الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعر تيريز والحب الشامخ

روناك خان أحمد

2010 / 7 / 12
الادب والفن


عندما يأتي الكلام عن الشعر والشعراء ، فيكون هؤلاء الناس أقرب الخلق الى اُمة المحبين والعشاق ، لأن ما يحمله الشعراء من عواطف جياشة ومشاعر مرهفة ونفوس شفافة لا يحملها غيرهم من الناس أبد الدهر... ولا أدري هل أن تلك المشاعر والعواطف والشفافية تصنع منهم شعراءً ليقولوا الشعر أم أن قولهم الشعر يصقل نفوسهم ويشحذ عواطفهم ليتحولوا الى ملة لا يجاريهم أحد في التعبيرعما يجول في فكر الإنسان وينبض به قلبه ويفتح قريحته ليكون كلامه ليس ككل الكلام ولتكون روحه ليست ككل الأرواح ...حيث قوله معروف كأنه القسطاس وروحه تحوم في كل الفضاءات بين الأرض والسماء ... والذين تحوم أرواحهم بين الأرض والسماء هم قليلون من الملائكة والصديقين ؟
عندما يكون الناس ضعفاء يرى شاعرنا نفسه قوياً لا ككلل الأبطال والملوك والأباطرة ... وعندما يكون الناس معاندين وتملأ الغطرسة رؤوسهم يحس بنفسه وكأنه الحمل الوديع ينضم مع كوكبة المحبين والعشاق لينطلقوا في أرجاء المعمورة وإيمانهم بالحب لا يهتز وبأنه أي الحب يصقل النفوس ويبني الإنسان ويعمر الأوطان في كل وقت وزمان... وعندما يعاني الناس من الإفلاس الروحي والمادي يحس شاعرنا بأن ما يملكه من مشاعر الخير وعواطف الحب يساوي كل أموال قارون ويوازي ما يعجز عنه الأنسان .
وكان شاعرنا " نايف حسو " المعروف بـ " تيريز " من محافظة الجزيرة بسوريا والمتوفي سنة 2002 النموذج لما ذهبنا إليه حيث عرف ما نقل إلينا من أشعاره بأن إحساسه بما يجود عليه الشعر جعل منه قوياً بحبه وحبيبته ... ليكون شعره المثال الحي ، وذلك عندما يقول :
إن بطل دولة ميدي وميتاني وهوريا
ثم هرقل الروم ودهاقنة الهند والآريين
مع شاه فارس وكسرى إيران
الكل تحت سلطتك مع تاج الشاه وكه ي
إلقي نظرة إلى تيريز...
حبيبتي أنا كئيب ليلاً ونهاراً
هكذا تكبر الحبيبة في عين الشاعر وتعظم في عالمه الشعري الذي ليس له حدود ولا تضمه آفاق بحيث تمحوا عنده كل الألقاب والأسماء في هذا العالم الشعري المتعدد الفضاءات ليرى الحبيبة هي الإمبراطورة والملكة والهرقل في قوة حبها وشدة عزمها ومواجهة بلائها لتكون السلطة والتاج والصولجان في يد الحبيبة وليقف على أعتاب معبدها المقدس وملكها الدائم يطلب المساعدة والإهتمام ليعيش في عالمها الذي هو عالم الشعر والحب وما أسمى العالم الذي نصنعه بحبنا ومشاعرنا وعواطفنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا