الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة الأنصار سينمائياً

عادل امين

2010 / 7 / 11
الادب والفن




حركة الأنصار المسلحة للحزب الشيوعي العراقي(1979ـ1988) أُثير حولها الكثير من الجدل في أوساط الحزب وخارجه، في السنوات قبل وبعد إنتهاء الحركة بشكلها الدراماتيكي، ودوافع ذلك الجدل كانت متباينة، بين من كان حريصاً على تقييمها بما لها وما عليها بشكلٍ موضوعي وبين من أراد الإساءة لها من ألفها إلى يائها، وبالرغم مما أُثيرت حولها من وجهات النظر المختلفة، عن خطأ أو صواب الحركة ، واللغط الذي أثاره ويثيره البعض حولها، عن إنحرافها أو تجاوزها الخط الذي كان مرسوماً لها، وتضحياتها الجسام بسبب ذلك التجاوز و الإنحراف، أو مغالاة البعض الآخرعن المكاسب التي حققتها الحركة وإنجازاتها ومساهمتها في "تقوية" تنظيم الداخل، وسيرها المستقيم على الطريق المرسوم لها و..و...الخ، بالرغم من هذه الوجهة أو تلك، كانت حركة الأنصار من حيث الفعالية والشجاعة والبطولة ونكران الذات والإقدام والتحدي، هي ملحمة بطولية رائعة بشهادة القاصي والداني، سطرها رفاق وأصدقاء الحزب الشيوعي العراقي، رجالاً ونساءً، ومن مختلف شرائح المجتمع العراقي، ولا أغالي إذا قلت إنهم كانوا متقدمين حتى على قيادة الحزب من حيث التماسك والشجاعة ونكران الذات والجهادية، فان هذه الملحمة جديرة بأن توثق سينمائياً ، بإعتبارها صفحة من صفحات النضال المتفاني ضد الدكتاتورية الشمولية، أسوةً بكثير من الحركات المسلحة في أرجاء أُخرى من العالم التي تم توثيقها سينمائياً، وأعتقد أن الظرف الآن مناسب ومساعد للقيام بذلك، لا سيما أن الكثير من المساهمين فيها لا زالوا على قيد الحياة ، وأن جميع أركان هكذا مشروع متاحة وفي متناول الذين يريدون الشروع فيه.
أعتقد أن وجود ووفرة الكادر الفني في هذا المجال سيذلل جملة من المصاعب، وهناك من بذل في السنوات المتقدمة من تأريخ الحركة في تصوير ما كان متوفراً من الإمكانيات المتواضعة آنذاك ونجح ، مثل الفنان علي رفيق الذي يعيش حالياً في لندن، وهو يعمل في المجال التلفزيوني، يمكن الإستعانة به وتوفيرالأجواء والامكانيات اللازمة له، ولا يداخلني أي شك من أنه سوف لا يبخل بإمكانياته في هذه المهمة النبيلة، خاصة أنه خاض تجربة حركة الأنصار هو وزوجته وصور أجزاءً منها، ولا يغامرني أدنى شك بوجود كوادر فنية أخرى من ذوي الإمكانيات والمؤهلة للقيام بهذه المهمة وأن لم يحالفني الحظ بالتعرف عليهم، بالإمكان توجيه الدعوات لهم للمساهمة في هكذا مشروع .
ويمكن الإستعانة بالأنصارانفسهم، وهم طاقة بشرية هائلة، سواء الذين هم حالياً في الإطار التنظيمي للحزب أو خارجه، في تمثيل الكثير من الأدوار، وهم بلا أدنى شك سوف يُسرون بهذه المهمة، لأنها توثق جزءً من تأريخهم الذي يعتزون به، وكذلك الإستعانة برابطة الأنصار، وهي ذخيرة ثمينة وبينهم أعداد من المبدعين ، لو توفرت لهم الظروف ، ستفجر طاقاتهم الأبداعية .
وكذلك الأماكن التي عاش فيها الأنصار وقضوا شطراً من حياتهم فيها ما زالت موجودة ومعظمها آمنة، لتمثيل الأدوار، أنا لا أقصد المعارك، لكن على الأقل، ظروفهم، حياتهم المعاشية، فعالياتهم الفنية والأدبية، فعالياتهم الجماهيرية، مساعداتهم وخدماتهم الطبية والصحية لأهالي القرى واستضافة أهل القرى لهم، تهيئتهم للمفارز، العمليات الجراحية المعقدة في ظل شحة المستلزمات الجراحية، نشاط مفارز نقل السلاح والمخاطر التي كانت تحدق بهم، مسيرات الأيام والليالي للإنتقال من مكان الى آخر...الخ
بما أن الحركة إنطلقت اساساً من المناطق التي هي الآن خاضعة لإدارة حكومة إقليم كوردستان، يمكن الإستعانة ببعض الجهات في الإقليم لإستحصال الموافقات الرسمية والإدارية، وحتى طلب المعونة المالية لهكذا مشروع، ولا أعتقد أن حكومة الإقليم ستبخل على ذلك، لأن الفلم سيكون توثيقاً لجزء من نضال الشعب الكوردستاني أيضاً .
شاهدت قبل فترة فلم ( الأمكنة المشاكسة) للفنان علي ريسان، بالرغم من ملاحظاتي على الفلم وعدم إنسجامي معه، إلا أني أعده محاولة جيدة لتحريك وتحفيز مشاعر الفنانين الآخرين المعنيين بهذا المجال وكذلك الجهات القيادية في حشع للتحرك والإتصال لدعم وإنجاح هكذا مشروع، سواء في البداية على شكل نتف هنا وهناك، لجمعها كمادة لإخراج فلم روائي طويل، ولدينا بإعتقادي ما يكفي من الفنانين للقيام بذلك، أو بإنتظار مبدع آخر يظهر في المستقبل( وهذا أضعف الإيمان ) يقوم بجمع هذه النتف لإخراج فلم روائي طويل عن الحركة، إكراماً لنضال هذه الحركة( بالرغم مما شابتها من الشوائب )ولشهدائها، الذين كان بينهم إلى جانب المناضلين الأبطال الأشداء، مجموعة من الكوادر الثمينة في المجالات العلمية والفنية والأدبية ، ناهيك عن كونها ستشكل مادة فنية رائعة في متناول أيدي الفنانين المعنيين بهذا المجال ،
كتب بعض الرفاق والأصدقاء عن هذه الحركة، من الذين خاضوا بأنفسهم تجربة تلك الفترة ، وهي كتابات غنية بمادتها ، مثل خلف الطواحين للكاتب بشار حسين علوان،مسيرة الجمال للكاتب فيصل الفؤادي، بشت آشان للأستاذ قادر رشيد، كتاب يوسف أبو الفوز وألتمس العذر من الإخوة الآخرين الذين لا تحضر أسماؤهم ذاكرتي، وبالتأكيد هي أسماء كثيرة وكتاباتهم غنية وذات قيمة ، هذا بالإضافة إلى مذكرات قادة الحزب يمكن الإستفادة منها في الوقائع والسيناريو والحوار ...الخ
هذه الأفكار المتواضعة أضعها أمام قادة الحزب، والآخرين الذين بأمكانهم تطويرها وإغناءها والتفكير لدفعها بإتجاه وضعها حيز التنفيذ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي


.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????




.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ