الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمّاتهم وعمّاتنا

علي شايع

2010 / 7 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يقول خبر طريف : ان عمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الكينية (زيتونة أونيانجو) تمثل أمام المحكمة كمهاجرة غير شرعية، لثبوت خرقها القانون الأميركي.


أوباما يتواصل مع هذه المرأة منذ حملته الانتخابية، بعد كشف جهات مناوئة حكاية العمة المتسللة، وتبين أن أوباما لا يعلم عن القضية أي شيء، لكنه متواصل مع العمّة من جهة العلاقة العائلية، واستضافها لديه على رهن محاكمة أيّدها، وأعلن أمام الصحفيين غير مرّة بأن القانون يسري على الجميع دون أي تمييز.

واستمتع أوباما وعائلته بحكايات العمة(زيتونة) وهي تسرد له تاريخ عائلة كبيرة؛ دعماً لتأليف كتابه (أحلام من والدي)، والذي دون فيه الجزء الأهم من حكاية والده (راعي الأغنام).

لا تهمنا حكاية راعي الأغنام الذي أنجب أبنا يحكم الآن أقوى دولة في العالم، ولا أحلام والده في (حكم الأرض) عبر سلالة أفريقية، فهذا حلم ربما يبدو بدائيا ينحاز كثيراً إلى غريزة السيطرة، والرغبة الأزلية بالسطوع وبلوغ غايات مجد النفوذ. فمثل هذه الأحلام بالطبع لا تسكن في نفس رئيس انتخبه شعب يقدر تعداده ب (300 مليون )، أكمله إلى هذا العدد، قبل أيام، طفل من أصول لاتينية.والطريف إن من أكمل رقم 200 مليون سنة 1969كان من اصل صيني ويعمل الآن محاميا.

أقول إن هذا ليس مصادفة فشعب حافل بالتنوع ينجب من يحكم، ولا غرابة من أي الجهات يكون أصله. ولا غرابة أن نسمع سعي عمّة الرئيس للحصول على أوراق وتعرّضها إلى المحاكمة،دون أية محاولة من الرئيس نفسه (للواسطة). وبالطبع سيسخر أكثرنا من هذا الموقف، فثقافة التوسّط والعبور على القانون ناجزة لدينا، ولها من ينظّر لها، حتى كنّا نسمع قولهم: “الشجرة التي لا تستظل بها أطرافها لا خير فيها”. لذا وصل حالنا إلى ما نحن عليه، من خلال تلك النظرة الضيقة في أفق الانتماء إلى أطراف الشجرة، حتى أصبح هو أول، والانتماء إلى الوطن بأسره في المحل الثاني؛ الهامشي في الغالب،والباقي في الشعارات الرنانة الفارغة الكاذبة. وبقي الميل إلى العشيرة والطائفة والعرق هو المتكأ والمُستظل الأول والأخير.

عمّة أوباما (زيتونة) لا تشبّه عمّاتنا المتنفذات، وكلمة العم هنا يعرفها المقربون من أصحاب النفوذ، فالعم هو الشخص الأول، الأكبر، صاحب السلطة في مكان عمله، فهو عمّهم في ثكنة الجيش،أو في الوزارة أو أي منصب فاعل، وهي عمّتهم أيضا مادامت متنفذة، تحت ظلّ رجل يريد لهذا الظل نفوذاً مستحكماً في المجتمع، لذا فهي تتحكّم وتسيّطر وتصدر أوامر يوقعها (الزوج) بطواعية الآمل بنفوذ زوجة متحركة بعيداً عن مشاغل المطبخ، فمطبخها الآن شاسع والعاملون تحت نفوذها ينظرون إليها كحاكمة قادرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة