الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عذراً ياسيدي ابليس وثوب الزفاف.. قصتان قصيرتان

نهار حسب الله

2010 / 7 / 15
الادب والفن


عذراً يا سيدي إبليس
يبدو عليه وكأنه راهب أو قديس، يلتزم الدقة في أداء واجباته الزوجية والعائلية، كان دائم الحرص عن أن يؤكد وفاءه لمن يحب من دون إثارة أي حدث مضى.
عرضت عليه فرص شتى من أجمل النساء وأكثرهن أنوثة، من أجل تبادل الحب في ليلة مهما كان لونها.
إخلاصه كان يحتم عليه أن لا ينسى ذلك الارتباط الأزلي بزوجة ضحت بكل ما لديها من أجل سعادته.
إبليس كان صديق أحلامه الأول.. يشاركه النوم، ويأبى ان يتركه ليلة واحدة، وكان كثيراً ما يصف له أجساد نساء سبق وان طلبن منه مشاركتهن الأسرة، يصف له طرق المداعبة التي يصعب لمخلوق تحملها من دون الانخراط فيها متوسلاً.
وذات ليلة.. تسلل إبليس كعادته إلى دنيا أحلامه قائلاً بصوت هادئ نصوح:
-لقد أوصلتني حد الضجر.. ما من أحد يرفض شهوة الفراش بما فيها من إحساس رائع.. وما من أحد يأبى تذوق أشهى وأغلى أصناف اللحوم.. فلماذا هذا الرفض غير المسوغ، ولماذا هذا الكسل والإحباط.. هل أنت عاجز؟
أنا أقدم لك فرصاً نادرة يتمناها الملايين غيرك.
قاطع كلامه قائلاً:
-عذراً.. عذراً يا سيدي إبليس لك مني بالغ الشكر والامتنان على تقديمك كل هذا الجهد الواضح.. لكني لا أشعر بلذة اللحم مهما كان صنفه وشكله وطريقة طهيه خصوصاً وأنا أعاني من داء الملوك منذ أيام الشباب الأولى.. لأني أفرطت كثيراً في أكل كل أنواع اللحوم.. شكراً يا سيدي إبليس.. وآمل الاستفادة من عروضك التي لا تهمل لا في القريب العاجل ولا في الآجل.

ثوب الزفاف

بعد أن درس الهندسة المعمارية أكثر من عشر سنوات.. وجد في نفسه قد تحول الى متسول ومتسكع في الطرقات، تتناقله الأحياء ما بين شارع وآخر.
كان دائم البحث عن أي عمل ضمن الاختصاص.
ضاقت به الدنيا حتى بات ناقوس العوز يدق رأسه واجبره على العمل عامل بناء وحمال وغاسل سيارات.
جمع مبلغاً من المال.. وكان أول ما اقتناه هو ثوب الزفاف الذي كان يحلم بارتدائه لمن يحب حد الموت.
مرت ساعات العمر بسرعة فائقة واعتلى الشيب شعره وغابت الآمال مع غياب الحبيبة وبات ثوب الزفاف يضيق عليه شيئاً فشيئاً من طول الانتظار.
وصل إلى نهاية عمره وثوب الزفاف مازال ينتظر لحظة ارتدائه.
وافته ساعة القدر.. فوجد في جيبه قصاصة ورقية كان قد كتب فيها:
-لطفكم استبدلوا أكفاني بثوب الزفاف.. وأعملوا على ربط حذائي ربطاً جداً وعطروا جسدي بعطور فرنسية وصففوا لي شعري وقلموا أظفاري.. لأن الموت كان قد وعدني بأن يوفر لي قبراً مجانياً ويجب ان استقبله أعظم استقبال وبثوب الزفاف وكأني أستقبل ليلة الدخلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كواليس أخطر مشهد لـ #عمرو_يوسف في فيلم #شقو ????


.. فيلم زهايمر يعود لدور العرض بعد 14 سنة.. ما القصة؟




.. سكرين شوت | خلاف على استخدام الكمبيوتر في صناعة الموسيقى.. ت


.. سكرين شوت | نزاع الأغاني التراثية والـAI.. من المصنفات الفني




.. تعمير - هل يمكن تحويل المنزل العادي إلى منزل ذكي؟ .. المعمار