الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة والسينما

منى حسين

2010 / 7 / 13
الادب والفن


منذ قانون القبيلة وحتى عصر الأنفتاح والمرأة مشروع للتجارة والأستغلال. وحديثي اليوم عن المرأة في السينما - هذا الحقل الذي يحتل مساحة مهمة في حياتنا اليومية.
السينما العربية منذ بداية نشوئها قدمت قضية المرأة وحاولت الأرتقاء بوضعها الأجتماعي، وخاصة كونها تزامنت مع عهود لنهضات ثقافية وفكرية وسياسية اذ أن هناك افلام خلال حقبة السبعينات ناقشت قضايا المرأة دون الخوف من معارضة التقاليد مما جعلها نقاشات متحضرة وحقيقية.
اما الحديث اليوم عن المرأة في السينما فمختلف باشواط كبيرة. واذا قمنا بالتركيز على فيلم عرض عدة مرات في الفترة الأخيرة على قناة روتانا سينما، وهو فيلم (عمر وسلمى) من بطولة الممثلة مي عز الدين الممثل ثامر حسني، هذا الفلم أخذ اهمية واسعة وشاهده ملايين المشاهدين ومن مختلف الأعمار.
هناك لقطات في الفلم تظهر فيها مي عز الدين في وضع دوني لا يليق بالمراة اذ تتعرض لاهانات وبأطر متخلفة، وتبعث برسالة سلبية بخصوص قضية المرأة والشباب، ألا وهي اللحضة التي يبصق فيها الممثل ثامر حسني عليها وهي نائمة في فراشه. هذه اللقطة تدلل على أن هناك مجتمع بلا أخلاق أولا وثانيا تمثل اهانة كبيرة جدا جدا للمرأة. علما أن هذا المشهد كرر عشرات المرات في الأعلان التي تقدمه قناة روتانا سينما للترويج الى هذا الفيلم.
لماذا أقولها لكما أيها الممثلان، لماذا هذا التراجع في أسلوب الطرح؟
أين الفكر الأنساني؟
أين رقي القلم وابداعه؟
لماذا يستخدم جسد المرأة للتجارة؟
لماذا هذه العودة المظلمة الرهيبة بها الى عصور القبيلة؟
أين الحكمة التي تقول أعطيني مسرحا... أعطيك شعبا مثقفا؟
المرأة مسرح الحياة الحقيقي وجوهره.
كما وأن هناك الكثير مما يعرض يحط من شأن المرأة مثل قناة ميلودي أفلام، ماذا عن أعلانات (وديع) الذي يمتهن فيها المرأة ويحاول أن يحولها ورقة رابحة من خلال جسدها. الشاشة العربية دائما تستعمل جسد المرأة الورقة الرابحة لتجارتها.
أوجه كلامي الى كل الممثلات في العالم أؤكد كل ممثلات العالم النساء منهن وكل ممثلي العالم، أن يقدموا لهذه المجتمعات الرسالة الحقيقة التي يمليها عليهم ضمير الأنسانية. وأن يكفو عن استخدام المرأة كوسيلة لطرح قضاياهم المريضة، التي تجعل الأسرة والمجتمع يعاني من عقد الرجعية والتخلف، ولنقف صفا واحدا أمام اقلامهم وأفكارهم وأعمالهم السينمائية والتلفزيونية الموبؤة والمغرضة بهدف أذلال المرأة وتأخيرها.
اتمنى أن تصل رسالتي هذه الى أكبر عدد من القراء والكتاب والفنانين، وخصوصا المنتجين والمخرجين، للنهض سويا بقضية المراة بدلا من أعادتها الى المربع الأول حيث العبودية والظلام.
وأكرر مرة أخرى أنني لا أوجه الكلام الى هذا العمل بالذات بل أوجه الكلام الى حملة الرسالة الأنسانية التي تقع عليهم مسؤولية النهوض بتنظيم البنية الأجتماعية المبنية على أساس الأنسانية. ومن هذا المنطلق أطالب كل المعنيين من حكومات ومنظمات انسانية تعتني بحقوق المرأة وأن تحد وتحاسب، وتضع خطوط قانونية على أعمال التلفزيزن والسينما التي تحاول أن تحط من شأن المرأة سواء في الأعلانات أو الأفلام أو المسلسلات أو اي مواضيع أخرى.
الى حملة الفكر الأنساني فكر التحرر والمساواة اين مواضيع الرسالة الأجتماعية التي تبني الأسرة وتنطلق بتقدم المجتمع؟. المرأة في هذا اليوم تعاني الكثير من المشاكل والهموم التي تصنع أزمة التخلف والأنحراف. لماذا لا يقومون بطرحها بدلا من طرح مواضيع تحط من شأن المرأة وتهينها وتجعلها مشروع للتجارة والربح.
وأنتي سيدتي المرأة عليكي أن تفهمي أن كل ما يدور حولك أنما يصب من منبع واحد، ألا وهو أستخدامك للبيع كسلعة مربحة. قولي لا للبيع... لا للقهر والأذلال.. نعم للحرية والمساواة والأنطلاق. أرفضي أن تكوني سلعة فهذا هو الهدف. قولي لا للفكر الذي يعبء أنسانيتكي لأغراض الربح. قولي لا للمجتمع الذي يحاول استغلالك بشكل سلبي.
فكري جديا أيها الفنانة المؤدية الرائعة حاملة الرسالة والقضية، فكري جيدا قبل أن توقعي على أي عمل تقومي به، ولتأخذي بنظر الأعتبار أن نتاجك هذا يجب أن يبقى والموضوع الذي تختارين يجب أن يكون من لبة المشاكل الأنسانية التي تعيق تقدم المجتمع، فتقدم المجتمعات ورقيها يقاس من حجم مكتسبات المرأة في هذا المجتمع أو ذاك.
خلاصة الكلام الملاحظ في الفترة الأخيرة أن الأعمال السينمائية والتلفزيونية العربية والعالمية لاتقدم المرأة بنوع من الأحترام الذي تستحقه. ولا تطرح قضاياهم بالشكل الذي يدفع عجلة تقدم الأسرة والمجتمع الى الأمام.
الى كل دعاة التحرر والمساواة فلنحذر هذا الأنهيار، السينما هي هوية الفكر الراقي، والفن هو سجل تاريخ اي مجتمع. لننطلق بأقلامنا وأفكارنا وأعمالنا نحو زراعة ناجحة وصحيحة بأتجاة تحرر المرأة ومساواتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أنضم لقلمك
جبر العراقي ( 2010 / 7 / 12 - 23:03 )
السيدة منى
تحية طيبة
نعم موضوع السينما بشكل عام (اذا أخذنا بعض الأستثناءات) قدم المرأة بصورة سلبية بل أن هناك الكثير من الأفلام التي ساهمت بشكل كبير في الترويج لدونية المرأة واستعبادها. هذه المرة الأولى التي أقرأ فيها موضوع حول شكل طرح السينما للمرأة. نافذتك المشرعة تلك تستحق فعلا الوفوف عندها، وأتمنى لك الأستمرار.
كل تحياتي أكررها


2 - المراة والسينما
rabah ( 2012 / 1 / 24 - 10:10 )
السينما العربية وليدة جهد فكري للمراة ولو لم تكن المرأة لما وجدت السينما والمراة أمام الكاميرا ليست عاهرة وليست ملاك فخدمت السينما بكل ما تملك والفضل يعود لها وعلينا ان نقدس الممثلة ونعابرها نسيج حي للفن ومدرسة تقتدي بها الشريحة النسائية في طرح قضاياها الجوهرية ولو لا سينما المرأة لبقيت المراة مظطهدة وستظل المرأة الاخت والام والزوجة والحبيبة وبكيانها العاطفي والفكري وشكرا للسيدات الفنانات والمثقفات

اخر الافلام

.. الفنان درويش صيرفي.. ضيف صباح العربية


.. -بحب الاستعراض من صغري-.. غادة عبد الرازق تتحدث عن تجربتها ف




.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف