتنا،‮ ‬ونقلنا إلى منطقة الكشف عن ما افتقدناه من جسارة في‮ ‬كشف المؤجل،‮ ‬وفصاحة الحقيقة‮.‬
أليس من المرارة وقلق الروح أن نفقد اثنين من مصابيحنا بين‮ ‬يوم وآخر؟

وكيف لنا أن نعترف بالفضل العلمي‮ ‬الكبير الذي‮ ‬فتحه لنا نصر حامد ابو زيد من كوة لمراجعة ما نحن فيه من فوضى التأويلات،‮ ‬واختصار المسافات العقلية بأبعاد‮ ‬غيبية وأحكام قابلة للنقاش،‮ ‬ولكنها لم تناقش‮. ‬
غاب فارسا العقل والجرأة في‮ ‬قولة الحق في‮ ‬عز الحاجة إليهما‮.‬

فضل الله،‮ ‬جاءنا من كوكبة المتنورين في‮ ‬طلبة الحوزة النجفية في‮ ‬الحقبة التي‮ ‬ضمت حسين الحلي‮ ‬وحسين مروة ومحمد شرارة وصالح الجعفري‮ ‬ومحمد رضا الشبيبي‮ ‬ومحمود الحبوبي‮ ‬ومحمد جمال الهاشمي‮ ‬وفريق منتدى النشر في‮ ‬النجف،‮ ‬ومن جاء في‮ ‬موكبهم من الشعراء أمثال الجواهري‮ ‬وعلي‮ ‬الشرقي‮ ‬منذ بداية القرن العشرين‮.‬

‮ ‬في‮ ‬غياب السيد فضل الله،‮ ‬وما شاهدناه من مظاهر التشييع المهيبة التي‮ ‬حفلت بها تلك المسيرة العامرة التي‮ ‬جمعت الشيعة والسنة والمسيحيين والعلمانيين،‮ ‬يؤكد أن للحق قوة،‮ ‬وأن للعقل قوة تتجاوز ما‮ ‬يحاول المتخلفون تغييبه‮. ‬وهذا لبنان بكل أهله‮ ‬يسند قوة العقل وصفاء الروح،‮ ‬ويؤكد أن الأمة بخير ما دام فيها أمثال هذا العالم الكبير،‮ ‬وهذا الجمهور المتطلع‮.‬

وجاء‮ ‬نصر حامد ابو زيد من عمقين،‮ ‬عمق البيئة الشعبية في‮ ‬مصر التي‮ ‬صقلت حياته وتمكنت من أفكاره،‮ ‬وعمق الثقافة العربية الإسلامية على امتداد تاريخها،‮ ‬وتنوع فروعها،‮ ‬ومكنته من الغور في‮ ‬تاريجها‮ ‬وواقعها المعاصر،‮ ‬وما‮ ‬يحفل به وجودها من فوضى الكلمات التي‮ ‬تأتي‮ ‬وفق أمزجة لا تليق بما تحمله تلك الثقافة من وقار وموضوعية‮ ‬غابت عن أدعياء العلم والمعرفة‮.‬

جريئان في‮ ‬قولة الحق؛ أبقيا لنا من قوة العقل ما‮ ‬يتبغي‮ ‬أن نتصحفه جيدا لنعرف مدى خطواتنا إلى ما نطمح إليه من حياة‮ .‬

سلام على روعة العقل الذي‮ ‬يتواصل مع ما نعتد به من تراثنا،‮ ‬ويمسح لنا ضباب التأويلات التي‮ ‬تغلق باب العقل‮..
 ‬








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشكر ثم الشكر
الشاعر عباس الحسيني ( 2010 / 7 / 9 - 20:31 )
استاذنا المبدع
تحية لك عن بعد وما زلت اذكر امسيتنا في عمان في معرض المبدع التشكيلي فيصل لعيبي، لك مني كل الود والاحترام ودعائي بدوام الابداع والعمر المديد، وشكرا لكلماتك اعلاه، في احياء الفكر النير بعيدا عن دهاليز الظلمة وخرافات المتأسلمين

عباس الحسيني
الولايات المتحدة


2 - فضل الله و ابوزيد
على عجيل منهل ( 2010 / 7 / 9 - 20:45 )
الاستاذ محمد سعيد الصكار المحترم السلام عليكم ,,لقد فقد العالم العربى اعلام كبيرة فى سماء الفكر العربى شكرا لهذ المقال المركز ,,احترامى لك


3 - عزيزنا الكبير
ليندا كبرييل ( 2010 / 7 / 10 - 05:55 )
لشد ما يحزن أن الفلتات العبقرية التي ترحل لا تعوض . والمؤلم أكثر أن يرحلوا في غير وقتهم . عاوزة أفهم أستاذ لماذا الموت لا يحط عينه إلا على الغاليين ؟؟ لماذا ينسى منْ جثموا على صدورنا عقوداً وما زالوا ؟ حتى الموت ليس عادلاً معنا . أفجعني أيضاً غياب العبقري أسامة أنور عكاشة , ألف رحمة عليهم جميعاً ,العمر لكم ودمتم لنا بخير . أستاذ , يسعدني أن أعلق في صفحتك من الآن فصاعداً باسمي الحقيقي إذ لم يعد من المسموح لي بعد استحداث قوانين جديدة في الموقع أن أعلق باسم قارئة الحوار المتمدن . تفضل بقبول تحياتي واحترامي

اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل