الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى متى يبقى العراق أرض السواد ؟؟

روناك خان أحمد

2010 / 7 / 13
الادب والفن


رواية أرض السواد للروائي المبدع " عبدالرحمن منيف " والتي تقع في ثلاثة أجزاء وبـ " 1400" صفحة كانت لي جولة ممتعة مع هذه الرائعة الأدبية لأعيش في أرض العراق وفي حكم أقوى الولاة الذين حكموا البلاد وهي فترة الوالي داود باشا ... عشت مع طائر الحمام وفيضان دجلة وهدوء الفرات وعبق بساتين الأعظمية وآمال أهل الصوبين في بغداد ... عشت مع النخيل والأهوار في الجنوب ، وعناد البدو الرحل في الصحاري والسهول ، وكم تمتعت مع خرير مياه الشلالات وألحان البلابل وتمرد القبج في الشمال ... كل هذا في أرض السواد في العراق ... ومع والي أراد أن يثبت أركان الحكم في هذا البلاد ليعيش الناس في أمن وإستقرار ووئام ... فبدأ الزحف من الشمال إلى بغداد فقضى على حكم سعيد باشا ... وتَيقن بأن أركان الحكم لن تستقيم إلا بالقضاء على كل الذين يخلون بالأمن ويعتبرون السلب والنهب والقتل ومعادات الدولة والتجاوز على القانون من الإصالة والرجولة فيقف الوالي وقفته وينجح بالقضاء على هؤلاء المتمردين كما يصف ذلك الروائي في روايته في الغرب والجنوب والشمال ... ثم يبدأ ببناء أركان دولته بوضع حد لأطماع رجال إستهوتهم السلطان والصولجان أمثال عليوي آغا ...
وفي الجولة الأخيرة من كفاح هذا الوالي ومن أجل العراق يخطط وينفذ لوضع حد لأطماع وسلوك القنصل البريطاني في بغداد آنذاك الذي كان ينظر بعين السخرية والريبة للعراقيين ولكل ما هو شرقي ويعتبر نفسه صاحب السيادة والأمر والنهي وأصحاب البلاد غرباء أذلاء ، فيجبره داود باشا على مغادرة أرض السواد " العراق " ... لينعم أهل البلاد وكل العباد بالرخاء .
إن رواية أرض السواد ملحمة حب عراقية لكل أبناء العراق وبكل أطيافهم ومللهم ونحلهم ... إن حبهم للعراق كان رائعاً في كل حركاتهم وسكناتهم ، في بساطتهم وجبروتهم ، وفي كل آمالهم وأحلامهم وردود أفعالهم ... ليكون للبلد حصة تفوق كل الحصص .
وكم كنت أتوقع وأتأمل بأن رواية بهذا الحجم قد لا تخلوا من قصة حب واقعية أو حكاية عشق مثالية أو غرام شاب أزلية ... ومن يسمح للكاتب المبدع هذا المنحى غير إنشغال الناس بما كان يحيط بهم من ظروف وهموم ودورب قد أنستهم من متع العيش وضرورات الحياة وهو الحب... ليبقى في الأزل غرام أهل الصوبين لبغداد وليستمر عشق إبن الجنوب لهوره وعشق إبن كردستان لجباله وعيون مياهه ، ويديم حب الجميع لهذا الوطن الخالد العراق ... فقط العراق الذي كان فيه العربي والكردي ، الشيعي والسني ، المسيحي والمسلم والصبي والإيزيدي لتنصهر كل تلك المسميات في بوتقة حب العراق... هكذا كان العراق رائعاً ، ولن يكون العراق كذلك إلا إذا كنا كذلك مثل أجدادنا ويكون فينا قائد بالقول والفعل... قائد رائع ومحب لعراقه ، لا يجامل ولا يجادل أحداً على العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا