الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام مقاهي (5) : نانسي عجرم وشعراء الحداثة

خلف علي الخلف

2004 / 8 / 20
الادب والفن


لا ادري لماذا يغار المثقفون من نجومية أصحاب المهن الأخرى !
فعلى ما تعلمون أن الثقافة هي للنخبة وخصوصا الشعر الحديث الذي لا يفهمه حتى كاتبه رغم أن غالبية المثقفين يتشدقون إنهم هواة ثقافة أما أولئك فإنهم يعملون في هذه المهن وكم عانوا ليصلوا إلى ما وصلو إليه واسالو نانسي !! ولا اعتقد أن مثقف على استعداد أن يقدم ما تقدمه نانسي؟؟؟
ومع ذلك ينظرون بعين الحسد المترفعة إلى نجومية الآخرين مثل المطربين والممثلين ولاعبي كرة القدم ولاعبي الاكروبات السياسية .
المثقفون يترفعون عن هؤلاء لكن يطالبون الجماهير!!! التي يترفعون عنها أيضا بان تمنحهم نجومية لا يبدو لي أن لديهم مواصفاتها
فمن مواصفات النجم أن يحقق تواصلا مع جماهيره وهذا مالا يقوم به المثقفون فهم معزولون في أبراجهم أو مقاهيه أو أماكن شربهم ،ومن صفات النجم أن يحقق إشباع رغبة لجمهوره وهذا غير متحقق لدى المثقفين
فالثقافة تخاطب العقل كما يدعون بينما نانسي تخاطب الغرائز كما يدعون هم أيضا
نانسي تتكلم عن " اد ايه حلو الغرام " والمثقفين يتحدثون عن اللحظة التي ينبثق منها الاحتمال النفسي للكائن عبر توارثه ، لا محمول القول الذي يميل إلى تنصيص نفسه عبر متوالية منشطرة عن فراغها فحسب بل وأيضا عبر توالد مكنونانته التي تنبثق من رحم المعرفة التي هيأها هيجل لتحل محل الإرث غير المتوازن لهامش قول الارسطية !
نانسي تقولب خاصمك آآآه بسيبك لأ
وشعراء الحداثة يقولون
النملة تحفر جمجمتي لتفرخ صيصان اللذة
واجر خيبتي كمتراس ملطخ بدماء القتلى الذين تمطر اشلائهم زبد الكلام
فكما ترون الحب يثير الفرح والبهجة ورقص نانسي يثير الغرائز( وما لها الغرائز!!!)
وهذا الشعر يثير الغثيان .
غير انه يمكن لشعراء الحداثة الاستفادة من تقنيات الفيديو كليب المعاصرة كما أبدعتها نانسي وربعها إذ يمكن للشاعر الحديث أن ترافقه راقصة بجوار المنبر وهو يلقي شعره أو أن يصور فيديو كليب مع بعض الحسناوات لبعض قصائده وينزلها في سي دي
وكاقتراح مثلا ..
عندما يقول النمل يحفر جمجمتي ليلد الضوء وبعوض متناثرا ..
تكون الكاميرا تنقل صورة لجمل يركل علبة ببسي وتركض أمامه حسناء بلباس البحر
دلالة على لا برهانية المعنى الذي يحسه الشاعر
وقد أرادت إحدى المحاميات (الآن) عندما كانت طالبة في احد الأمسيات الشعرية
( وأقول المحاميات ولا أقول الشاعرات لأنها تركت الشعر) أن تسبق زمنها فقالت وهي تتمايل على المنبر حبيبي خذني إلى دفء أحضانك ......
وعندما فتحوا باب النقاش قام احد الشباب - الله لا يوفقه - وقال فيما يخص الزميلة فلانة اعتقد أن الشعر لا يترافق مع الرقص وتحرك مقلدا لها فضجت القاعة بالضحك والتصفيق إذ أنهم كلهم يرون هذا الرأي ..
وقال لها أيضا: أنصحك أن تتركي حبيبك يتغزل بك ، لا أن تناديه أن يأخذك إلى دفء أحضانه ..وأيضا ضجت القاعة بالتصفيق والضحك ، لان الناس تحب أن تسخر وتهزأ بالآخرين وخصوصا المثقفين .
وأقول الله لا يوفقه ، وأنا اعرف إن الله لم يوفقه لأنه قطع على الثقافة العربية فتحا جديدا هو الرقص ممزوجا شعرا ولتطور الأمر إلى الفيديو كليب !
الذي اقترحه الآن .. بعد ما يقارب عقدين من الزمن .
أما فيما يخص العتمة والضوء التي يقول بعض نقاد الحداثة إنها احد خصوصيات الشعر الحديث أقول إنها فكرة رائعة فتخيلو مثلا شاعر يحمل فانوسا في ليلة مظلمة والدنيا تمطر وهو يقول :
أفتش عنك بين الصدى وأقرانه
بين الهواء وظله
وعندما يكمل كلمة ظله تبرق الدنيا فيسقط من يده السراج الوهاج ، ولا يجدها ، وهذا طبعا تصور فيديو كليبي وليس واقعي !
وإذ تقول شكيرا أن الاهتمام بالمؤخرة يجعلك في المقدمة ، فلا أظن أن لدى المثقفين وخصوصا شعراء الحداثة مؤخرات جديرة بالاهتمام لتجعلهم بالمقدمة ، إذ أن مؤخراتهم الساحلة من الجوع وكثر الجلوس في المقاهي تثير الأسى والإشفاق ..
ولا أرى وجه مقارنة أيضا بينهم وبين لاعب كرة القدم الذي يثير لدى جمهوره شهوة نصر آنية ، بينما شعراء الحماسة يتحدثون عن انتصارات غير مرئية أو ستأتي بعد قرن وعلى هذا لا احد لديه استعداد لتصديقهم أولا .. ولا الانتظار ثانيا
وقد كتب مرة صحفي سوري أقام شهر في لبنان تحقيقاً عن حلب قال فيه أن المثقفين يجلسون في مقهى السياحي وينظرون إلى اقفية النساء المارات ولا ادري إن كان هذا يتنافى مع الثقافة أولا
وثانيا هذا ما توفره نانسي وهيفا أيضا إضافة لقريبتنا شكيرا وأخريات
المهم أن المثقف الذي يحتقر جماهير الكرة الغوغاء ، ويزدري جماهير نانسي الذين يلهثون وراء غرائزهم ، لا يحق له أن يطالب هؤلاء بان يركضوا وراءه ليترجوه بجاه الله وقع لنا اوتغراف .
الحقيقة لا أحب أغاني نا نسي ولا هيفا ولا شكيرا
ولكن يعجبني رقصهن والكذب خيبة ..
وإذ يحتج احد أن هؤلاء الذين يغارون من نجومية نانسي ليسو مثقفين حقيقيين ، أقول لا ادري ما هو توصيف المثقف الحقيقي وغير الحقيقي؟ وكما تعلمون أن ليس للثقافة معيار صارم مثل الذهب مثلا إذ يستطيع أن يعتبر نفسه مثقفا كل من ألف أو نشر كتابا أو مقالا أو قرأ عشرين كتابا وصحيفتين من صحفنا المحلية أو كان رئيسا لاتحاد كتاب في جزر القمر العربية .
وبالمناسبة جزر القمر انضمت إلى الجامعة العربية ليساعدها العرب في تحرير إحدى جزرها التي تحتلها فرنسا إلا أن أبناء الجزر المحررة خرجوا بتظاهرات عارمة( حقيقة لا ادري إن كانت عارمة لكن دائما اسمع في الأخبار صفة العارمة ملزوقة بالمظاهرات مع إن بعضها ليس عارمة) يطالبون الدولة المحتلة اي فرنسا بالعودة إليهم ليجنبهم هذا خطر الهجرة إليها بالصهاريج وقوارب الموت على ما يفعل العرب عامة وأبناء المغرب العربي خاصة .
أما المثقف المثال والنموذج في القول والسلوك فهو محض افتراض ذهني في ما يجب أن يكون لا في ما هو حاصل فعلا ، فالمثقف الذي يطبل لديكتاتور بعد عشرين كتاب يؤلفه ماذا نسميه ؟
هل هو مثقف ؟ إذا استندا إلى احد مفاهيم المثقف؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللهم كما علمت آدم الأسماء كلها علم طلاب الثانوية من فضلك


.. كلمة الفنان أحمد أمين للحديث عن مهرجان -نبتة لمحتوى الطفل وا




.. فيلم عن نجاحات الدورة الأولى لمهرجان العلمين الجديدة


.. نجل الفنان الراحل عزت العلايلى يتعرض لوعكة صحية.. وهذا آخر م




.. فيلم تسجيلي عن نجاحات النسخة الأولى من مهرجان العلمين الجديد