الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقة الأمريكية بالعالم الإسلامي: أي آفاق؟

سعيد هادف
(Said Hadef)

2010 / 7 / 14
مقابلات و حوارات


خلال أيام 16/17/18 يوليوز 2010، نظم منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية مؤتمرا تحت عنوان: " العلاقات بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية: بداية جديدة" وقد تناول العلاقات بين الفدرالية الأمريكية والعالم الإسلامي انطلاقا من الخطاب الذي ألقاه الرئيس المريكي باراك أوباما بالقاهرة منذ حوالي عام. ويهدف المؤتمر إلى تقليص الفجوة بين الطرفين من خلال مشاريع تجسد التعاون بين الجانبين.وقد ناقش المؤتمر ثلاثة موضوعات رئيسية هي: التعليم، والثقافة، والعلوم والتكنولوجيا. وتدور المحاور حول علاقة هذه الموضوعات بالشباب، وتكنولوجيا المعلومات، والإعلام، والمرأة.
من المؤسسات المشاركة في تنظيم المؤتمر كلية اللاهوت بجامعة ييل، وصندوق الإخوة روكفلر، والهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، والاتحاد الدولي للحوار الثقافي والديني وثقافة السلام، ومؤسسة هوارد جيلمان، ومؤسسة سي 1- C1 للحوار العالمي: تحسين العلاقات بين العالمين الغربي والإسلامي، وجامعة القاهرة، وكلية برين ماور، وجامعة عين شمس، والجامعة الأمريكية في القاهرة، ودار الإفتاء المصرية، ولجنة الشفافية والنزاهة بوزارة الدولة للتنمية الإدارية، والرابطة العالمية لخريجي الأزهر، وجامعة الأزهر، ومؤسسة البيان، ومعهد بروكينجز، ومركز دعم واتخاذ القرار، وشركة سيكم، وجامعة هليوبوليس، ومؤسسة ساويرس، والإيسيسكو، وجامعة الدول العربية، والبنك الإسلامي للتنمية ومؤسسة المؤتمر الإسلامي - المملكة العربية السعودية.
ومساهمة منا في تعميم المعلومة، وتنوير الرأي العام حول مضامين ومقاصد هذا المؤتمر، التقينا الدكتور سمير بودينار الباحث السوسيولوجي و رئيس مركز الدراسات والبحوث الاجتماعية بوجدة الذي شارك في المؤتمر بمكتبة الإسكندرية بمصر.
وحول هذا المؤتمر يقول الدكتور سمير بودينار: "تكمن أهميته في بعده الحواري، الذي يعي اللحظة الراهنة من عمر العلاقة بين أمريكا والعالم الإسلامي باعتبارها " بداية مرحلة جديدة"، بعد مجمل التطورات التي عرفتها أمريكا بعد انتخاب أوباما.
ولا شك أن نجاح هذه التجربة التي لا تزال على المحك، مشروط بقدرتها على رفع التحديات التي تعترض الطرفين" في التعامل الجدي معها، وحسب رأيه فإن الإشكال القائم حاليا يمكن إجماله في الاختلاف بين البرنامج الأمريكي وبرنامج العالم الإسلامي وأولويات كل منهما، حيث يضع الأول كأسبقية قضايا مثل التعليم والصورة الإعلامية و"إصلاح" أوضاع المرأة والشأن الثقافي.. بينما أولويات الثاني ذات طابع سياسي كالموقف الأمريكي من الاحتلال الإسرائيلي وسياساته، وقضايا التحرر العربي ومسألة الديموقراطية والمزيد من إدراك خصوصيات العالم الإسلامي والتعامل معه على أساسها ....
أما على مستوى نوعية مشاركة الطرف الإسلامي، فقد أبان المؤتمر عن كفاءة بعض المثقفين العرب وقدرتهم على رفع مستوى النقاش بطرح أفكار واضحة وقوية وبناءة، خاصة في المحاضرات، غير أنه، يضيف، أن المواقف الإسلامية تبقى ضعيفة، وهو ضعف ناجم عن عدة عوامل، ففي الوقت الذي تسعى أمريكا لحشد الجهود لمجابهة، مثلا، التحدي الصيني، فإن العالم الإسلامي ييقى منشغلا بالموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل، والسياسات الأمريكية في العالم العربي والإسلامي. فالطرفان إذن يقفان في مرحلتين مختلفتين من سيرورة الحوار، وهما مدعوان إلى فض الاشتباك حتى تدخل العلاقات حيز الاستثمار الممكن.
ويرى د.سمير بودينار أن إسرائيل أضحت بالفعل تشكل وبشكل يزداد وضوحا وحضورا حجر عثرة إزاء الاستراتيجية الغربية نفسها، الذي يعد الكيان أحد تجلياتها المحلية في منطقتنا، ويؤكد من خلال المؤتمرعلى أن هذا المشكل أصبح محل نقاش في الأوساط الأكاديمية السياسية وحتى الإعلامية. اعتبارا لعدد من المتغيرات التي أصبح بإمكان الباحث رصدها على أكثر من مستوى.
أما بخصوص مشاركة النخب المغاربية في هذا المنتدى الحواري، بل وفي مجمل محطات النقاش الفكري والاستراتيجي لمسار العلاقات بين العالمين الغربي والإسلامي عموما، وبين أمريكا والعالم الإسلامي خصوصا، فيرى أن هذه النخب المتعددة المشارب والتخصصات تملك مؤهلات استثنائية للمساهمة في تطوير تلك النقاشات وذلك بالنظر إلى خبراتها الحضارية المكتسبة من خصوصيات المنطقة تاريخيا ومجاليا في الضفة الجنوبية للمتوسط من جهة، وإلى زاوية النظر المميزة التي تقارب من خلالها قضايا العلاقة بين هذين المجالين الحضاريين والاستراتيجيين الهامين في عالم اليوم، من حيث بعدها الجغرافي النسبي عن القضايا الأكثر سخونة في تلك العلاقة وهو ما يسمح لها بأخذ مسافة للتأمل والتدبر ويكسبها رؤية كلية مركبة من جهة أخرى.
ورغم الاختلاف النوعي في طبيعة تجليات العلاقة الأمريكية بالعالم الإسلامي بين المغرب والمشرق العربي، وبينهما من جهة وبين مناطق أخرى من عالم المسلمين، تظل وجهات النظر الفكرية والسياسية والفلسفية التي تنتجها النخب في هذه المنطقة من العالم العربي قادرة على تحديد طبيعة التحديات الماثلة بدقة والتعامل معها بشكل يتلمس تقديم أجوبة تساهم في إدراك طبيعة العلاقات المستقبلية بين هذين المجالين المهمين، وضرورة فتح نقاش صريح وشامل وهادف بينهما، خاصة في ظل التحديات الماثلة والتي يواجهانها بشكل مشترك، في بداية قرن جديد يبدو أن مخاطره على الجميع اقتصادية كانت أو سياسية أو بيئية أو أمنية، هي من الشمول والتعقيد بحيث تستوجب التعامل المشترك من قبل جميع الأقطاب الدولية على السواء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح