الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سفير بلا سيرة ذاتية !!!

دياري صالح مجيد

2010 / 7 / 11
السياسة والعلاقات الدولية


في عالم اليوم تلعب شبكة المعلومات الدولية دوراً كبيراً ومؤثراً في العديد من المجالات خاصة وانها اصبحت احد الكنوز المعرفية التي يستطيع المرء عبرها التوصل الى المعلومات الكثيرة حول دراسة ما او قضية ما , ويمكن كذلك البحث في سيرة الكثير من المشاهير والسياسيين ومنهم بالتاكيد اولئك الذين يشغلون مناصب مهمة في بلدانهم , ناهيك عن المعلومات التي تتوفر بشكل يسير احياناً او بشكل كبير وتفصيلي في احيان اخرى عن الاكاديمين والمثقفين في دول العالم المختلفة .

قبل فترة ليست بالبعيدة احببت بعد قرءاتي لكتاب ما بعد الحداثة للبروفيسور ديفيد هارفي ان اكتب بحثاً اتناول فيه الاراء التي يؤمن بها هذا الباحث اليساري الذي يعيش في امريكا ,لذا فقد استهوتني فكرة البحث عن هذا الاسم المهم في مجال الدراسات الجغرافية والانثروبولوجية , وعندها لم افاجيء حين وجدت بان هنالك الكثير من المواقع التي نُشرت فيها مقالات ودراسات للسيد الباحث , هذا بالاضافة الى نشر مقتطفات عن حياته وسيرة دراسية كاملة تتعلق بنشاطه العلمي وعمله الاكاديمي . وهو ما يعد دلالة على حجم الثقة التي يمتلكها امثال هذه الشخصيات في بلدانهم بهدف نشر اسمائهم ونتاجاتهم ليطلع عليها اكبر عدد ممكن من المهتمين .

من حق المرء في مثل هذه الحالة ومن منظور الاهتمام بالشان العراقي ان يلجا بشكل طبيعي الى هذه الشبكة العنكبوتية للبحث في السيرة الذاتية للعديد من السفراء العراقيين الجدد الذين تم تعيينهم في السفارات العراقية في الخارج , من اجل الاطلاع على المستوى الذي وصلت اليه هذه الشخصيات كي تُناط بها مثل هذه المهمة عالية الاهمية , على اعتبار ان اطلاع المرء على بعض من هذه المعلومات قد يترك لديه انطباعاً اولياً بخصوص هذه الشخصية او تلك وبالتالي ربما بطبيعة تحقيق الشعارات التي رفعتها الاحزاب السياسية العراقية خلال حفلة الانتخابات قصيرة العمر , واذا ما كان السفير الحالي خيرٌ من سلفه في العلم والخلق والدراية , ام ان العكس هو الصحيح .

ندرك جميعاً بان هنالك العديد من المواقع الالكترونية غير المحترمة التي تخصصت بالاساس لبث معلومات مشوهة ولاهداف خبيثة , وربما تشرف البعض من الجهات المتصارعة على مثل هذه المواقع بغية تشويه صور خصومها , لتعمل بذلك على نقل الصراع من عقولها المغلفة بالحقد والرجعية الى كل وسائل الاعلام ومنها الشبكة المعلوماتية التي بدات بعض مواقعها ببث سموم تلك الجهات المختلفة . لكن ذلك لا ينفي ابداً امكانية الحصول على معلومات فيها شيء من الدقة والمصداقية عن السجل الاكاديمي وربما الوظيفة الحقيقية والتحصيل الدراسي الذي حصل عليه السفير او غيره خلال رحلة نضاله في اثبات الذات واثبات الكينونة , وهو امر في المعتاد نراه حاضراً مع الكثير من الشخصيات التي نريد البحث عن سجلها وانجازاتها المختلفة .

و كأكاديمي مهتم بشؤون منطقة القوقاز , لانها كانت ضمن النطاق الجغرافي لدراستي في مرحلة الدكتوراه , وجدت نوعاً من الفضول للتبع اسماء الشخصيات التي تم تعيينها في تلك البقعة من العالم , عَليَ اجد ما يشفي الغليل في تعيين سفراء اكفاء من ذوي الخبرة والمعرفة بالسياسة وليسوا من هواتها الذين تعلموا بعضاً من دروسها ربما عبر دورات سريعة في مدارس خاصة , لكن مع عظيم الاسف كل ما وجدته هو مجرد اسماء بلا تاريخ حقيقي يؤهلهم لمثل هذا المنصب المهم , فاحدهم لا يملك في الشبكة المعلوماتية الا اسماً فقط دون ان يكون لهذا الاسم اي دلالة تتيح للمتتبع بناء الاستنتاجات الاولية عن شخصيته وتطلعاته , لا بل ان هؤلاء لا يُعرف اذا ماكانوا بالاساس يجيدون لغة اجنبية ما تتيح لهم امكانية التعامل مع الواقع الجديد الذي وضعوا فيه ام لا ؟! .

وهو ما يعد مؤشراً مهماً نستدل من خلاله ان التصريحات التي اطلقتها الاحزاب ما كانت في حقيقتها الا لايهام الناخبين ببعض العبارات المحببة على قلوب هؤلاء الناخبين في استقراء مهم لتوجهات الناخب الذي لا يملك الا امل التصدق بهؤلاء السياسيين في وعودهم التي يبدوا انها لن تتحقق في يوم من الايام , طالما ان الذين يشغلون المهام والمناصب الرسمية المؤثرة في داخل وخارج البلاد من اولئك الذين لا يمكن ان يوصفوا الا بكونهم مجموعة من انصاف المتعلمين ممن استغلوا الفرصة جيداً لركوب قطار المصالح المندفع بهم نحو فضاءات رحبة ما كان لهم قدرة التخيل على وصولها مطلقاً , لذا تجدهم يحاربون بكل الوسائل وبالذات منها غير المشروعة للبقاء في هذه المناصب ومنها طبعاً الخاصة بالسفارات , دون ان نجد مبرراً واضحاً من قبل وزارة الخارجية ذاتها في تعيين شخصيات بلا سيرة ذاتية معروفة تؤهلها للعب هذا الدور , في بلد هو اليوم بامس الحاجة لتفعيل الدور الدبلوماسي مع العالم الخارجي الذي امتنع عن الانغماس في الشأن العراقي , ادراكاً منه لحجم الضرر الذي قد يصيبه من وراء هذا الامر , لذا كان لزاماً على مجمل القيادات المتقدمة في الحكومة العراقية ان تفكر في تعيين الاشخاص الذين من شانهم مد جسور التواصل الحقيقية مع الخارج من جهة والعمل على اثبات كفاءة ومكانة الدبلوماسي العراقي من جهة اخرى . اما والحال بهذا السوء فلا اعتقد بان من حق وزارة الخارجية بعد اليوم التذمر من اداء سفاراتنا المربك والمليء بخيبات الامل للمواطن العراقي الذي يعيش في دول لا تقدم فيها كثير من السفارات العراقية اي خدمة حقيقية يعتد بها للعراقيين .

ان تكون مواطناً عادياً بلا سيرة ذاتية وبلا نتاج فكري وربما بلا اهتمام من بعيد او قريب بالثقافة ودروبها الوعرة , امرُ قد يوجد له العديد من المبررات , لكن ان تكون سفيراً بلا هوية نستدل من خلالها على ماهية هذا السفير ومكانته في مجال الثقافة وعلاقته بالعمل الدبلوماسي والسياسي , فان ذلك بحق كارثة كبرى تُلحق بطريقة مخزية بالعمل المناط بالخارجية العراقية , فالى متى يستمر هذا التوجه التخريبي في ادارة مؤسسات الدولة ؟ والى متى يُغيب معيار الكفاءة والاختصاص في مقابل تقديم معيار الطائفة والتحزب في مفاصل ومؤسسات لا تحتمل مثل هذا الهراء ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرجل المناسب
رائد جساس ( 2010 / 7 / 11 - 16:42 )
بعد ان نجح الساسه الجدد بتحويلنا الى شعب متطلب لا يسعى الى وراء الماده والخدمات وبعد ان ضللوا اعيننا بسرب الامل بفجر قريب وجديد تناسينا اهمية ان يكون لنا كيان وهويه وجواز سفر يرقى الى مقام ان يعاملني العالم الاخر بصورة متحضره ؟؟؟؟؟ وبعد ان اشغلنا السياسيون بالكهرباء والماء تناسينا ملف وزارة الخارجيه الذي اثبت الاخوه الاكراد بصفتهم اصحاب القرار فيه فشلهم الذريع والذي لا يحتاج الى نقاش ؟؟؟
قلي بلله عليك ايه الاخ الكاتب اين استطيع ان اولي وجهي وكل البلدان لم يستطع هوشير زيباري ان يحصل منها على فيزة علاج لاي مواطن ومن ماله الخاص ؟؟
حتى البلدان التي لازالت ارضنا تعطيها البترول بسعر مخفض وبدون سعر في حالات كثيره لم يستطع الوزير ان يملي عليهم ان ادخل بلدهم للعلاج ؟؟
ان ملف اخفاق الوزاره اعلاه يتعدى مسالة اختيار السفراء والتي تقبع في قعر اهتمامات المواطن العادي رغم اهمية ان يكون لنا ممثل على مستوى الحدث في كل دوله ولكن ابى الوزير الا ان يضيف اخفاق جديد على اخفاقاته ؟؟
سلامي


2 - سيرة ذاتية ؟؟؟
كنعان محمد ( 2010 / 7 / 12 - 04:13 )
موضوع جدير بالاهتمام الذي طرحته سيدي الكاتب
ولكن قل لي بالله عليك هل لدى سياسيونا ووزرائنا سيرأ ذاتية جديرة بالاهتمام
حتى بسأل عن السفراء الذين من المفروض ان يكونوا بقمة الثقافة والدبلوماسية
مع اطيب تحياتي

اخر الافلام

.. جنوب أفريقيا: حزب المؤتمر الوطني ينوي إجراء مشاورات لتشكيل ح


.. يديعوت أحرنوت: ليبرمان يفضل انتظار خوض الانتخابات المقبلة |




.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص


.. انهيار مبنى سكني في #إسطنبول #سوشال_سكاي




.. وول ستريت جورنال: إسرائيل أعادت النظر في خطتها في رفح لتفادي