الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئيس وزراء التسوية حكومة تسوية

عبد فيصل السهلاني

2010 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



اضافة العملية السياسية في العراق مصطلحات جديدة الى معجم المصطلحات السياسية ، الدارجة سابقا والمتعارف عليها في العراق ،او الى قاموس العملية الديمقراطية وسياقاتها المتعارف عليها عالميا. من اهم هذه المصطلحات مسألة المحاصصة ، الطائفية ، التوافق الوطني ، حكومة التوافق ، المكونات، واخيرا رئيس وزراء التسوية وحكومة التسوية.
منذ ان وضعت الانتخابات الوطنية اوزارها في الثامن من آذار من هذا العام، ولازال الساسة العراقيون يتخبطون في توافقاتهم واصبح نعروفا ان الديمقراطية ف يالعراق وتبادل السلمي للسلطة له ايضا مقاسات عراقية فبدلا من اليوم الثاني يعلن فيه من سيكون رئيس الوزراء عندنا في العراق يستغرق الامر اكثر من نصف سنة بالقليل ، خلال ذلك تمارس كل الممنوعات والمجالات التي لا يشملها القانون او الدستور (ويصير الركض من تحت الطاولة ما له والي )، فمنهم من اعلن انتخابات تكميلية ورشح عدد منهم لرئاسة الوزراء ، ثم وضع اوراق هذه العملية على الرف ، ومنهم من لازال متمترس وراء لافتة التاريخ والتضحيات ويطالب بالاحقية في قيادة البلد ، ومنهم من يدعي الكفاءة والاستحقاق الانتخابي ، ومنهم من هو جالس على التل ( ياكل وينام وياخذ حصته من الميزانية ، وينطبق عليه قول شاعرنا العربي( انام ملئ جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصموا))
لا نعلم اي خبيث طرح مقترح حكومة التسوية او رئيس وزراء التسوية مما اعطى(دحرج) الكثيرين من السياسيين العراقيين، وخاصة الذين لم يحالفهم الحظ من الفوز في الانتخابات ، ويرى حقا في نفسه القدرة على الادارة والعمل في مجال خدمة بلده وشعبه ، ولربما كان قد حالفه الحظ في لحظة معينة من تأريخ العراق وحصل على موقع قيادي في الدولة العراقية ، وبعد تغيير الاوضاع وخروج البلاد من اطارات الحاكم المدني بول برايمر وعندما بدا العراقيون موضوع الانتخابات وبدأت ملامح حلم عراقي جديد، بأمكانية تبادل السلطة بصورة سلمية وعبر صناديق الاقتراح ، ظل هؤلاء الاخوة حالمون بتلك الفرصة التي منحها لهم الزمن صدفة بحته وأمل أن يمكن تحقيقها مرة ثانية . لذلك واقولها بكل صراحة مؤذية ( لزم كل واحد دشداشته من ذيلها وركض لربما يختارونه رئيس وزراء تسوية) . ان هذا الخبيث الذي ارسل هذه القنبلة صدق بها الكثيرون ولا اعلم ان صدق بها هو ايضا وقد يكون من فريق الذين ركضوا وراء هذه الفتنة الخبيثة . فقط التصديق بهذه الاكذوبة، وليس العمل بها، يعني قبل كل شئ الغاء البداية البسيطة للديمقراطية والغاء الدستور وكل المتعلقات بهذا الشأن والعودة بالبلاد كما يقول الاستاذ حسين درويش العادلي الامين العام للتيار الاسلامي الديمقراطي والشخصية الاعلامية المعروفة (العودة للمربع الاول)وكأننا ما حلمنا وما عملنا وما راكمنا اي جهد في العملية الديمقراطية ولو في بداياتها ولم نخرج بعد من مربع العادلي . ان المشكلة الثانية مع الاسف الشديد هو ان اصحاب القرار والماسكين بالسلطة قد صدقوا كذلك الامر وبدأت ريبتهم تكبر،وتخوفهم يزداد، وبسبب تمسكهم الرهيب بالكرسي ، فما كان منهم حتى صبوا نار غضبهم على هؤلاء الاخوة الحالمين بالعودة الى المربع الاول واقصوهم حتى من ابسط الوظائف التي يتولون رئاستها او هددوهم ان تنفسوا مرة ثانية بهذا الامر بالاعتقال وان لا يفكروا بالامر مطلقا . وعنذاك ذكرونا ليس فقط في كتابات الماغوط ورؤاه وتمثليات غوار الطوشي وكذلك بفلم عادل امام عندما ذهب ليسترجع امواله من ذلك النصاب المتلبس برداء الانسان المؤمن الحريص على الاموال والذي يصلي من الصبح حتى المغرب قائما وقاعدا كلما رأى شخصا يريد استرداد امواله حرص ان لايعطي فرصة ولو ثواني بمقاطعة صلاته مما يضطر هذا المواطن الغلبان للعودة الى عائلته بخفي حنين (لا الشقة ولا الفلوس شقا عمره). واذا بالاخوة جميعا يضعون الديمقراطية والحديث عنها تحت آباطهم دون الالتفات اليها مطلقا مذكرين بمبادئ ( بعد مانطيها) ولولا الخجل لرددوا ما قاله يوما الصنم عندما قال ( سوف نضحي بكل الاكراد وكل الشيعة وكل الشيوعيين ونصف البعثيين اذا هددونا باخذ السلطة منا) .
حكومة التسوية والراكضين وراء ذلك او الداعين لاسباب مصلحة خاصة وطمع بالسلطة ولو على حساب كل المبادئ والرؤى ، حالمون ام منتهزي فرص ام غشمه؟
ان كانوا من الصف الاخير فتلك مصيبة العراق خلال فترة قيادتهم له او قيادة احد مفاصله ، وان كانوا منتهزي فرص فاعتقد انهم يستحقون هذا الموقف وتبعاته،اما اذا كانو من النوع الاول حالمون فأعتقد ان من حق اي عراقي ان يحلم ان يكون طبيبا او مهندسا او يتقاضى راتبا معقولا يتناسب ورواتب دول النفط في العالم او ان يحلم بأن ينام الظهر تحت تبريد سامسونج وليس مبردة ايرانية تعمل على المولد بثلاث امبيرات فقط ، او ان يكون رئيس وزراء ، اذن يحق لهؤلاء ان يحلمو وحسب القانون لا يحق مقاضات الناس على احلامهم ، والا عدنا لا الى مربع حسين درويش العادلي( مع الاعتذار للتشبيه بين المربعين) بل الى مربع الصنم عندما اعدم ذلك الشاب الذي حلم بالانقلاب على الديكتاتورية واسقاطها وعندما روى حلمه للمقريبين وشوا به خوفا من ان يصل الامر للصنم فيعدمهم كلهم بين حالم ومتستر على الحلم ( الله لا يعيدنا لذيج الايام ياصالح المطلك) .
ان مانريد التنبيه اليه هو ان يتذكر الجميع ان المهم في كل هذا المخاض هو الناس والحفاظ على دمائهم واموالهم وعرضهم والوصول بهم الى شواطئ الرفاه والحياة الكريمة الحضارية الجديدة ،والعراقيون يستحقون ذلك بكل احترام وتقدير لتاريخهم وتضحياتهم ، وهذا المخاض والاهداف لا تتحقق الا بالديمقراطية مبدئا وقيم ووسائل للوصول الى حكم الشعب بنفسه والحكم الرشيد والعادل .
ان القادة العظام في الامم هم من وضعوا لبنة او اساسا في البناء خلال لحظة من الزمن قصيرة وليس عقدا او عقدين حتى يستكمل هذا مشروعه او ذاك من القيادات، والقائد المخلص من يصنع من ورائه قادة يتمكنون من البناء والاستمرار بعده مهما كانت الاسباب وراء عدم استمراره بكرسي الحكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا عودة للمربع الاول
محمد الخضري ( 2010 / 7 / 16 - 19:30 )
لا عودة للمربع الاول ... مربع الاحتراب الطائفي , فقد اخفاهه الشعب من الوجود
اما المخاصمات الراهنة بين حيتان الاحتلال فنتيجتها واضحة سلفا
سيتخاصمون ويتخاصمون ومن ثم يتحاصصون كل على قدر حجم خدماته للسيد الامريكي الذي حدد موعد تشكيل الحكومة - العراقية - نهاية آب تزامنا مع الانسحاب الجزئي المقرر
عجبي على مناضل شيوعي يدخل سوق المحاصصة الطائفية العنصرية بادارة امبريالية
الامبريالية التي اسقطت حكومة ثورة 14 تموز في انقلاب 8 شباط 1963 الاسود
الامبريالية التي جاءت بالبعث الفاشي ثانية في 1968
الامبريالية التي تحولت فجأة في قاموس- المناضلين- الى محررة

اخر الافلام

.. انطلاق الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية الـ 33 في المنامة|


.. أردوغان: لا توجد مشاكل غير قابلة للحل بين تركيا واليونان| #م




.. رئيسة مقدونيا تشعل خلافًا دبلوماسيًا مع اليونان بسبب كلمة..


.. تفجير مسجد ومدرسة بواسطة مسّيرة إسرائيلية في قطاع غزة




.. نائب وزير الخارجية الأمريكي: هناك خلافات بين الولايات المتحد