الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسيون العراقيون لايمارسون اللعبة الديمقراطية بامانة!!

عبد الجبار منديل

2010 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



النظم السياسية لا تغير البشر . والنظريات السياسية المثالية والجميلة لا تخلق بشرا جدد.

ونجاح العقيدة السياسية هو ليس فقط بما تحتويه من نصوص بل بالبشر اللذين يقومون بتطبيقها . والا لكانت الاديان قد جعلت من البشر ملائكة على الارض منذ قرون طويلة .
منذ القرون الوسطى حاول بعض الفلاسفة تخفيض سقف الافكار والمغرقة بالمثالية والتي يستحيل على البشر تطبيقها وخلق عقائد اقرب الى الواقع يمكن تطبيقها من قبل بشر لهم ما لهم من عيوب ومثالب واخطاء ورذائل فتنازلوا عن المدينة الفاضلة واليوتوبيا الى الديمقراطية والاشتراكية . ولكن حتى هذه طبقها الناس بطريقتهم الخاصة ونزعوا الكثير من مثاليتها .
هنالك الكثير من الامثلة في هذا المجال فالمدارس الاسلامية السياسية المختلفة فشلت في تكوين بشر يفهمون جوهر الافكار الاسلامية ويطبقونها . والمدارس الاشتراكية المختلفة فشلت في خلق انسان اشتراكي يؤمن بالاشتراكية ويطبقها بكل مبادئها والمدارس الديمقراطية فشلت هي الاخرى برغم مرور مئات السنين على نشأة هذه الافكار في خلق بشر ديمقراطيين يطبقونها بكل مبادئها . وبالطبع فان العملية نسبيه بالنسبة للبلدان التي تطبق النظم الديمقراطية .
عندما حل عصر (المرحلة الديمقراطية ) في العراق بعد التغيير توقع الكثيرون النجاح للديمقراطية ولو جزئيا برغم التحفظات بأعتبارها ديمقراطية اتت عن طريق الاحتلال الا ان التطبيق كان مخيبا للامال .
السياسيون العراقيون جميعا ينادون بالديمقراطية ولكنهم يمارسوها بالاساليب القديمة المألوفة نفسها التي تعودنا عليها منذ تأسيس الدولة العراقية بالمماطلة والمخاتلة والغش والتدليس وعدم الصدق مع النفس .
في الانتخابات عندما ينجح اي حزب ويحصل على نتائج طيبة يقول بانها انتخابات نزيهة يشهد عليها المراقبون الدوليون اما عندما يفشل فهو يصرخ بانها انتخابات مزورة سادها الغش والتلاعب لذلك فانها غير شرعية . بل ان السياسي عندما ينتقل من معسكر الى اخر يستمر بنفس الحماس الذي كان فيه بمجد المعسكر السابق وينعته الان باسواء النعوت ويكيل المديح للمعسكر الذي كان يراه سابقا لا يتمتع بالمصداقية من دون ان يرف له جفن .
كل جهة تفسر الديمقراطية على هواها وليس كما يجب ان تكون . فهم ديمقراطيون عندما يتعلق الامر بواجبات الاخرين ولكنهم طغاة مستبدون عندما يتعلق الامر بحقوق الاخرين . لا توجد اخلاقيات سياسية ولا يوجد ضمير مهني سياسي .
ايها السياسيون العراقيون حكموا ضمائركم اولا ثم تكلموا عن الديمقراطية ومارسوها !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يوسع استهدافاته.. وإسرائيل تؤكد حتمية الحرب مع لبنا


.. أوامر إسرائيلية جديدة بعمليات إخلاء إضافية لمناطق في شرق رفح




.. الفاشر.. هل سيكون بداية نهاية حرب الجنرالين؟ | #التاسعة


.. للمرة الأولى منذ عقدين.. عاصفة شمسية تضرب الأرض |#غرفة_الأخ




.. كأس الاتحاد الإفريقي.. نهضة بركان يستضيف الزمالك في ذهاب الن