الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارحموا غزة - 2 العمال والآمال الضائعة

أكرم أبو عمرو

2010 / 7 / 11
الحركة العمالية والنقابية


تربعت مشكلة العمال في قطاع غزة وبطالتهم المتفاقمة على رأس المشاكل التي تواجه سكان قطاع غزة ، حيث تشير الإحصاءات إلى تزايد معدلات البطالة في مختلف القطاعات الاقتصادية لتصل في مجموعها إلى 40.6% عام 2009 ، وهي بذلك من اعلي المعدلات في العالم ، وهذا المعدل على الرغم من حجمه الكبير لا يعكس حجم البطالة الفعلية في قطاع غزة الذي أنهكه الحصار والانقسام منذ أكثر من ثلاث سنوات، ذلك لان هذا المعدل محسوب بناء على المعايير الدولية للبطالة التي تعتبر أن كل من عمل مدة ساعة في الأسبوع لا يندرج في خانة العاطلين عن العمل ، فإذا احتسبنا متوسط الأجر اليومي للعامل في فلسطين فإن هذا المعدل سيرتفع كثيرا ليصل إلى نحو 60% أو أكثر ، حيث لا يكفي أجرة عامل ليوم واحد لتغطية نفقات أسرة صغيرة لمدة أسبوع مثلا فكيف إذا عمل لمدة ساعة ، على أي حال فإنها مؤشرات تكفي لبيان حجم المشكلة .
ويقف الحصار الإسرائيلي الظالم على شعبنا سببا رئيسيا وراء هذه المشكلة وذلك كونه سببا في توقف أو شبه توقف عجلة الاقتصاد، وكيف لهذه العجلة أن تدور بدون عمل أدواتها وآلاتها المتمثلة في مختلف الأنشطة الصناعية والزراعية والخدماتية الخ ، فمنذ أكثر من ثلاث سنوات ومئات المصانع والورش مغلقة ومئات أخرى مدمرة بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر على شبنا ، والأراضي الزراعية فقدت نسبة كبيرة ة من خصوبتها بفعل التجريف الإسرائيلي للأراضي الزراعية من جهة وازدياد ملوحة المياه اللازمة ة للري ، وشح المياه ، لقد رأينا هذا العام ظاهرة تدل بشكل كبير المشكلة الكبيرة التي يواجهها النشاط الزراعي عندما غزت أسواق غزة كميات كبيرة من البرتقال الوارد من مصر عبر الأنفاق أي أن غزة أصبحت تستورد البرتقال الذي كان يوما المحصول النقدي الرئيسي في القطاع وإذا استمرت هذه الأحوال فلم يمضي وقت طويل حتى نرى الخضروات بأنواعها مستوردة ، ومنذ أكثر من ثلاث سنوات وإسرائيل تمنع استيراد مواد البناء كالاسمنت والحديد وغيرها وبالتالي تعطل المشاريع العمرانية تعطلا تاما ، وتمنع استيراد المواد اللازمة للصناعة، وتفرض قيودا على تحرك الأموال والمسافرين بإغلاقها المعابر والمنافذ ، الأمر الذي أصيبت فيه الحياة الاقتصادية بالشلل والنتيجة بقاء عشرات الآلاف من العمال في بيوتهم يواجهون المعاناة اليومية لهم ولأسرهم ، ويواجهون متطلبات الحياة التي لا ترحم ، وانه لمن دواعي الأسف أن ترى الآلاف من العمال يصطفون في طوابير أمام المؤسسات الأهلية أو الدولية التي تعمل على تنفيذ بعض البرامج الخاصة بالتشغيل الطارئ املآ في الحصول على فرصة عمل مؤقتة قد لا تزيد عن عشرين يوما وفي أي مجال المهم أن يجد هذه الفرصة وفي حالة لا تحترم آدمية الإنسان مطلقا .
أن ازدياد معدلات البطالة بين صفوف المواطنين لهو أمر خطير وله انعكاساته الاجتماعية السلبية ، فمن شأنه أولا تزايد معدلات الفقر التي بلغت في قطاع غزة نحو 80% ما يدفع إلى ظهور العديد من الأمراض الاجتماعية التي تهدد النسيج الاجتماعي الفلسطيني ، وبالتالي تهدد الأمن والاستقرار فهناك الآلاف من أرباب الأسر أصبحوا عاجزين عن تلبية الأعباء الملقاة على عاتقهم من توفير الغذاء والكساء وتغطية نفقات تعليم الأبناء أو توفير العلاج ، فمن غير المعقول أن تستمر أحوال العمال على حالها دون النظر في علاجها جذريا ، فإذا كنا قد تحدثنا في مقالة سابقة عن الخريجين فاليوم نضيف إليهم الطبقة العاملة الكادحة والمؤهلة والمدربة فهي أيدي عاملة ماهرة تستحق العناية والرعاية وذلك بتوفير حياة كريمة لهم ولأسرهم تضمن حاضرهم ومستقبلهم الذي هو جزء من مستقبل هذا الوطن .
آن الأوان لان نلتفت إلى هذه الفئة صاحبة السواعد المعطلة قسرا ، آن الأوان أن نلتفت إلى الإنسان الفلسطيني الذي يجب أن يكون على رأس الأولويات بعيدا عن الشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، فلا يمكن أن تطلب من جائع الصمود ، ولا يمكن أن تطلب من جائع أن يقاوم ، ولا يمكن أن ينهض أي شعب من شعوب الأرض بدون توفر مقومات الحياة الأساسية التي تجعله حرا كريما قادرا على العطاء والبناء .
أن مسئولية إعادة الاعتبار للطبقة الفلسطينية العاملة إنما تقع على الجميع بدءا من قيادات السلطة الوطنية الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الدكتور سلام فياض ، وكذلك فصائل العمل الوطني والأحزاب ، ومؤسسات المجتمع المدني بالعمل أولا على رفع الحصار والظلم عن قطاع غزة ، وثانيا العمل على إنهاء الانقسام ، هذا الانقسام الذي بات أم المشاكل التي نواجهها ، وجعلتنا كأننا في سفينة تسير في بحر هائج لا تدري أين تذهب .
فلا تتركوا الطبقة العاملة أسيرة لما يسمى بالمساعدات الإنسانية التي لا يراها الكثيرون منهم ، أنهم يريدون لقمة هانئة نتيجة جهدهم وعرقهم ، وفروا لهم الفرصة للمساهمة في بناء ورفعة هذا الوطن ، لا تتركوهم لمواجهة المصاعب فشهر رمضان ليس بعيدا وبدء العام الدراسي ليس بعيدا وقوائم المطلوب طويلة والليل طال فهل من مغيث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - -حكايات الحما- .. اتيكيت وقواعد التعامل بين الخصوصي


.. غزة اليوم(3-5-2024):عدنان البرش.. طبيب مستشفى الشفاء، في عدا




.. نقابة الصحفيين الفلسطينيين: 135 صحفيا وعاملا بمجال الإعلام ق


.. 10 طلاب بـ-ساينس بو- يضربون عن الطعام لـ 24 ساعة دعماً لغزة




.. إضراب طلاب في معهد العلوم السياسية في باريس عن الطعام بسبب إ