الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل في ذكرى لاهاي

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

2010 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



في العام 2004 أصدرت محكمة العدل الدولية في لاهاي فتوى تعتبر من أهم ما صدر عن المحافل الدولية نصرة لشعب فلسطين ولقضيته الوطنية هذه الفتوى التي جاءت بالأساس لإعطاء رأي دولي قانوني في موضوع جدار الفصل العنصري الذي تقيمه دولة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وتحجز خلفه في شقيه الشرقي والغربي حوالي 46% من الأرض الفلسطينية على طريق مصادرتها وتسيطر من خلاله على أكثر من 70% من مصادر وأحواض المياه الفلسطينية وتحول التجمعات السكانية الفلسطينية إلى معازل وجيوب متناثرة تتواصل مع بعضها بطرق عبارة عن أنفاق وجسور يتحكم بها المحتل.. لتفرض على الأرض واقعا جديدا يصعب على أي عملية تفاوض تجاوزه وتحقق من خلاله مخططتها الخطير في جعل هذا الجدار حدودا للدولة الفلسطينية التي يؤيد العالم إقامتها.
وتأتي ذكرى فتوى لاهاي هذا العام في ظل احتدام للمعركة على الأرض بين الفلسطينيين كشعب يخوض مقاومة شعبية إلى جانب قيادتهم التي تخوض معركة سياسية وبين المحتلين الذين يواصلون سياسة الاستيطان ونهب الأرض كما يحدث في مناطق نابلس وسلفيت والخليل ورام الله وبيت لحم.. وسياسة تطهير عرقي تهدف إلى إفراغ أوسع مساحة من الأرض الفلسطينية من اكبر عدد من أصحابها الفلسطينيين كما يحدث في القدس ومناطق الأغوار والمناطق الواقعة خلف الجدار.
ومع احتدام المعركة على الأرض يصبح من الضروري قيام أطراف الحركة الوطنية والأطر الشعبية والمؤسسات الأهلية التي ترفع شعار المقاومة الشعبية كنهج للخلاص من الاحتلال بحشد كل طاقاتها وإمكانياتها المادية والبشرية للفوز بهذه المعركة الأمر الذي يفترض بهذه الأطراف جميعا إعادة النظر بما تقوم به وما تنفذه من خطط وبرامج لتجعل مسالة مقاومة مشاريع الاحتلال وتعزيز صمود السكان في راس سلم اولوياتها.. الأمر الذي يعني ميدانيا العمل الحثيث من اجل تشكيل لجان شعبية في كل مواقع الاحتكاك المباشر مع الاحتلال وافرازاته من جدران ومستوطنات وحواجز والابتعاد كليا عن النزعة الفئوية الضيقة عند تشكيل هذه اللجان لتكون أجساما مرنة في تشكيلها وقادرة على استيعاب كل المخلصين المستعدين لخوض النضال.. كما يتطلب الأمر تشجيع ورعاية إقامة بؤر ملتهبة دائمة الحركة والاشتعال في وجه الاحتلال وهو ما يتطلب تقديم الدعم النزيه الغير مشروط لها وتوفير ما يمكن من احتياجات إعلامية ومتضامنين دوليين.. والاهم من ذلك تعميق التنسيق والتعاون والتكامل ما بين كل الأطر الشعبية ووقف المنافسة الضارة الجارية بين هذه الأجسام وهي المنافسة التي أربكت وتربك الناشطين على الأرض.
وفي ذكرى لاهاي ومع البرنامج النضالي الذي وضعته لجنة المتابعة لإحياء وتفعيل فتوى لاهاي وهي الهيئة التي تضم الأطراف الرئيسية الفاعلة على الأرض ( الحملة الشعبية واللجنة الوطنية ووزارة شئون الجدار ).. فان فعاليات أسبوع الجدار لهذا العام والتي تتجاوز أل 20 نشاطا ميدانيا في مختلف مواقع الوطن والتي ولغاية اليوم تم تنفيذ اثر من 75% منها .. فان الرسائل كانت على النحو التالي
1. إلى السلطة الفلسطينية..
• آن الأوان لرفع فتوى لاهاي إلى المحافل الدولية ( مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ) من اجل استصدار قرار تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة لإلزام إسرائيل بوقف بناء الجدار وإزالة ما بني منه ووقف أنشطتها الاستيطانية في كافة المناطق الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس.. والاستفادة من هذا القرار لتعميق عزلة إسرائيل على المستوى الدولي.
• دعوة القيادة الفلسطينية لإجراء تقييم حقيقي وجدي للمفاوضات الغير مباشرة مع المحتلين وهو تقييم يجب أن تقوم به اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أولا ولجنة المتابعة للمبادرة العربية ثانيا.
• مطالبة القيادة الفلسطينية بالصمود في وجه الضغوط الأمريكية والدولية الهادفة لجر هذه القيادة إلى مفاوضات مباشرة مع الاحتلال.
• المطالبة بالإسراع بإنهاء ملف الانقسام الذي اضر ويضر بالمشروع الوطني الفلسطيني التحرري والذي يضعف من حجم المقاومة الشعبية ويؤثر سلبا على سمعة الشعب الفلسطيني في مختلف المحافل والساحات الدولية.
• دعوة السلطة إلى فتح الآفاق أكثر أمام حركة المقاومة الشعبية للاحتلال والتعامل مع هذه المقاومة كجهد رديف يعزز من قدراتها التفاوضية وعدم وضعها للعراقيل في وجه المقاومة الشعبية أو جعل سقف هذه المقاومة نفس سقف السلطة وإلزامها بحدود التزامات السلطة-- كما يحصل في أنشطة مقاومة الحواجز على مداخل المدن المصنفة بمناطق A وفي أنشطة المقاطعة الشعبية للبضائع الإسرائيلية التي لها بدائل والتي تريد السلطة قصرها على مقاطعة منتجات المستوطنات فقط
2. إلى المحتل الصهيوني..
• أن الشعب الفلسطيني بكل قواه الحية سيواصل الكفاح والمقاومة حتى إنهاء الاحتلال بكل افرازاته عن الأرض الفلسطينية بما فيها القدس العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية.
• إن كل سياسات القمع ومهما تطورت وتنوعت لن تثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة كفاحه ومقاومته الشعبية وسيجد المحتلين مقاومة لمشاريعهم عند كل ارض مصادرة وبيت يهدم وعند كل بوابة جدار وحاجز احتلالي.
• أن الشعب الفلسطيني سيوسع من دائرة أنشطته الكفاحية وسيعزز نهج المقاطعة لبضائع المحتلين وسيواجه كل أنشطة التطبيع وسيعمق من علاقاته مع لجان التضامن الدولية ومع أصدقاء وأنصار السلام العادل داخل إسرائيل.

مخيم الفارعة - 10/7/2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع