الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة 14تموز 1958 مالها وما عليها

نوري جاسم المياحي

2010 / 7 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



(الجزء الاول )

في صبيحة مثل هذا اليوم قبل 52 عام استيقظ الشعب العراقي على صوت المنادي يقرأ البيان رقم (1) من اذاعة بغداد ويناشد المواطنين للخروج الى الشوارع لتأييد الثورة الوطنية وقادتها الاحرار ..
وللتاريخ اقول ان الشعب العراقي خرج عن بكرة ابيه وغير مصدق ولم يكن يتوقع حدوث مثل هذا الحدث الخطير وفي مثل هذا اليوم .. ولكن مع هذا كان يتمنى وقوعه بسبب الاحتقان السياسي الذي واكب تلك المرحلة من تاريخ الشعوب ومنها الشعب العراقي في النضال ضد الاستعمار الغربي والهيمنة على مقدرات الشعوب المستعمرة كما فهمناها في حينها .. وانتشار الفكر الاشتراكي بعد الحرب العالمية الثانية لعب دورا كبيرا في الفرز بين المعسكرين الشرقي والغربي .. فالاول كان يناصر الشعوب التي تحاول التحرر والثاني يبذل المستحيل ومستخدما كل الاسلحة للسيطرة على موارد الشعوب النامية او المتخلفة واستعبادها.. وبنفس الوقت نجحت الحركة الصهيونية العالمية من تحقيق النصر على العرب في حرب فلسطين عام 1948 وطرد سكانها الاصليين من عرب فلسطين من دورهم واراضيهم في لدول العربية ولاسيما العراق .. وما اعقب ذلك من غضب وثورة في نفس الانسان العربي ونفس العراقي بالذات الذي يتميز بالغضب السريع لابسط الامور ولاتفهها ( هذا طبعهم موبيدهم ) والصفة الثانية التي اثرت عليهم هي عاطفيتهم الغالبة على سلوكيتهم تجاه اللاجئين الفلسطينين ( هذا ما شاهدته بعيني وسمعت بكاء العراقيين تضامنا مع اللاجئين الفلسطينين لمأساتهم باذني ولم يخبرني به احد كي اشكك في روايته او صحته ).. كانت حركة تموز الانقلابية في العراق احدى افرازاتها ونتائجها ..ولاسيما وان الزعيم عبد الكريم قاسم احد من شارك في هذه الحرب وعانى ما عانى من شعور الخيبة والحزن عند عودته بعد الهزيمة التي لحقت بالجيوش العربية السبعة التي شاركت في هذه الحرب الخاسرة وكما قيل في حينها نتيجة لخيانة الحكام العرب انذاك وتواطاهم مع الاسرائلين .. كان هذا التواطأ انذاك سرا واليوم اصبح علنا !!!!!
ما سأكتبه اليوم من رأي شخصي .. قد ينال الرضى عند البعض والرفض عند اخرين من اخوتي القراء .. السبب بسيط .. العراقيون ومنذ ان وعيت لايؤمنون بحرية الفكر والتعبير .. ولاينظرون الى الرأي المطروح بتجرد وموضوعية ( واعتقد ان هذا الاسلوب في النهج والتفكير هو اساس بلائنا ونكبتنا السابقة والحالية ) .. حيث ان العراقي وللاسف الشديد حدي في قراراته وقاطع في احكامه .. اما أنت معي ؟؟؟ واما انت ضدي .. لا للوسطية بينهما .. وهذا مالمسته شخصيا طيلة العقود الماضية .. فالاحكام عندهم جاهزة ضد الكاتب وحسب اهواءهم دون الاخذ بالمتغيرات والظروف المحيطة التي تطرأ على فكر الكاتب من خلال التجربة الذاتية والاستنتاجات التي يصل اليها عبر النتائج التي تتحقق خلال عقود من الزمن من تجربة وتطبيق على الارض .. وكما حدث في عشرات من الاحداث التاريخية وفي مناطق مختلفة موزعة على ارجاء العالم ومنها عراقنا الحبيب وشعبنا المظلوم .. الذي لم يعرف الهدوء والاستقرار منذ يوم 14 / تموز / 1958 وحتى يومنا الكارثي والملعون هذا ..
البعض يسمى ما حدث في ذلك اليوم بالثورة الشعبية الوطنية .. والبعض الاخر يسميها بالانقلاب العسكري .. وانا اسميها بالحركة التغيرية بسلبياتها وايجابياتها .. ولكي اوضح موقفي الشخصي مما حدث في ذلك اليوم وما بعده ولكي أكون صادقا مع أخي القاريء .. فانا كنت من المناصرين والمؤيدين الاشداء لهذه الحركة .. للاسباب التالية :-
--- كنت انذاك شاب وفي عنفوان الشباب العراقي ومن اصل عربي .. ومتأثر ومتفاعل مع ما يحدث في العالم من حركات تحرر وطنية .. وبنفس الوقت متأثر وثائر ضد الحكام والانظمة العربية بسبب اداءهم السيء بالتعامل مع قضية اهلنا في فلسطين التي كانت تعتبر القضية المركزية عند الشبلب العربي.. ولاسيما وان جيلنا شاهد النكبة بعينيه من خلال افواج اللاجئين من الفلسطنين الفقراء المعذبين وهم يتجولون في ازقة بغداد يستعطفون ويستجدون رحمة العراقيين لمد يد العون والمساعدة لهم بعد ان كانوا اعزاء في ديارهم.. فصور البؤس والمعاناة الانسانية هذه سأبقي اتذكرها ما دمت حيا .. ليس من السهولة والبساطة اقتلاعها من عقول الاطفال انذاك ...
--- الكره المتوارث عند الانسان العراقي للاستعمار بكل صوره القبيحة ولاسيما الاستعمار البريطاني .. فجيلنا انذاك كان جيل ابناء ثورة العشرين الوطنية .. التي انتفظت على قوات الاحتلال بصدورهم العارية .. وبالتأكيد فان حركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 لم تكن بعيدة بتاثيرها على نفسية المواطن العراقي ولاسيما وان العقوبات التي نفذت باعدام قادتها العسكريين .. قد اججت الحقد الشعبي ضد المرحوم الوصي على عرش العراق الامير عبد الاله .. والذي كان يعتبر هوممثل لكل العائلة المالكة ( لان المرحوم الملك فيصل الثاني كان طفلا ويدرس في بريطانيا ) .. اما الشخص الثاني الذي تركزت عليه الاحقاد والبغضاء فهو المرحوم نوري السعيد .. على اساس أن هذين الشخصين هما اصدقاء بريطانيا المقربين والمعتمدين في العراق والشرق العربي ..
--- بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وخروج الاتحاد السوفييتي منتصرا بنظامه الاشتراكي والداعي لانصاف العمال والفلاحين الفقراء بقيادة الاحزاب الشيوعية المنتشرة في كافة اقطار العالم الفقير .. كانت له اصداء عميقة بين ابناء الشعب العراقي المسحوق والمظلوم بسبب النظام العشائري الاقطاعي السائد انذاك والتابع للسياسة البريطانية والامريكية.. واي متابع لتاريخ الحركات والاحزاب السياسية في تلك الفترة يجد ان الحزب الشيوعي العراقي كان واسع الانتشار بين صفوف الشباب ولاسيما بين العمال والفقراء .. وبنفس الوقت لاينكر ان الحركات والاحزاب ذات التوجهات والافكار القومية العربية والاسلامية كانت موجودة ولكن من الناحية التنظمية والتوعية الفكرية العقائدية النظرية اقل تنظيما وتأثيراوأنتشارا من الحزب الشيوعي.. وقد تميزت تلك الحقبة بعد بروز المرحوم جمال عبد الناصر كقائد للنضال القومي العربي وتجاوب الجماهير والشباب العربي لنداءاته القومية والثورية .. مما ساعد على توسع وانتشار حزب البعث العربي الاشتراكي وحركة القوميين العرب ...كحركات نضال عربي دخل في تنافس انتحاريمستميت ومؤسف مع الحزب الشيوعي العراقي حليفه في الجبهة الوطنية مما انعكست اثاره وتبعاته على مجمل الحركة النضالية التحررية سواء على مستوى القطر او الاقليم اما الايادي الخبيثة التي دفعت بهذا الاتجاه .. فاعتقد بعد هذا العمر الطويل .. كانت ايادي خبيثة ملوثة وعميلة ومجرمة شوهت العملية الوطنية وقادتها الى منحدرات التهلكة فيما بعد .. وربما سياتي اليوم الذي ستكشف الحقيقة الناصعة عما اوصل العراق الى ما نحن عليه اليوم من تبعية وفقدان للاستقلال والكرامة الوطنية ولو كان لدى سياسينا وعيا وعقلا وأخلاصا لاستفادوا من تجارب الماضي وعبره قبل فوات الاوان .. لقد دمرت البلاد وسبيت العباد .. كما تشاهدوه اليوم وهذا ليس بسبب ما حدث من احتلال يوم 9 نيسان 2003 فقط وانما امر دبر بليل ومن عقود مضت ولازال شعبنا المسكين لايعرف طريقه .. فهل سمعتم او قرأتم يوما بخرق للدستور كما يخرق اليوم ومهزلة مجلس نواب منتخب ومعطل لايحترم ارادة من انتخبه .. وحكومة تحكم على هواهأ ويسمونها حكومة تصريف ووزير النفط يعلن لكل شركات النهب النفطية الاحتكارية الدفعة الثالثة لتراخيص النفط العراقي كما لو كانت ملك خاص به ورثه عن اجداده وكان لانظام ولا قانون ولادستور ولامجلس نواب يرجع اليه في مثل هذه القرارات الخطيرة .. والحاكم بأمر الله متمسك بالكرسي كانه لزكة جونسون.. والغريب دولة الاحتلال الامريكية وادراتها العبقرية تتفرج على الشعب يذبح ويقتل ان لم يكن بكاتمات الصوت والمفخخات والانتحاريين .. فبالحر القائض .. والخدمات المفقودة .. والعدالة الغائبة .. والماء الملوث والامراض التي لاتعرف اسبابها .. فهذه الادارة تدعي انها حررت الشعب العراقي وتدعوا لنظام ديمقراطي ينتخبه الشعب .. وادخلت عملاءها ليصبحوا رؤساء ووزراء ونواب .. والغريب هؤلاء تمردوا على طاعتها واوامرها كما يبدوا لي وباتوا لايحترمون توجيهاتها .. فسؤالى لمن يلجأ هذا الشعب المسكين للخروج من هذه الورطة والمستنقع العفن ؟؟؟ نعم هذا اليوم..يوم تاريخي يذكرني بكل ما جري ويجري اليوم للشعب العراقي .. بؤس وجوع وظلم .. الاتتفقون معي ان هذا اليوم كان يوم لعنة التاريخ على العراقيين ؟؟؟
ساواصل الدردشه معكم لمعرفة حقيقة هذا اليوم ؟؟؟؟
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا وارتحلوا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حركة تموز وجيل الوحدة ؟
كنعان محمد ( 2010 / 7 / 14 - 15:31 )
سيدي الكاتب الكريم شكرأ لك على هذه المقالة الصريحة والتي قد لاتعجب البعض
المؤدلج فقد كان وراء حركات تموز في مصر والعراق ايادي خفية ارادت ان
يستلم الحكم في البلدين العسكر ثم يتم الانحدار الى ان يستلم الحكم ابناء الشوارع
الذين اوصلوا الامور الى تدمير البلد وتشريد ابنائه واسأل اليوم عن جيل وحدة
مايغلبها غلاب تراه لاجئأ في الدول الغربية-الامبريالية-وهؤلاء المحظوظون
اما الفئة القليلة الحظ فقد توسدت التراب نتيجة الحزن بسبب ما حدث او بالاعدام او الاغتيال غدرأ بأمر من اولاد الشوارع الذين تسلموا البلد بالبلطجة والغدر والخيانة او بدفع من الايادي الخفية
تحياتي واضم صوتي لصوتك بالدعاء لله بأن يحفظ العراق واهله الكرام


2 - اين كنت انت؟
طلال السوري ( 2010 / 7 / 14 - 16:36 )
الشعب العراقي خرج عن بكرة ابيه!! اين الموضوعية في هذه العبارة؟ ما مصداقيتها؟ كيف استطعت ان تراقب حركة الناس من زاخو الى البصرة؟. متى تنتهي هذه الجدلية غير المجدية.


3 - كل عام والشعب بخير
mahmod al iraq ( 2010 / 7 / 15 - 01:43 )
كل عام والشعب العراقي بخير لذكرى ثورة 14 تموز الوطنية الاخلاقية


4 - العبر التاريخية
مرتضى الطويل ( 2010 / 7 / 15 - 07:30 )
ان المواضيع التاريخية تتخذ في الاغلب عدة اشكال ودائما تكون متعددة لمصلحة ذلك الطرف او ذاك لذلك ترى الحصول على صورة واضحة للتاريخ يكاد يكون شبه مستحيل الا فيمن عاصر الاحداث بعينها فهو يستطيع الحكم وذلك لانه عاشها في ضل احساس الشعب وانطباعه اما التاريخ فيكتبه الملوك والرؤساء وبهذا لا استطيع سوى القول انني سأتعلم الكثير او القليل من هذه المقالات وليس من حقي التعليق على مثل هذه المقالات للاسباب المذكورة وارجو من الله ان يوفقنا لما هو خير للعراق وشعبه.

اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت