الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاقدو البصر العراقيين لم يفقدوا بعد بصيرتهم لتنسوهم!

عزيز الحافظ

2010 / 7 / 13
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة


في كل مجتمعات الكون المتحضرة هناك رعايات للاطفال ولذوي الإحتياجات الخاصة وهناك مراكز حكومية واهلية وتكافلية بل وحتى من منظور إعلان حقوق الانسان العالمي يكون الانسان الفاقد لبعض حواسه مركزا للرعاية الوطنية حكوميا ومجتمعيا من باب إنساني واخلاقي.
في وطننا الصابر هناك بعد مجيء الاحتلال تشكلت الالاف من منظمات المجتمع المدني منها بل واكثرها ارتكز على جانب الفاقة والحاجة والرعاية الحكومية المفقودة لذوي الاحتياجات الخاصة ولما دخلت المنظمات الانسانية المصاحبة للاحتلال حصلت بعد حين ظاهرة إنحسار تشكيل هذه المنظمات الوهمية التي استفادت من جهل المقابل الدولي لها في معرفة البيئة الحقيقية للارتكاز السكاني المحتاج للرعاية ومد يد العون. فاختفت مئات المنظمات المتاجرة بالشعارات الرنانة بعد ان نالت بعض المكاسب المادية او احيانا الايفادات والدورات.
من الشرائح المهملة في الوطن المكفوفين فلايوجد مركزيا جهاز إحصائي بهم يشمل بياناتهم واعمارهم وهواياتهم وسكنهم الجغرافي ونسبتهم للسكان واسباب العمى (وقتي) (دائمي ) طبي ––ولادي –مرضي- أو اسباب أخرى ولكن توجد في اغلب المحافظات جمعيات تهتم بهذه الشريحة لااعرف هل هي طوعية التشكيل والتمويل او مسجلة في منظمات المجتمع المدني الذي صورته التشريعية مغيبة لحد الآن بالشكل الذي يخدم هذه الشريحة الفاقدة نعمة البصر.
أستوقفني خبر صغير أن محافظة منسية هي بحر وليس بئر للابداع مما خرج منها من اجيال سياسية وثقافية متميزة هي ميسان فيها الجمعية الوطنية العراقية لرعاية المكفوفين وأن عدد المكفوفين المسجلين طبعا وليس جميعهم (مسجل) هو 250 مكفوف والشكوى الاولى لهذه الجمعية ليس من توفير عمل يناسب هذه الشريحة أو ابراز مواهبهم الفنية او العلمية او التطويرية بل هو هم واحد لاغيره أسمه البؤس في الراتب الضئيل!!
تصوروا ان هذه الشريحة تنال 50 الف دينار شهريا على طول مساحة الوطن ؟ مايعادل32$ أمريكي؟ ومن راتب الرعاية الاجتماعية البائس اللامدروس لاأريد الاستبحار في تبويب صرفيات هذا الراتب البخس الثمن والذي لايشكل قيمة تذكر في حياة الانسان العراقي اليومية وهو يذهب نصفه حتى للعلاج في العيادات الشعبية ولكن متى تستفيق حكوماتنا لؤاد الظلم لمثل هذه الشرائح؟ متى يستيقظ ضمير من لايستطيع إحصاء راتبه الشهري لضخامته ونوعيته وتشعب تبويبه الحسابي ! وهو مسؤول عن رعيته.ساترك التحدّث عن الارامل والفاقة لان مقام الحديث هنا عن المكفوف فاقد البصر مستنير البصيرة هل يشكل مثلا مبلغ 200$ شيئا ذا قيمة مؤثرة على ميزانية الحكومات المحلية او المركزية هو راتبهم التخصصي كمكفوفين حصرا حصرا؟
ناهيك عن برامج الرعاية الصحية الملزمة للحكومة بان تحتضنهم علاجيا فهناك في الهند وروسيا وايران حتى ،مراكز علمية متطورة لطب العيون و متميزة يمكن معالجة الحالات التي تستحق العلاج وعلى نفقة الدولة التي تصرف مليارات على الحمايات المعروفة! ثم يمكن الاستفادة من مواهب هولاء المكفوفين في الرياضة او الفنون وهناك كان لفريق كرة القدم للمكفوفين العراقيين صولات اسيوية وعربية سرعان ماخفت بريقها.
دعوة للبرلمان الذي بدأ أعماله ولم يبدأ وهذه ليست أحجية! ان تقوم لجنته المختصة بالخدمات او منظمات المجتمع المدني والتي سُتنتخب بعد حين غير معلوم! بأن تضع حدا لسحق كرامات الفاقدين نعمة ما في الوطن وذلك برفع معنوياتهم عن طريق رفع سقف الكرامة في نفوسهم المتشوقة للانصاف برواتب مجزية تشريعيا وبرامج اولوية في السكن والرعاية الصحية والتعيين بما يناسب العوق وسفرات ترويحية تجعلهم لايحسون بالعزلة ولكن الالم ان المكفوف العراقي اليوم لايرى مانراه ولايتالم مانتألم ! ولانحسده!نعم قد يسمع بما نعيشه ولكننا نراه ونصمت وتنسحق كرامة الصبر فينا كل يوم اليست أزمة الكراسي والمناصب اليوم سعيرها اقسى من حرارة الوطن البالغة فوق الخمسين درجة!! هذا يكفي لكي نسجل انفسنا اعضاء شرف في جمعيات المكفوفين قسرا!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بقبول مقترح -خارطة الطري


.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان




.. إسرائيل وافقت على قبول 33 محتجزا حيا أو ميتا في المرحلة الأو


.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يتظاهرون في باريس بفرنسا