الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


14 تموز والصراع على السلطة في العراق

عبدالمنعم الاعسم

2010 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



الصراع على السلطة.. الاستفراد بها والتآمر عليها.. اضاع ثورة 14 تموز من بين اسباب اخرى، رئيسية وتفصيلية وجزئية، وبمعنى ما، اضاع العراق (في ذلك الصراع) فرصة بناء جمهورية دستورية مستقرة تتمتع ملايينها بالرخاء والحياة الامنة والحرية، وقومياتها وطوائفها وعقائدها بالاحترام والحرية، ويجد بيانها الاول ووعوده مدى للترجمة الى اواقع.
وكان المستفردون والمتآمرون (وبعض اتباعهم ومريديهم في قلب الصراع الدائر الان على السلطة) يبررون موقفهم، آنذاك، بشعارات المصلحة الوطنية من جهة والمصلحة القومية من جهة اخرى، وإذ تمادى فريق منهم في التآمر والتجييش والغدر، فقد وجدت الجمهورية الاولى نفسها في بركة دم ومسلخ بشري، وصراعات مديدة ومدمرة متناسلة لم تتوقف عند حد حتى اليوم.
صحيح القول ، في علم الاجتماع والسياسة، بان الصراع على السلطة، صراع اجتماعي في جوهره، بما يمثل من ارادات وتصورات لمستقبل البلد، وما يستقطبه من شرائح اجتماعية تتوزع على هذا القطب او ذاك، وعلى هذا الخيار او سواه، لكن المتصارعون كانوا سيجنبون العراق هذا الضياع وتلك الفظائع لو انهم احتكموا الى الاسلوب الديمقراطي، والى فسح المجال امام الملايين لتتدرب على الديمقراطية واختيار النظام السياسي المناسب.
وصحيح القول، ايضا، بان الشريحة العسكرية التي قادت انقلاب الجمهورية الاولى، كانت تحت تأثير موجة الحركات الوطنية التحررية من الاستعمار والتبعية في مطلع واواسط القرن العشرين، وانها وربما غالبيتها) لم تكن مشبعة بافكار الديمقراطية واحترام الحريات وتداول السلطة وحسن ادارة بلد متعدد الاطياف والعقائد، وانها وُضعت منذ الايام الاولى للثورة تحت ضغط التآمر والتدخل الخارجي المتعدد والمعقد الاشكال، لكن المحصلة النهائية لتجربة الثورة، كشفت عن خل قاتل لدى الطبقة العسكرية الانقلابية يتمثل في نمو نزعة الديكتاتورية الفردية، ثم الفئوية، بمديات واسعة وخطيرة، من جانب، وانحسار الفعالية الشعبية، والتباس وعي النخب الطليعية لكبح الاندفاع في الصراع على السلطة وترويج خيار الديمقراطية والحيلولة دون اغتيال الثورة، من جانب لآخر.
وصحيح القول، اخيرا، بان ثورة 14 تموز، حدثت في ظل (بل وفي ذروة) الحرب الباردة بين معسكري الرأسمالية والاشتراكية.. بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.. وانها راحت ضحية هذا الصراع وظلاله وامتداداته وتعقيداته في الاقليم العربي، غير ان ضيق صدر وافق المتصارعين على سلطة المستقبل وانانية وخطايا و"جرائم" قادتهم عمّق هو الاخر من اثر الحرب الباردة، بل وجعل العراق ساحة لتصفيات الحساب ونزعة الهيمنة بين القوتين الدوليتين المتصارعتين، ومرة اخرى، ضاعت الفرصة على مشروع الدولة الوطنيةالعراقية لكي يعبر الى ضفاف السلامة باقل الخسائر.
الصراع بين قائد الثورة وزعيمها الوطني عبدالكريم قاسم وشريكه ونائبه عبدالسلام عارف يحتاج الى مراجعة معرفية وتاريخية على ضوء ما حصده العراق من كوارث بنتيجة صراعمها، وقد يُختزل الامر الى نصيحة (الآن) بوجوب الحذر من اغواء الصراع على السلطة.. بين اي اثنين قُدّر للعراق ان يتمرمط بين هوسهما للسلطة.
ــــــــــ
كلام مفيد
" الريش الجميل لا يصنع طائرا جميلا ، دائما".
قول ماثور








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعش يتغلغل في أوروبا.. والإرهاب يضرب بعد حرب غزة | #ملف_الي


.. القرم... هل تتجرأ أوكرانيا على استعادتها بصواريخ أتاكمز وتست




.. مسن تسعيني يجوب شوارع #أيرلندا للتضامن مع تظاهرات لدعم غزة


.. مسؤول إسرائيلي: تل أبيب تمهل حماس حتى مساء الغد للرد على مقت




.. انفجار أسطوانات غاز بأحد المطاعم في #بيروت #سوشال_سكاي