الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحاصصة الحزبية ..بعد المحاصصة الطائفية !!

هرمز كوهاري

2010 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


من يستمع الى الساسة العراقيين وهم يقولون : نريد القضاء أو إلغاء الطائفية و لكن لم يقولوا : الإنتقال الى ديمقراطية الأكثرية ، بل يقولون :الإنتقال الى حكومة المشاركة أي مشاركة كل الكيانات، وعندما أسس مبدأ الكيانات أومشاركة كل الكيانات في الحكم ، كان المقصود بالكيانات القوميات والطوائف ، أي أن كل قومية أو طائفة لها ممثلا أو ناطقا أو وفدا واحدا ناطقا بإسمها في الحكومة.

وهذا ما صادف دولة الولايات المتحدة عند تأسيسها بعد حرب التحرير ، ولكن لم تكن مشكلتها القوميات والطوائف بل كانت الولايات ، فكانت كل ولاية مستقلة ، وبدأ الإتحاد بسبعة ولايات ، ولهذا نجد الخطوط الحمر في علمهم سبعة فقط والذي صممته إحدى العجائز ،بأن أخذت قطقة قماش بيضاء وكلما تتحرر ولاية تخيط شريطا أحمرا حتى تأسس الإتحاد من سبعة ولايات ، قدمتها القطعة الى جورج واشنطن فإتخذ علما للإتحاد ولا يزال !!! ثم أصبحت ثلاثة عشرة ولاية الى أن وصل الى العدد الحالي وأستعيض عن الخطوط بالنجوم .
وحيث أن الولايات غير متساوية في عدد النفوس مما يولد خللا في النظام البرلماني لأن الولاية الأكثر سكانا يكون لها نوابا في البرلمان أكثر من مندوبي الولايات الصغرى ، وحل الأشكال مندوب ولاية كونكتييت أصغر الولايات حجما ونفوسا ، فإقترح مجلس ثان الى جانب مجلس النواب سمي بمجلس الشيوخ يكون لكل ولاية منوبين مهما كان عدد نفوس الولاية ، مع بقاء مجلس النواب يمثل العدد الحقيقي لسكان كل ولاية ، وهكذا كان في دولة الإتجاد السوفياتي السابق أي مجلس للقوميات .

ولكن في العراق اليوم إنقسمت كل قومية أو طائفة الى أكثر من حزب أو ممثل أي تعدد ممثلي الكيان الواحد ، فمن منهم يمثل تلك القومية أو الطائفة ؟؟ بالإضافة الى ذلك إتخذوا أسماءً غير دينية أو طائفية مع بقاء عمائمهم وعكهلم ونياتهم هي هي ، وبهذا الإنقسام والتشرذم لم يعد من حقهم الإدعاء بأنهم يمثلون الكيان الفلاني أوالفلاني أي الطائفة الفلانية أو الفلانية ، إنهم يمثلون مبدأهم الذي أعلنوه من خلال إسمائهم ولو كانت الأسماء شكلية ، أما الكرد فبقو ا متمسكين بتسمياتهم القومية ، ونتج عن هذا إنتقال الصراع ولو خفي بين طائفة وطائفة الى داخل الطائفة الواحدة !! وهذا ما إستفاد منه العلمانيين كما راينا في الإنتخابات الأخيرة .
وهذا الإنقسام نفسه حصل بين الفلسطينين لصالح إسرائيل ، حيث تقول إسرائيل من هم الممثلين الحقيقين للفلسطينين لأجلس معهم ؟ وحّدوا صفوفكم وتعالوا الي بوفد واحد وفكر واحد !!! وهكذا حولت الصراع الى داخل البيت الفلسطيني بل هم ، أي الفلسطينيين حولوه الى الصراع الداخلي داخل البيت الفلسطيني ، وسمعنا قادة من الفتح في غزة هربوا الى إسرائيل تخلصا من سجون وتعديب وقتل الحماسيين !!!.
وعلى هذا الأساس تشكل المؤتمرات الدولية لكل دولة ممثلا واحدا أي صوت واحد ، وإلا لكانت الصين لها أكثر من ألف صوتا وقطر صوتا واحدا وبحرين نصف صوت لو كان لكل مليون صوتا !!!!

ولما تلاشى مفهوم الكيانات ولم يعد يعني الطائفية أوالقومية ، الذي أعتمد في الدستور العراقي وتحول الى الأحزاب السياسية وبأسماء سياسية ، وبالتالي ليس هناك حكومة في دولة علمانية ملزمة أن تشرك معها في السلطة كل الأحزاب السياسة .
و لكنها ، اي الحكومة ، ملزمة قانونا وتحت طائلة القانون ، ألا تهمش أي مواطن من أفراد الشعب مهما كانت قوميته أو دينيه أو طائفته من وظائف الدولة التي يستحقها وبأي حال من الأحوال من الأحوال . وهذا هو المقصود اليوم بإشراك كافة كيانات الشعب في دولة النظام والقانون والعلمانية ، ويتحول مقياس الطائفة والقومية الى مقياس الكفاءة والإخلاص والنزاهة ، لا مبدأ إنصر أخاك في القومية أو الطائفة نزيها كان أو فاسدا ، ظالما ومظلوما !!! .
وهكذا في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الديمقراطية الفيدرالية ملزمة تحت طائلة القانون والدستور ألا تهمش أي مواطن من الشعب على أساس منطقته أو دينه أو طائفته ، بل يكون دليلها الى الفرد الصالح ، الكفاءة والإخلاص والنزاهة ليس إلا . فمتى يكون هذا مقياس حكومات العراق .
أملي أن يجده العراقيون خلال عقود قادمة .

=========================









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل