الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سيكون صانع الملوك

أمير جبار الساعدي

2010 / 7 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



غالبا ما عاش العراق ويعيش ليومنا هذا ظروف استثنائية تلقي عليه ظلال فقدان حياة ديمقراطية صحية تعينه على أن يتعلم الدرس ويكون نموذج حقيقي لدولة متميزة في الشرق الأوسط كما أريد له أن يكون عليه، ومعاناة الأنتظار لرؤية الامل الموعود غالبا ما أتعبت الشعب العراقي. فخرق الدستور أصبح واحد من التبريرات المنطقية والمقبولة نتيجة الظرف السياسي الاستثنائي الذي يعيشه البلد، وهذا ما سيؤسس لتجربة ديمقراطية مخترقة ومهزوزة يمكن لها أن تكيف نفسها وتفرض هذا التكييف ليلائم هذا الظرف أو تلك الحالة تحت طائلة بند الاستثناء، والذي أصبح يلازم كل أزمة وتشريع قانون وإجراء انتخابات جديدة في العراق مهما كان نوعها، ولا نريد أن نطيل سرد هذه الاستثناءات العديدة التي خرق بها الدستور.
فهل يمكن أن تكون فترة الأسبوعين القادمين انطلاقة عداء المائة متر؟، والتي يمكن بها أن تشكل الآليات، وتجمع البرامج الذي غالبا ما تلقى حواجز التقارب عليها، وتوزع المناصب والقبول بالتسويات السياسية بين الأطراف الفائزة بأكبر المقاعد النيابية في انتخابات السابع من آذار. فأول الفيض هو تصريح السيد رئيس الجمهورية بأن بايدن قد منحه الاطمئنان بقبول إجماع باقي الكتل على ترشيحه لولاية ثانية لمنصب رئيس الجمهورية، وهذا ما نفاه قائد قوات الاحتلال بالعراق راي أوديرنو والله أعلم، ومن بعدها فشل الاتفاق بين عقدي التحالف الوطني بين دولة القانون والائتلاف الوطني ووقفوهم عند سد تسمية أسم مرشحيهم لكي تتمكن لجنة الحكماء من التصويت والاتفاق على من سيرتقي سدة الحكم، وما كان ينتظره الشارع العراقي من سماع مفاجأة تعلن الاتفاق النهائي بين أئتلاف العراقية ودولة القانون لتشكيل الحكومة، قد فقد بريقه، من خلال ما نسمع من بين ثنايا أعضاء الائتلافين بتبدد أي أمل بأنه سيكون هناك أتفاق قريب بين الكتلتين وهذا ما يروج له بعض السياسيين، وذلك للاختلاف حول أحقية العراقية بتشكيل الحكومة، وتسمية مرشحها لرئاسة الوزراء وهذا ما لم يقبله الشريك.
وعلى الجانب الأخر لم تتوقف كل أطراف "المربع الماسي" من إجراء اللقاءات والتفاوض فيما بينها إذا كان طرفي عقد التحالف الوطني والذي يعاني التصعيد بالانفصال، وعدم أكتمال روابط عقد العراقية ودولة القانون، والذي سيفقد ورقة الضغط التي كان يلوح بها لاطالة الوقت وبنفس الوقت لكسب المغانم من التحالف الوطني، وخاصة بعد تأكيد العراقية على ضرورة أشراك الحليف التأريخي لها وبالاتفاق مع تحالف الكتل الكردستانية الائتلاف الوطني، وهذا ما تجسد من خلال زيارة الدكتور أياد علاوي للسيد عمار الحكيم، وهنا يمكن أن يكون الائتلاف الوطني صاحب المبادئة مرة أخرى بتشكيل الحكومة وهو من سيكون ورقة "صناع الملوك"، إذا جاءت الرياح بما تشتهي السفن وأتفقت العراقية مع الوطني تاركت دولة القانون شريكا في الحكومة لا من يشكلها إذا أصرت على تمسكها بشروطها وأمتيازاتها، على أن لا تبتعد عن المعارضة الايجابية في حال رفضها المشاركة في الحكومة المقبلة من دون أن تحرك أعضائها لاعلان الفدرالية في البصرة أو مجالس المحافظات على معارضة سلبية بصورة أكثر على الحكومة الاتحادية التي كانت هي طرفها الرئيس، وأن كل ما حصل من مظاهر بناء الدولة العراقية كان لها يد فيه، وعليها أن لا تتنصل من إكمال مشوارها بشكل ديمقراطي ومؤسساتي قانوني وليس فرض التحديات أمام تشكيل الحكومة، أو وضع العوائق في وجه حكومة المستقبل؟؟؟.
قبل الأئتلاف الوطني شريكه في النضال الدكتور أياد علاوي، منافس قويا في تشكيل الحكومة على لسان السيد عمار الحكيم في أكثر من مناسبة فهل سيقبله رئيسا للوزراء؟ ويصبح التحالف العراقي الوطني المسمى الجديد لأكبر كتلة نيابية ستشكل الحكومة المقبلة وبمباركة كتل التحالف الكردستاني، وهذا ما سيجعل الائتلاف الوطني في حقيقة الأمر هو بيضة قبان السياسة العراقية خلال هذه المرحلة الحرجة من عمر العملية الديمقراطية الهشة التي يمر بها العراق وشعبه الذي يترقب تشكيل الحكومة الجديدة، خاصة بعد انتهاء صلاحيات رئيس الجمهورية، ومن قبله مجلس النواب العراقي قبل حرارة صيف تموز وأنقطاع التيار الكهربائي وشحة الوقود والماء وكثرة الأرامل والايتام والمهجرين والمهاجرين، والعاطلين عن العمل وغيرها الكثير الذي ضاق به الأمل بأن يرى حكومتنا العتيدة قد جلست لتسمع شكواه وأنينه.

*باحث وإعلامي: http://iraqiwill.blogspot.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مجرد راي
علي الانباري ( 2010 / 7 / 15 - 17:25 )
اخي امير الساعدي المحترم
تشكيل الحكومة طال الى حد غير معقول
حكومةاتدري لماذا
انا اقول لك بان اطراف العملية السياسية لا يثق احدهم بالاخر
ولا سيما الاحزاب الدينية المرتجفة رعبا من مجيء حكومة
علمانية تخرب عليها مشروعها السياسي المعروف
الكل يرصد الكل والكل يخاف الكل ومن شاء له القدر ان يحكم لا يريد ان يضيع الفرصة التي يضن بانها لن تسنح ثانية
فالناس لم يعودوا يصدقون بهؤلاء الساسة الذين لا اريد ان اصفهم بما فيهم
فق شبعوا وصفا وذما وتجريحا ولكنهم لا يتاثرون
انا اتصور ان تشكيل حكومة على قياس هؤلاء كارثة سوف تجر العراق الى هاوية من الكوارث
وبقاء البلد دون حكومة افضل من حكومة تلعب لعبتها ولا تقيم للوطن
بناء ولا تعمر الا مدن الكلمات


2 - أتفق معك
أمير جبار الساعدي ( 2010 / 7 / 15 - 18:32 )
الأخ علي الانباري
تحية طيبة
كيف يمكن للقوى الخارجية صاحبة العصا واليد الطولى بالتلاعب بمصائر الشعب العراقي أن تبقى هكذا من غير أن تضع لها رسم وصورة يمكن أن تركن لها باقي ادارة ما اردت له أن يكون حكومة المستقبل ، فلا يمكن بان الشعب الذي خرج لممارسة حقه بالديمقراطية التي وعد بها من غير طائل فلا يمكن لهم إلا أن يكملوا مضمار اللعبة السياسية وعلينا أن نتعامل مع ما تفرزه هذه اللعبة. تحياتي

اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل