الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مونديال بلا سيكارة

محمد سعيد الصگار

2010 / 7 / 13
الادب والفن


ليلة البارحة كانت ليلة ليلاء،‮ ‬ليس بسبب المونديال والفرق المتنافسة والإنشغال بتشجيع منتخب على آخر؛ وإنما‮ ...‬

هذه ليست دعاية للتدخين والمدخنين،‮ ‬فأنا ضد ذلك،‮ ‬مع أنني‮ ‬أحتفظ بملف تاريخي‮ ‬عن نشأة التدخين لا‮ ‬يخلو من أدب وظرافة،‮ ‬وكنت دائما أخشى من نشره لئلا‮ ‬يضايق دعاة التدخين،‮ ‬وأنا الآن منهم بعد تجربة امتدت لسبعة وخمسين عاما،‮ ‬وما زالت متواصلة،‮ ‬ولا فخر‮ !‬

ومما لا فخر به ومنه وعليه‮ ! ‬أروي‮ ‬ما حدث لي‮ ‬ليلة البارحة،‮ ‬ساعة حملت نفسي‮ ‬على متابعة أحداث المونديال،‮ ‬وما لي‮ ‬في‮ ‬الرياضة شروى نقير‮ ‬غير ما‮ ‬يثيرني‮ ‬من ركلات الترجيح،‮ ‬وهو ما لا ترضى به ابنتي‮ (‬ريا‮)‬،‮ ‬وتصفه بالنزعة السادية‮ ‬التي‮ ‬تتلذذ بقلق حماة الهدف‮.‬

صعدت من مرسمي‮ ‬الذي‮ ‬يحتل الطابق الأرضي‮ ‬إلى حيث تقيم العائلة في‮ ‬الطابق الأول‮. ‬
ولا فخر،‮ ‬أيضا،‮ ‬في‮ ‬حقيقة كوننا مدخنبن جميعا‮. ‬وانتبهنا جميعا إلى أننا لا نملك في الجيوب، ولا في‮ ‬البيت،‮ ‬في‮ ‬هذه الساعات الحرجة،‮ ‬لا علبة كبريت،‮ ‬ولا ولاعة،‮ ‬وصار بيننا وبين موعد النوم التقليدي‮ ‬ما‮ ‬يقرب من ساعتين وأكثر بدون تدخين،‮ ‬وجاءت نتيجة الموندبال مفرحة لأكثر الناس،‮ ‬إلا لنا،‮ ‬فكبف لنا أن نساهم بأفراح الناس،‮ ‬وننفعل معهم بدون سيكارة؟

كانت ليلة الأحد،‮ ‬كما تعلمون،‮ ‬والمخازن كلها مغلقة،‮ ‬فالكل منصرفون إلى متابعة المونديال،‮ ‬ونحن معهم؛ ولكن أين السيكاير التي‮ ‬تثير الإنفعال؟

هرع كل منا للبحث عن شموع مما‮ ‬يحفل به البيت عادة،‮ ‬لإيقادها لتغذية ما نحتاج إليه من بصيص نور‮ ‬يولع السيكارة،‮ ‬ولكننا لم نجد،‮ ‬رغم احترازنا التقليدي‮ ‬لانقطاع التيار لسبب ما،‮ ‬وضرورة توفر مقدار منها لهذا الغرض‮.‬

لم‮ ‬يبق إلا الإستعانة بما تبقى من شموع الميلاد الصغيرة التي‮ ‬نوفرت من أعياد ميلاد أحفادنا‮. ‬وغادرها الوقت،‮ ‬ولكننا حاولنا إحياءها بلسعات من النار لكونها أقصر من أصابعنا‮. ‬ونحن،‮ ‬بالمناسبة،‮ ‬حريصون على أن لا ندخن بحضور الأطفال،‮ ‬وننتظر بشوق أن‮ ‬يكبروا ويسمحوا لنا بالتدخين‮.‬

إذن لا نار ولا ولاعة،‮ ‬ولا كبريت،‮ ‬غير حرقة قلوبنا في‮ ‬متابعة ما شغل به العالم من متابعة نتائج المونديال التي‮ ‬شغلت العالم بنتائجها، وشغلتنا في‮ ‬توفير ضوء‮ ‬يسير‮ ‬يولع سيكايرنا،‮ ‬ليواكب انفعال العالم‮.‬

الأحفاد‮ ‬يسعدوننا دوما بما فاتنا الإلتفات إليه‮. ‬وقد أسعدونا بعض هذه الليلة بأعقاب الشموع التي‮ ‬أخذت بالتآكل‮.‬

أخذت المنفضة الآن بالتهام ما أبقيته فيها،‮ ‬وتضاءلت قدرة الشموع وانطفأت،‮ ‬وأنا ذاهب إلى النوم الذي‮ ‬سيتعثر حتما‮.‬

طابت ليلتكم‮.
 ‬








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى ابو ريا
محمد الرديني ( 2010 / 7 / 13 - 08:44 )
عزيزي ابو ريا
في الاحد الماضي قررت ان اترك عرى التخين معي بعد صداقة لدودة لمدة خمسة واربعين عاما
اخترت الاحد الماضي لانه يوم الاستقلال الامريكي من المستعمر البريطاني
ومرت الساعات الطوال وانا اقنع النفس بالجلد والصبر على مصائب الامور
حين استقيظت يوم الاثنين شعرت بحاجة لللاكل فاكلت ولاول مرة في حياتي شعرت بحاجة الى الفستق والشيكولاتة والسمسمية فاكلت وشعرت بعدها بفيض من الحاجة الى النوم فنمت
ولم يكن يوم الثلاثاء باحسن من سابقه اذ كان علي ان آكل كل ساعة ونصف وابحث عن مزيد من الحلويات في زوايا الدواليب كما يتحتم علي ان انام اكثر من 15 ساعة في اليوم
مر اسبوع على هذه الحال، اجتر الاكل ثم الحلو ثم النوم الى جاء يوم الاحد الماضي فلم اجد بدا من اعلان استقلالي انا الاخر ولك بعد ذلك ماتفسره فقد وجدت ان القراءة بدون دخان مثل عضو البرلمان العراقي بلا اجتماع
تحياتي


2 - صديقي الصكار
الحكيم البابلي ( 2010 / 7 / 13 - 18:04 )
أخي العزيز أبا ريا الورد
الشهر الماضي أعلنت الولاية الأميركية التي نحنُ فيها قانوناً يمنع التدخين في كل المرافق الحياتية للولاية عدى بيوت الناس ، مما سبب ضيقاً لكل المدخنين ومنهم زوجتي التي حتى لا تريد الشروع ولو في تجربة صغيرة لترك التدخين
هي المدخنة الوحيدة في عائلتنا ، ودائماً تحدث بيننا وبينها صدامات مُضحكة أحياناً ، كوننا نتهمها بعدم إحترام مشاعرنا وصحتنا ، وهي تتهمنا بالتحجج عليها وتطويق حرياتها
شخصياً كنتُ مدخناً شرهاً ، لكني نذرتُ التدخين لروح أخويَ الوحيدين واللذان قتلا في حرب الغبيين صدام والخميني ، ولم أدخن منذ سنة 1988، وعلى عكس لازمتك ( تعلوكة ) ... لي الفخر وأتباهى بهذا المنجز
لكن يبقى التدخين برأيي مسألة شخصية لو حاول المدخن أن لا يُضايق بقية الناس ، لأنه ثبت وبصورة قاطعة لا تقبل الشك بأن الذي يتواجد في أماكن الدخان هو مُدخن من الدرجة الثانية وبدون أن يدري ، وهذا إجحاف في حقوق الناس
أما من كان له طفل في البيت ، فيتوجب عليه التفكير عشر مرات قبل أن يُشعل سيكارة واحدة تحياتي صديقي أبا ريا ، اتمنى لك وللعائلة الصحة والخير والسعادة ، وترك التدخين ، بعون العقل


3 - الى الصديقين الرديني والبابلي
محمد سعيد الصگار ( 2010 / 7 / 13 - 19:29 )
عزيزي محمد الرديني
ما الذي يضايقك في أكل الحلويات
كل ونم قدر ما يتطلب الأمر ولا بأس في زيادة الوزن ما دام يبعدك عن التدخين
فالعالم الآن يتجه إلى إخلاء الكرة الأرضية من دخان السيكاير والإبقاء على دخان الحروب
جرب ثانية واخبرني

أخي الحكيم البابلي
هذه أول رسالة ناشفة من جنابك العزيز
أين ظرافتك ومرحك؟
ولماذا استيقظت حكمتك اليوم يا أبا لقمان؟
إسمعني يا أبا لقمان أنا أقدر حرصك على سلامتي وأخبرك بأنني على ما تحب من صفاء الذهن والكتابة والتأليف وعدم الإهتمام بشروط لا أحبها
وأنا أماطل سرطان البروستات والسكري وانسداد الأوردة وأدخن
ماذا تريد أكثر من شيخ درج إلى السابعة والسبعين
لك شكري ومحبتي


4 - الوقت الضائع
فارس اردوان ميشو ( 2010 / 7 / 14 - 00:54 )
استاذنا الكبير والعزيز الصكار
انا مثلك مغرم بالسيكارة ، واستمتع كثيراً بالتدخين ، ولايهمني ان عشت سنة اكثر او سنة اقل المهم ان استمتع بالحياة كما احب ، دائماً اقول لصديقي الحكيم البابلي انني اعيش بالوقت الضائع ، لان من نجا من الطاغية وحروبه لايخاف من ضرر سيكارة ، ولابد من الرحيل يوماً
وكما قال الشاعر الشعبي
ما طول كهوه وتتن كل الامور تهون فنجان عكب المسا ونعمر الغليون
وانا اضيف الى القهوة والتتن مشروبي المفضل العرق
تحياتي

اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع