الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول السجين الأكثر سرية في العالم

عماد الدين رائف

2010 / 7 / 12
أوراق كتبت في وعن السجن


السجين الأكثر سرية في العالم.. لا يعرف اسمه حتى حراسه
بقلم: دينيس كابانوف، صحيفة "كومسمولسكايا برافدا"، في 8 تموز 2010،
ترجمة: عماد الدين رائف – خاص بـ "الحوار المتمدن".

تبين أن أسطورة "القناع الحديدي" ما تزال موجودة في سجن "أيالون" الإسرائيلي الذي يضم نزيلاً لم يتم الكشف عن اسمه حتى اليوم. فقد حدثت ضجة كبيرة على الموقع الالكتروني لصحيفة "يدعوت أحرنوت" الإسرائيلية مؤخراً. وذكرت نشرة خاصة للصحيفة أن سجن "أيالون" الإسرائيلي ذي الحراسة المشددة يضم بين نزلائه سجيناً غامضاً، تقع زنزانته في قسم معزول، ولم يحدث أن رآه أحد من السجناء الآخرين. لم يزره أحد، وحتى حراس زنزانته لا يعرفون اسمه، ويمنع عليهم التحدث إليه. بعبارة واحدة يعتبر هذا السجين "صاحب القناع الحديدي" في القرن الحادي والعشرين.
لم تمض ساعات على ظهور الخبر على الموقع حتى اختفت بقدرة قادر، وبدون أي أثر. لكن تسنى لصحيفة "كومسمولسكايا برافدا" من خلال مصادرها الحصول على الخبر الذي نشر ثم منع نشره من قبل الرقابة العسكرية الإسرائيلية، وبسب خطأ تقني استمر عنوان الخبر بالظهور على شبكة الانترنت ولم يُمح. بطبيعة الحال أدركت الاستخبارات الإسرائيلية ذلك، لكن بعد فوات الأوان، فقد تلقفت الخبر صحيفة "دايلي تيليغراف" البريطانية، وعرضت لبعض التفاصيل. ومن هذه التفاصيل أن هذا السجين الغامض يقبع في قسم معزول من السجن، تم بناؤه في وقت سابق خصيصاً لـ "ايغال عمير"، الذي أطلق النار في العام 1995 على رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين. لكنه ليس نزيل "أيالون" اليوم، لأن عمير المحكوم بالسجن مدى الحياة، نقل قبل أربعة أعوام إلى سجن آخر. وحل محل عمير سجين آخر، يبدو أنه يشكل تهديداً خطيرا لأمن إسرائيل. من هو؟ أهو "إرهابي" خطير قبض عليه؟ أم عميل سري كبير من عالم الجاسوسية؟ أم منشق مُحرج لإسرائيل؟
بدأ الصحافيون بالتساؤل والتكهن، مستذكرين أشهر "أعداء إسرائيل". وعلى سبيل المثال، "الجاسوس السوفياتي رقم واحد" أبرام ماركوس كيلينبرغ، الذي أعطى معلومات سرية حول تطوير تجارب إسرائيل البيولوجية. ففي العام 1983، وفي محاكمة مغلقة، حكم على كيلينبرغ بالسجن عشرين عاماً، ولم يعرف العالم بوجود هذا السجين إلا مع حلول العام 1991. ومع ذلك غابت هذه القصة في غياهب النسيان، فالجاسوس الذي قضى محكوميته يتمتع بجمال نهر "السين" بعد انتقاله للعيش في باريس.
وذكر كذلك "المنشق النووي" مردوخاي فعانونو، الذي فضح، عام 1986، للصحافة الأجنبية البرنامج النووي السري الإسرائيلي. ثم خطفت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية فعانونو من روما، وأعادته إلى "أرض الوطن" سراً، وزج في السجن لـ 18 عاماً. لكنه لا ينفع اليوم لدور "صاحب القناع الحديدي" الجديد. فبعد الإفراج عنه، ألزم فعانونو بالإقامة الجبرية في منزله، وفرضت عليه قيود صارمة، ومنها أنه منع من استعمال شبكة الانترنت والتحدث إلى الصحافيين الأجانب. ولأنه خالف تلك المحرمات، حرم من حريته مجدداً، فحكم بالسجن لثلاثة أشهر في شهر أيار المنصرم. ولم يحجز في "أيالون"، سيء الصيت، بل في سجن "إيشيل" العسكري، وهو سجن "غير لطيف" بطبيعة الحال، لكن مسألة فعانونو لم تعد تحرز أن تحولها السلطات إلى سر من أسرار الدولة.
لكن مهلاً، ماذا لو كان السجين الغامض ليس إسرائيلياً؟ هذا وفق ما يوضح مصدر "كومسمولسكايا برافدا" الأول. فإذا كان السجين الغامض أسيرا، يعني ذلك بالضرورة أنه تم اعتقال "أجنبي" على يد إحدى أجهزة الاستخبارات، ولا يخفى أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" ذو باع طويل في عمليات كهذه. ومع سوقه إلى إسرائيل لا يوجد تبرير لوضع المختطف في سجن عادي، كون ظروف اعتقاله لم تكن عادية، فرمي في "أيالون".
وعلى مدى التاريخ البشري نجد سجناء غامضين في عداد المفقودين، ولعل الأكثر شهرة بينهم السجين الفرنسي المعروف بـ "صاحب القناع الحديدي". ولا يزال المؤرخون مختلفين حول هوية سجين "الباستيل" الذي اعتقله لويس الرابع عشر. ويعتقد البعض أنه الابن غير الشرعي لملك فرنسا، الذي وجه صفعة لأخيه دوفين العظيم، فرماه في السجن وألبسه قناعا، ليخفي عن المحيطين به حقيقة ملامحه. ويرى البعض الآخر أن هذه الشخصية التاريخية هي الأب الحقيقي للويس الرابع عشر. إلا أن قصة الشقيق التوأم أكثر جذباً ورومانسية من دون شك، وهذا ما حدا بالكاتب الفرنسي الكبير ألكسندر دوما إلى وصفها، على هذا الشكل، في روايته "كونت دي براجيلون".
لروسيا كذلك "صاحب القناع الحديدي" الخاص بها. ففي كانون الأول 1830، أصدر القيصر نيكولاي الأول أمراً خاصاً، بحبس الضابط البولندي فاليريان لوكانسكي في سجن قلعة "شليسلبورغ"، رئيس "الجمعية السرية الماسونية الوطنية"، وصاحب النفوذ في بولندا آنذاك. وفي رسالته إلى آمر السجن، قال القيصر: "على مجرم ذي التابعية الملكية البولندية أن يحاط بأكثر الطرق سرية، وألا يعرف أحد باسمه ومن أين أتي به". وهكذا، قبع لوكانسكي في زنزانته الانفرادية لسبعة وثلاثين عاماً.

رأي خبير

في العودة إلى قضيتنا، يقول مدير مركز تحليل النزاعات في الشرق الأوسط في "معهد الولايات المتحدة وكندا"، ألكسندر شوميلين: ربما يكون السجين الغامض أحد العلماء الإيرانيين.
ولسبب ما، خطرت لي قصة عالم الفيزياء النووية الإيراني شهرام أميري. ووفقاً لطهران، فقد خطف أميري في العام 2009 في العربية السعودية، وأواخر نيسان الماضي، ذكرت بعض وسائل الإعلام أنه، قد يكون، أثناء تواجده في أميركا، قد طلب اللجوء السياسي إلى إسرائيل! يمكن أن نخلص إلى إن سجين "أيالون" الغامض، هو بالفعل العالم الإيراني المختطف. فإسرائيل اليوم تعتبر إيران مشكلتها الأولى، والفيزيائي، العارف بالخطط النووية للجمهورية الإسلامية يمثل قيمة كبيرة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي. فكما استطاع هذا الجهاز في وقت سابق أن يختطف فعانونو من دولة أخرى، اختطف أميري، ولكي لا يتفاقم الوضع، يتم اعتقاله بسرية خاصة. وفي حين أن كل ذلك تكهنات، فلمتابعة مناقشة الموضوع نفتقر إلى الحد الأدنى من المعلومات، وهي ليست بحوزتنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ترصد معاناة النازحين السودانيين في مخيمات أدرى شرق ت


.. أطفال يتظاهرون في جامعة سيدني بأستراليا ويدعون لانتفاضة شعبي




.. هيومن رايتس ووتش تدين تصاعد القمع ضد السوريين في لبنان


.. طلاب في جامعة كاليفورنيا يتظاهرون دعمًا للفلسطينيين.. شاهد م




.. بعد تطويق قوات الدعم السريع لها.. الأمم المتحدة تحذر من أي ه