الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرة ذاتية للمفاوضات العربية الاسرائيلية !!

بشير زعبيه

2010 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


قبل أكثر من اثني عشر سنة كتبت مقالا تتبعت فيه سيرة المفاوضات العربية بين الاسرائيليين وبعض الأطراف العربية بعد أربع سنوات على انعقاد مؤتمر (مدريد) الشهير ، وها أنا اليوم أستطيع اعادة نشر هذا المقال مع شيء قليل من التنقيح ، وربما ينشر مرة أخرى بعد سنوات لنكتشف كم من الوقت أهدره العرب من أجل (اللاشيء) وقدرتهم التي لا تظاهى على المشي ولكن بطريقة ((محلك سر)) :
من أجل استمرار المفاوضات انعقد مؤتمر (أنا بوليس) .. هكذا قال الذين رتبوا المائدة ودعوا الى الالتقاء حولها .. وحين انفض المؤتمر دعيا الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي الى الشروع في المفاوضات ، وهي مفاوضات جديدة أستؤنفت ويفترض أنها تستكمل مفاوضات قديمة توقفت .. قبل ذلك نشطت أخبار مباشرة وأخرى مسربة تتحدث عن دعوة من هنا و أخرى من هناك لاستئناف المفاوضات السورية الاسرائيلية ، وهو ما يعني عقد جولة جديدة لمفاوضات قديمة كانت خرجت من السر لتظهر الى العلن في مؤتمر مدريد في شهر الحرث(نوفمبر)عام 1991 ..وقد نجحت تلك المفاوضات المتعددة الأطراف في تفكيك مبدأ التفاوض الجماعي في الجانب العربي والانتقال به الى شكل من المفاوضات الثنائية ، سرية في (أوسلو) و معلنة
في أماكن أخرى لتنجب اتفاق واشنطن (غزة – أريحا ، أولا) الذي ربط عمليا أي تجسيد لذلك الاتفاق على الأرض باستمرار المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينيه .. في ذلك الوقت ارتبك المفاوضون العرب الآخرون الذين رؤوا في في مفاوضات(أوسلو) خروجا عن روح مفاوضات مدريد ، فتعثرت المفاوضات العربية الاسرائيلية ، ولم يكن التفاوض على المسار الفلسطيني فيما بعد أفضل حالا ، اذ اتهم المفاوض الفلسطيني نظيره الاسرائيلي بالتراجع عن روح مفاوضات (أوسلو) ، فتعثرت المفاوضات على هذا المسار ، وهو نفسه حال المفاوضات على المسار السوري ، فالاسرائيليون يصرون على اختراق فكرة توحيد مسارات التفاوض وكسرها ،لذلك طرحوا وبدؤوا يسوقون مقولة (لبنان أولا) لفصل المسار السوري عن المسار اللبناني ..
وسط هذه اللأجواء وما سادها من اتهامات متبادلة بين الأطراف المعنية بالمفاوضات بتحميل كل الآخر مسؤولية هذا التعثر ، ولم يكن أمام المسؤولين العرب المعنيين بالمفاوضات كالعادة سوى ركوب طائراتهم والتقاء بعضهم البعض ليتفاوضوا في سبل اعادة المفاوض الاسرائيلي الى مائدة المفاوضات واخراج (عملية السلام ) من جمودها .. لكن هذه المساعي –كالعادة- تؤول الى فشل ، فيبقى مصير المفاوضات معلقا ،فيحذر بعضهم من أن هذا الفشل قد يؤدي الى " تدهور الأوضاع" وهو تعبير يطلقه المتفاوضون على انتفاضة الشعب الفلسطيني كلما تجددت وهذا ما يخشاه الجميع ..وحين تنسد السبل تتدخل أمريكا (راعي ) السلام أو راعي (اسرائيل) وتدعو (الجميع) الى واشنطن للتفاوض حول سبل دفع المفاوضات الى الأمام ،ويعود ذلك (الجميع) من هناك متفقين على جولة جديدة من المفاوضات .. ومن مفاوضات ( اوسلو) الى مفاوضات (خارطة الطريق) وفي كل مرة يواجه المفاوض الفلسطيني مناورة من قبل المفاوض الاسرائيلي للعودة من جديد الى نقطة الصفر ، فيصر الأول على ضرورة أن تبدأ المفاوضات الجديدة من حيث انتهت مفاوضات أوسلو ، بينما تتسرب أخبار عن استعداد المفاوض العربي الآخر(سوريا) للتفاوض مع الاسرائيلي استنادا الى مرجعية مفاوضات مؤتمر مدريد في وقت يجد فيه المفاوض السوري نفسه وقد أختطفت منه الورقتان الفلسطينية ثم اللبنانية التي كانت مصدر قوة وتعزيز لموقفه التفاوضي في المفاوضات حتى قبيل (أوسلو) والانسحاب السوري من لبنان لتتفكك بذلك وحدة المسارات التفاوضية مع الاسرائيليين ، وكنا قبل ذلك رأينا كيف انفك المسار الأردني بمعاهدة وادي عربة عام 1994 وقبله فكّت معاهدة (كامب ديفيد عام 1978 المسار التفاوضي المصري ليبقى المسار السوري المستهدف الرئيس في استراتيجية التفاوض المقبلة .. واذ يتهم البعض في كل مرّة المفاوض الاسرائيلي بالخداع والتلاعب بخط سير المفاوضات ، فان الحقيقة تقول أن المفاوض العربي هو الذي خدع نفسه وتلاعب بثوابته حين دخل متاهة المفاوضات التي حدد الاسرائيليون منها موقفا ثابتا لم يتغير (التفاوض للتفاوض) وهو المبدأ الذي ذهبوا من أجله الى مؤتمر مدريد ثم مؤتمر أنا بوليس بعد أكثر من ثمانية عشر عاما ، وهو المؤتمر الذي أجمع من حضروه على أنهم لم يذهبوا الى هناك الا لهدف واحد هو عودة المفاوضات ..
وخلال ذلك كله لم يضيّع الاسرائيليون وقتهم ليستمروا في هضم ما احتلوه وتستمر آلة القتل الاسرائيلية في اصطياد الفلسطينيين وحصد رؤوسهم بالطائرات والدبابات والصواريخ وما تيسر من الرصاص المحرم ، ولا يتوقف برنامج التسلح الاسرائيلي صناعة وتطويرا وتخزينا ، ولم تتوقف سياسة بناء المستوطنات وتوسيعها لاستيعاب دفعات جديدة من المهاجرين اليهود ، وفرض أمر واقع جديد على المفاوضين العرب تبدأ منه مفاوضات جديدة لتتعثر وتتوقف ثم تعود الى ومن حيث بدأت مفاوضاتهم الأولى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشعب أوعى من القيادة
علي سهيل ( 2010 / 7 / 10 - 04:16 )
ذهبت القياة الفلسطينية وراء سراب وأوهمت الناس بانها حققت اكبر انجاز في التاريخ باعتراف اسرائيل بمنظمة التحرير مقابل اعتراف المنظمة باسرائيل اي تنازلت عن حوالي 78 بالمائة من ارض فلسطين التاريخية مقابل غزة اريحا أولا، وكانت آلة التنظير جاهزة لخداع الشعب وقسمت الاراضي المحتلة إلى مناظق ألف وباء وسي واسرائيل لم تعترف باقامة الدولة الفلسطينية على الاراضي التي احتلت عام 1967، والشعب كان متعطش لرؤية قيادته الفاتحة ومتعطش من خلال تضحياته وقوافل الشهداء والجرحى والاسرى ان يعيش فوق ارضه بحرية واقامة دولته المستقلة ووقف بناء المستطونات التي زادت وتير بناؤها بعد اتفاقية أوسلوا بعشرات المرات، وبعد مؤتمر كامب ديفيد 2 قامت الانتقاضة الثانية تحت شعار لتحسين شروط المفاوضات يوم 28/9/200 والغريب بالامر وانه وبعد ستة اشهر كان مطلبنا الرجوع للوضع الذي كان في هذا الوقت ودخلنا سراديب اعادة احياء المفاوضات وميتشل وتيند وخارطة الطريق وحتى الان لم نرجع إلى 28/9 ولماذا نفاوض وعلى اي شيئ نفاوض لا احد يعلم ومنذا خمسة عشرة عاما نفاوض ويزداد الامر سوءا والانقسام الفلسطيني الفلسطيني زاد الطين بلة ويارب استر من الجاي


2 - متاهة
محمد عبدالعزيز ( 2010 / 7 / 10 - 18:35 )
هي متاهة ياعزيزي,العدو يأكل الأرض ويكسب الوقت ليهضمها كي يزيد ونحن في توهان بين مفاوضات غير مباشرةواخرى مباشرة , وهذه ثنائية وتلك جماعية وهلم جرا .

اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار


.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟




.. يديعوت أحرونوت: إسرائيل ناشدت رئيس الكونغرس وأعضاء بالشيوخ ا


.. آثار قصف الاحتلال على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان




.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض