الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اجتماعات الطاولة المستديرة أم اجتماعات المثلث والنجمة

فاطمة عطا العبودي

2010 / 7 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


جاري العمل وبشكل مكثف من قبل الكتل السياسية العراقية للتباحث في ما بينها لغرض التوصل إلى حلول مشتركة ترضي رغبات الجميع بتولي الحكم دونا عن مشاركة السلطة . فالسلطة لديهم تاج أوحد غير قابل لتقاسمه أو المشاركة فيه , سمعنا وما زلنا نسمع عن الاجتماعات المتعددة لتلك الكتل لغرض الوصول إلى حل يرضي جميع الإطراف ويلبي رغباتهم المنكوبة على الحكم والنفوذ بالسلطة السياسية .إلا انه عند تصريحات السياسيين في الكتل باعتبارهم ناطقين عن لسانها إنهم لم يتوصلوا إلى حلول لتكوين نواة تشكيل الحكومة على الرغم من كثرة مرات انعقادها .
إن الاجتماعات تكون على أساس الطاولة المستديرة للشركاء لكي يكون التأثير أكثر فعالية والتوجه نحو مخرج للأمر موضوع النقاش وعادة يجلس الأشخاص ذوي المكانة السياسية العالية المتمثلة برؤساء الكتل السياسية الفائزة بعدد الأصوات الأكثر بالانتخابات البرلمانية على راس الطاولة إلا إن الطاولة المستديرة لا توفر هذه الخصيصة لأنها مستديرة ويكون الإطراف كلهم على قدم المساواة بالجلوس فلا مقارنة أو مفاضلة من شخص لأخر في هذه الاجتماعات على هذه الطاولة .إلا إننا لم نسمع عن اجتماعات الطاولة المستديرة إلا قليلا جدا من قبل الكتل السياسية لأنها لا توفر لهم ركيزة النفوذ والهيمنة ولأنهم لا يرغبون بالتوصل إلى حل بشكل يؤثر على مكانتهم .عادة يجلس الأشخاص في مواقع النجمة على يمين ويسار رئيس الاجتماع وفي الوسط أيضا إذ مركز طاولة الاجتماع ونجد مواقع المثلث تكون في نهاية الطاولة وهذا المركز يعبر عن الشخص المنطوي أو المنزوي إذ يخبرنا من مكان جلوسه بأنه مساهم سلبي ليس لديه أية مشاركة أو انه شخص لا فعال لأنه على الأرجح سيتلاشى ليتحول إلى منشور خشبي باختياره هذه الأماكن(1)لم نرى الاجتماعات التي جرت والتي ما زالت جارية على حد قول المسؤولين .إلا إنني اعتقد إنهم في مواقعهم يأخذون مواقع النجمة إلا إنهم بالحوار والمناقشة يتصدرون مواقع المثلث .كيف يمكن للاجتماعات إن تحقق النجاح والوصول إلى الهدف المنشود من إقامتها في حالة وجود إطراف متعددة رئيسية لها نفس المصالح الغير قابلة للانقسام أو التجزئة ليتم مشاركتها مع الآخرين ؟هنا لابد من تحديد بعض المفاهيم والأفكار لدى ذات الأشخاص المجتمعين ليتمكنوا من الوصول إلى الهدف المنشود :-
1-لابد من التمييز بين مفهوم الحكم والقيادة وعدم مزجهما أو اختلاطهما فالحكم يترأس الهرم السلطوي للدولة من ثم القيادة المتمثلة بيمين الهرم ويساره السلمة الثانية بتسلسل الهرم السلطوي . هنا لابد من الإشارة إلى إن هذا الهرم يتحكم به نوع النظام السياسي المتبع للدولة المعنية .
2- إن مهمة ممارسة الحكم في دول العالم الثالث ليست ذات طابع ثيوقراطي باعتباره حق الهي ممنوح من قبل الرب عن طريق الرعية (الشعب )كالانتخابات حاليا ليتمسك من يفوز بالانتخابات بالمرة الأولى ليكون حق مقدس له لا يمكن التنازل عنه أو التفاوض عليه ,نجد هذا واضحاً بالتجربة الديمقراطية في العراق التي يراد بها إن تتحول من نظام الحكم الديمقراطية إلى نظام الحكم الثيوقراطي من خلال الإصرار بالتمسك بمنصب رئيس الوزراء إذ إن كل كتلة تحاول إن تجعله ملكاً لها متناسية إرادة الناخب وتجاهلاً لأسس الديمقراطية.
3- إن القاعدة الراسخة للاجتماعات تتمثل بالمفاوضة وطبيعة التفاوض , والتفاوض الناجح هو إن يخرج جميع المتشاركين بالاجتماع من هذه المفاوضات بالرضا والشعور بالنجاح والراحة إذ إن تحقيق الفوز لا يعني بالضرورة ان يكون هناك طرف خاسر كما هو العمل في نظرية اللعبة الصفرية في إطار العلاقات الدولية لان هذه الأخيرة تمتلك مصالح متصارعة سواء كانت دولية أو وطنية أن الاجتماعات داخل البلد الواحد في إطار السلطة والحكم لا تكون مصالح متصارعة بل على العكس فان الكل يعمل على تحقيق المصلحة العليا للبلد والشعب إذ لا تصارع والسيادة للتعاون والمساواة بتقاسم الحقوق والواجبات لكننا نجدان العراق عبارة عن حلبة مصارعة سياسية أدواتها خرق الدستور والتلاعب بتفسيره وقانونه الرغبة بتولي الحكم واستخدام السلطة انطلاقاً من مفهوم غير ناضج للسياسيين لوضع البلد وما يمر به.
4.التغلب على الشعور أو الإحساس بالتغلب وهو ركيزة متوسمة بشخصية العربي بشكل عام والعراقي بشكل خاص كما جاء في كتابات الدكتور علي الوردي من الناحية النظرية والتطبيقية التي نلمسها أينما ذهبنا حتى في اصغر وحدة اجتماعية ومؤسساتية .
5.جعل المصلحة العامة المتمثلة برغبات المواطن والناخب العراقي في قمة جدول الاجتماعات والمفاوضات
-ان النزول الى رغبات المواطنين وتحقيق ما يقارب نسبة 25% منها فقط سوف يعكس ثقة الأخير برجال الدولة ويجعلهم يؤمنون بالعملية السياسية بعدما أصابهم الإحباط وخيبة الأمل
في هذه السطور لا أخاطب السياسيين ورجال الدولة لأنهم سوف لن يفهم او يعوا ما مكتوب هنا لأنهم يمتلكون مفاهيم ثابتة غير قابلة لاستبدالها لديهم لغرض إحلال مكانها قوانين ومفاهيم لعبة الحياة الديناميكية والمواقف الارتجالية الضرورية في الوقت المناسب لاتخاذها ,إنما أخاطب الشعب باعتباره صاحب السلطة الأصلي ومانح الشرعية لرجل السياسة لكي يأخذوا حقهم لان الحق يأخذ ولا يعطى

---------------------------------------------------------------
• انظر كارولين بوييز,لغة الجسد,الطبعة الاولى 2010,ص158








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في شمال كوسوفو.. السلطات تحاول بأي ثمن إدماج السكان الصرب


.. تضرر مبنى -قلعة هاري بوتر- بهجوم روسي في أوكرانيا




.. المال مقابل الرحيل.. بريطانيا ترحل أول طالب لجوء إلى رواندا


.. ألمانيا تزود أوكرانيا بـ -درع السماء- الذي يطلق 1000 طلقة با




.. ما القنابل الإسرائيلية غير المتفجّرة؟ وما مدى خطورتها على سك