الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المُخلِّص الأمريكي

حامد كعيد الجبوري

2010 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


قد أكون من المتابعين المغرمين و الجيدين للأفلام ، سابقاً فترة الفتونة والشباب ، وحاليا فترة الكهولة والشيخوخة ، أيام زمان كنت أدخل الى السينما لأشاهد أي فلم يعرض فيها ، ومن ثم وصل البث التلفزيوني منتصف الستينات لمحافظة بابل حيث أقتنى والدي هذا الجهاز الجديد ، وكان رحمه الله يمنعني من مشاهدة الأفلام إن أكملتُ بأي درس منهجي ، لذلك كنت من المتفوقين ليس حبا بالدراسة ولكن شغفا بافلام التلفزيون ، حتى أني حفظت أسماء الأفلام وأسماء الممثلين كحفظي لدروسي ، و امتدت معي هذه الهواية ليومنا هذا ، حتى أني أجد أن التغيير السياسي الذي طال العراق أصبح فاتحة خير وحيدة لي ، وهي ممارسة هوايتي لمشاهدة ما تعرضه القنوات الفضائية التي لا تعد وتحصى .
سأترك الحديث عن الأفلام العربية والهندية والفرنسية وسآخذ الأفلام الأمريكية وخصوصا لهذه العشرة سنين الأخيرة ، البطل شاب وسيم بعضلات مفتولة وذكاء خارق ، يستخدم كافة الأسلحة الشرقية والغربية بمهارة لا تصدق مع ملاحظة أن عياراته النارية لا تنفذ ، ناهيك عن انه يجيد استخدام الحواسيب ومهما كانت صناعتها ، بطلة الفيلم لا تختلف عن بطلها بالمواصفات التي ذكرتها ، قصة الفلم محبكة بشكل جدي يشد إليه المشاهد ، سيارات حديثة متطورة تمتلك المواصفات التي لا يملكها إنسان ، فهي مرة سيارة مدرعة ، ومرة أخرى تدخل جوف البحار كأي سفينة أو غواصة ، مع قدرتها على أن تتصل بالأقمار الصناعية الأمريكية وغيرها لتحديد موقعها ومهماتها ، أغلب القصص تدور حول سرقة مبتكر علمي أو قنبلة ذرية سرقت من منشئها يرام بها تدمير الحضارة الأمريكية ، أو دوّل أوربا ، أغلب الممثلين كأنهم من الجنود الأمريكيين الذين عملوا أثناء غزو الكويت وما بعدها ، ويبدأ الصراع من أجل جلب تلك المعلومة المسروقة أو القنبلة المستحوذ عليها ، يبذل بطل الفلم وبطلته قصارى جهدهما من أجل العودة وأن كانت باللحظات الأخيرة لهذا الفتح العلمي أو لتلك القنبلة المسروقة ، ويضج مكتب الرئيس الأمريكي ونائبه ومكاتب الاستخبارات بالتصفيق لذلك البطل العظيم الذي أنقذ أمريكا والبشرية من دمار محقق ، و لربما يختلق كاتب السيناريو قصة مزعومة لبطولة الرئيس الأمريكي نفسه ، حيث يبدوا من خلال أحداث الفلم بأن الرئيس لا تهمه حياته الشخصية بقدر اهتمامه بشعبه الأمريكي أولا وبشعوب جيرانه ثانيا ، يقدم كل ما أتيح له من عقل وتمييز من أجل حياة من يرأسهم مضحيا بعائلته الشخصية من أجل سمو الهدف الذي حمّله به شعبه ، خلا صة القول أن البطل الأمريكي حاضر وجاهز عن الدفاع عن وطنه ورئيسه وإنقاذ البشرية المنوط بدولته العظمى .
التساؤل الذي بودي طرحه هنا ، هل أن السياسة الأمريكية هي فعلا كما نشاهدها بهذه الأفلام ؟ ، أم أنها فبركة فلميه لغرز أسطورة المخلّص الأمريكي بعقول السذج من الأكثرية الغالبة من المشاهدين من دول العالم الثالث ؟ ، وهل أن مقدم السيد (بايدن) نائب الرئيس الأمريكي بزيارته للعراق يمكن إدراجها بهذا الباب ؟ ، وهل إستجاب المتصارعون والمتكالبون على كعكة العراق لهذا المخلّص وأوامره لهم ؟ ، أني أجد أن الحل للمعضلة تشكيل الحكومة ، بل معضلة العراق بأجمعه بأيدي هذا المخلّص ومن بعث به للعراق ، وما عدى ذلك ماهم إلا بيادق تحركها أيادي هؤلاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا مخلص
علي الانباري ( 2010 / 7 / 13 - 07:57 )
سيد حامد
اليوم اجلوا اجتماع البرلمان
وغدا يؤجلونه
ولا احد يستطيع تخليص العراق من مصيبته لا بايدن
ولا اوباما
ولا نجاد
فكل هؤلاء دخلاء ابناء كلب
والساسة العراقيون تابعون لهؤلاء ولكنهم
انانيون
حاقدون على البلد
لا يثق احدهم بالاخر
يخافون على مستقبلهم المجهول
لا صاحب لهم ولا صديق
فنرجو ان يبدلنا الله خيرا منهم
ولك فائق احترامي يا استاذ حامد الجبوري

اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت