الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسطوانات قرياقوس...وعمي يبياع الورد كُلي الورد بيش كُلي

قيس مجيد المولى

2010 / 7 / 9
الادب والفن




بعد ان ارتدين ملابسهن الفلكلورية تقدمن كأسراب القطا نحو منصة العرض التي أقيمت وسط الصالة الرياضية وكانت الأنوار مضاءة فكشفت وجوههن المضاءة أصلا وحركتهن الموسيقى ليسردن باقدامهن
بداية القصة المختارة من الفلكلور السوري القديم
هذه المرة أو بالأحرى ضمن هذه الرقصة لم يحملن سلال الأزهار أو أواني الفخار بل عبرن بما أردن بأقدامهن وحركات أيديهن الرشيقة حين إرتفعت إلى الأعلى بدقة متناهية ليصفق من حضر من الجمهور لهن طويلا ،
كان قربي جورج قرياقوس وللتو تعرفت عليه وعلمت بأنه المدير لهذه الفرقة الفلكلورية ، سألته عن إسمها فأجاب (ترمايا ) وقرأ إعجابي في عيني
وسألته هل الدين بدأ رقصا ...؟
ومن سؤالي عرف بلهجتي عراقيتي
أجاب بدأ بأرضكم لأنكم خير من تعامل مع الألهة وقدم لها الأضاحي والنذور وخير من تعرف على القوى الطاردة للشر وأستطرد لي بعد أن مر بتاريخ أرض الإبداع والمبدعين إستطرد عن المعابد والكهنة ومواسم الزرع والحصاد والريح والأمطار وكل ظاهرة من ظواهر الطبيعة كانت تتلى برقصة ما وكان الرقص يمثل قداس رجاء وقداس شكر وقداس للتأمل ،
سألت قرياقوس
كيف أتيت للفن ،
قال:
كانت والدتي قد جمعت مبلغا من المال وأعطته لوالدي كي يذهب لشراء دار لنا في القامشلي
وكان مغرما بالغناء وعند ذهابه لشراء الدار مر بأحد المحال لبيع أجهزة الحاكي والإسطوانات وفي هذه الأثناء أتت لوالدي اللحظة الفنية وأهلا بها حين أتت فأشترى بالمبلغ حاكيا وعودا ونايا ومزمارا وطبولا ومجموعة من الإسطوانات وعاد بها للبيت بدلا من شراء بيت لنا ،
لكن الغريب أن جميع من في الدار من أبناء وبنات
فرحوا بما جلب الوالد لهم ولم يسألوه إطلاقا عن قضية البيت حتى الوالدة التي إدخرت هذا المبلغ نظرت لوالدي بعيني العتب والرضا ومن ذلك اليوم أصبحنا نحن عائلة قرياقوس منذ ذلك التاريخ على صلة بالفن والفنانين ،
أعاد علي أنت من العراق
نعم من العراق
مددت يدي لأصافحه كي أذهب لكنه قال لي إنتظر لدي هديه لك ،
عاد قرب المسرح وجمع ملائكته حوله وأسر لهن بأذانهم وبيده اليسرى أشارلهن بالبدء
وباليمنى أشار لي أن أستمع
لأستمع إليهن وهن يقدمن واحدة من موروثنا الفلكلوري الجميل هديته لي حين رقصن وقدمن لي :
عمي يبياع الورد كلي الورد بيش كلي ،
شكرته من بعيد وأعدت رفع يدي لأشكره ولأشكرهن أيضا واخبرهن أن الهدية وصلت ،

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مستقبل العراق
ايهاب الساعدي ( 2010 / 7 / 9 - 22:03 )
لنجعل من موروث تراثنا الاصيل منطلقا لبناء مستقبل اطفالنا فكم نحن بحاجة الى الكفاءات لضمان البناء الصحيح ولنبدأ بقطاع التربية والتعليم

اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب