الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدة الموقف ووحدة الهدف

جورج حزبون

2010 / 7 / 15
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


وحدة الموقف ووحدة الهدف
منذ نشوء القضية الفلسطينية، والتي أصبحت قضية الشرق الأوسط، ظلت الأنظمة العربية تجد فيها قضيتها المركزية، وبقيت العنوان الأساسي في إقليم الشرق الأوسط الذي عرضته الولايات الأمريكية وليضم أفغانستان وباكستان وتركيا وايران وبالتالي اعتبرت القضية الفلسطينية مسألة أمن قومي لهذا المحيط الواسع جغرافيا وإثنيا.
وتعاطيا مع هذه القضية بأسلوب الاحتواء، بدأت السياسة الأمريكية تعرض أشكالا من المعاهدات السياسية معتبرة (إسرائيل) جزء من هذا المحيط، وكان أول تلك المعاهدات( مشروع أيزنهاور) لملء الفراغ؟؟ ثم مشروع حلف بغداد ثم المعاهدة المركزية لتضم باكستان وتركيا بعد خروج العراق منها.....
واجهت حركة التحرر العربي سياسة الاحتواء، وقاد جمال عبد الناصر مسيرة مواجهة ( الاستعمار الجديد) فكان البديل أمام السياسة الأمريكية إسقاط هذا النظام وضرب تلك الحركة، وطمس دور القومية العربية، فكانت هزيمة 1967 ضربة محسوبة ومدعومة أمريكيا،لتعمل على تشجيع بديل يمكن أن يقبل مشاريعها، فدفعت الحركات الإسلامية إلى الواجهة، والتي بدورها هاجمت القوى الديمقراطية العربية وعارضت مسيرة ومفهوم القومية العربية،وقدمت نفسها البديل تحت شعار ( الإسلام هو الحل ) ثم تشرذمت وتحولت إلى حركات فاشية، وأضعفت حالة المواجهة مع السياسات الاستعمارية الإحنوائية، وضاعت فرصا تاريخيا، وأهدرت أكثر من عقدين من الزمن دون أن تحقق دعواها بقدر ماحققت تراجعا حضاريا وثقافيا وسياسيا كانت القوى المعادية بحاجة له تماما.
مطلع الأربعينيات كانت شعارات الوحدة العربية ملئ الساحة وتحتشد خلفها الجماهير العريضة، ولإلغاء اتفاقات (سايكس بيكو) الاستعمارية (ووعد بلفور) والتي جاءت بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وتقاسم الأراضي بين الدول المنتصرة، والتي اهتمت أن تكون البلدان العربية مقسمة، حرصا على عدم قيام دولة عربية واحدة قوية، وجاءت نكبة 1948 وقيام إسرائيل وتهجير أغلبية الفلسطينيين لتشكل حافزا إضافيا للنضال ضد سياسة الاحتواء والانقسام العربي على طريق تحرير فلسطين باعتبارها عنوان الصراع من أجل إلغاء التجزئة وتحقيق الوحدة.
ولم تسلم القوى الاستعمارية، وحاربت حركة التحرر العربي بمختلف الوسائل، كان أبرزها استعداء الأنظمة الحاكمة على تلك الحركة وفتح المعتقلات ونهج التعذيب والقمع،الى جانب إقامة تحالفات ومشاريع اقتصادية مع تلك الأنظمة وترسيخ تلك الكيانات لتصبح دولا ذات أنظمة قمعية وأجهزة حماية ودفاع عن النظام وليس الهدف وحدة الأمة ومستقبلها.
وهنا نشئ الخاص العربي لكل دولة، وغاب العام العربي، وأصبح هناك مصافح وخصوصيات وموانع، وأخذت الدول العربية تلتقي قيادة أنظمتها(التضامن العربي)!! ودعم الأشقاء الفلسطينيين !! ثم غرق الجميع في مستنقع الحركات الوهابية والتكفيرية مع تنامي دور البترو دولار، وغاب الهدف الذي تكوّن منذ بداية حملة التتريك التي قادتها الحركة الطورانية العثمانية، وبدل النضال لإلغاء اتفاقات التقاسم بين الحلفاء، تكرس الانقسام ونشئت دول عربية يسهل ضربها وإخضاعها، وثبتت إسرائيل وتسربت لهذا الوطن، بالمعاهدات والمشاركات أو التعاون وضاع الموقف الموحد.
إن قرارات القمة العربية منذ دعوتها عبر جمال عبد الناصر1964 لم تقدم أكثر من دعم مالي لم يكتمل، ولم تحدد خطة للأمن القومي العربي بمختلف جوانبه، وربما خلال أشهر نشهد نشوء دول عربية أخرى بالسودان والعراق وبالتأكيد في مواقع أخرى، في هذا المناخ ضعفت حركة التحرر العربي ونشئ لديها خصوصيات، وغابا لعام الموحد، وأفسح المجال أمام الحركات اللاسلاموية المنقسمة أيضا والمختلفة فكرا والشوفونية واقعا.
إن غياب الهدف الواحد لحركة التحرر والديمقراطية العربية بفعل ما سلف عرضه، انعكس سلبا على قوى اليسار ففقدت حضورها وأصبحت تفسر الحدث ولا تصنعه، ولم تعد وحدة الموقف صفا واحدا شريطة أن لكل منهم جهة يطلق عليها النار، وهذا هو المأزق والذي لن يتغير سوى بتغير منهج العمل لقوى التحرر والديمقراطية المطالبة بتحديد الهدف العام والخاص، العام حيث نشئ وهو إستراتيجي والخاص حيث فرض وهو تكتيكي، لتقدم حركة عربية تمتلك وحدة الموقف ووحدة الهدف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فى ذكرى وفاته.. منزل عبد الناصر بأسيوط شاهد على زيارة الضباط


.. فى ذكرى رحيله.. هنا أصول الزعيم جمال عبد الناصر قرية بنى مر




.. شرطة نيويورك تعتدي على متظاهرين داعمين لفلسطين وتعتقل عددا م


.. Mohammed Nabil Benabdallah, l invité de medi1.




.. أعضاء في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي من اليمين المتطرف يعلنو