الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انها سخرية القدر

احمد عبد مراد

2010 / 7 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



اصبحت الازمة السياسية في العراق حديث الشارع ولم تعد تعني السياسيين فقط ،فهموم الناس باتت لاتحتمل ومعاناتهم لا
تطاق فالناس محاصرة بالعوامل الطبيعية التي لايقوى احد على تعطيل مفعولها وكذلك محاصرة بارادات ورغبات ونزوات
الساسة الذين فازوا بالانتخابات في يوم السابع من اذار بعد ان اوهموا جماهير الشعب العراقي بأنهم سوف يحققون لهم كل اهدافهم ويجنبوهم معاناتهم وعلى رأس تلك المعانات الماء والكهرباء وازمة السكن والبطالة وخلق بيئة نظيفة وخلاصة القول (حياة حرة كريمة)
لقد اصبح المواطن العراقي كما قيل في الطير المذبوح ( لاتحسبوا رقصي بينكم طربا فالطير يرقص مذبوحا من شدة الالم)هكذا هي حال المواطن العراقي المبتلى بساسة لاتهمهم الا مصالحهم والحفاظ على كراسيهم .
اليست هذه سخرية القدر ان تتمنى وترجوا وتحلم ان تخرج من طامة كبرى متمثلة بحكم صدام المقبور لتقع تحت ارادة
اناس تنتخبهم بنفسك وتسلطهم على مقدراتك ليسوموك سوء العذاب، بعد ان وعدوك بالجنة والحياة الهانئة السعيدة .
لقد تركوا هؤلاء السادة المنتخبين الناس تواجه مصيرا مجهولا وحسابات غامضة وحيرة من الامر ووضعوهم فى فوهة المدفع فالارهاب والقتل والملاحقات من وراءهم والحصار والمهانة والفقر والجوع والحيرة من امامهم ،فأين وعودكم يا اهل الوعود واين برامجكم يا اصحاب البرامج، لقد وقع الشعب ضحية تلك الوعود والبرامج الكاذبة الهزيلة وها انتم تتمادون في قهره واذلاله بصراعكم المرير والمنقطع النظيرالممتزج بالانانية وحب السلطة والتحكم برقاب الناس وتجويعهم.
ها هو الانسان العراقي اليوم يتهكم ويتندر لما آلت اليه الاحوال بعد ان وقع( الفاس بالراس) وبانت حقيقة هؤلاء السياسيين وانكشفت الاعيبهم وزيف شعاراتهم و راح المواطن العراقي يعزي ويواسي نفسه بما جنت سبّابته حين خضبها بالحبر البنفسجي من اجل حفنة من السياسيين اقل ما يمكن ان يقال عنهم انهم عديمي الشعور بالمسؤولية وآلام وهموم الجماهير الكادحة .
اذن كيف تجسد ذلك التهكم وتلك المعانات وبأي صورة صورها المواطن البسيط المحبط من جهة وصاحب الاحساس الشديد والشعور بالمسؤولية بنفس الوقت ،لقد دعى المواطن العراقي القادة السياسيين العراقيين الى تفويض امرهم الى الله والاحتكام الى الاخطبوط المونديالي عسى ان يكون الحكم العادل المحايد والذي هو فوق الشبهات باحكامه وخياراته والذي لا تأخذه بقول كلمة الحق لومة لائم وربما تأتي احكامه التمييزية فوق احكام المحكمة الاتحادية العراقية ، في حين ذهب قسما آخر من ابناء شعبنا لان يقترح على ساستنا المنتخبين الذهاب الى ( سوبر ستار ) لتقديم ما لديهم من مواهب وقدرات فنية في مجال الغناء والرقص وهز الوسط الفني والسياسي والاحتكام لتصويت الجماهير ومن يحضى بموهبة العرض والهز والغناء والتمايل واللعب على الحبال ومصائر الشعوب سوف يحضى بأعلى الاصوات ومن خلال ذلك يصبح المؤهل لتشكيل الحكومة العراقية، ولكن الامر لا ينتهي عند هذا الحد فلدينا ( الخيرة) انها مجربة ويمكننا الاستعانة بهذه الوسيلة الناجحة جدا والتي لاتخيب الآمال والاماني حيث لا يمكننا ان نعدم اية وسيلة يمكن ان تخرجنا من هذا المأزق. ،انها حقا لمهزلة ما بعدها مهزلة ..
انه لخيال وشعور مرهف ممزوج باللوعة والمرارة والاحباط جراء النتائج الكارثية بمعنى الكلمة التي جرتها علينا مواقف
الساسة الذين وضعوا مصالحهم الشخصية والفئوية والمذهبية والجهوية فوق مصالح الشعب ومعاناته التي لا تعد ولا تحصى.
لقد وضعوا كل القيم والمبادئ خلف ظهورهم فلا نتائج انتخابات يلتزمون بها ولا قرارات محكمة يقتنعون بها ولا دستور يحتكمون اليه ،الكل يتحدث عن خطورة الفراغ السياسي والاجراءات اللادستورية والمتاهات الخطيرة المترتبة على ذلك. ولكن بنفس الوقتمن حق المواطن ان يتسائل من المسؤول عن كل المصائب التى حلت بالشعب والوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: القضاء يصادق على مذكرة توقيف بحق الرئيس الأسد بشأن هج


.. بعد صعود اليمين.. أي تحول في العلاقات المغربية الفرنسية؟ • ف




.. أسانج يصبح -رجلا حرا- بقرار قضائي أمريكي ويعود إلى بلاده أست


.. المباني سويت بالأرض.. مشاهد من البحر تظهر الدمار الهائل بساح




.. مسن فلسطيني: راجعون راجعون لن نتحول عن فلسطين