الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة 14 تموز...في ذمة التاريخ

شمران الحيران

2010 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



ونحن نعيش لضى الايام التموزيه الحمراء نستعيد ذاكرة الزمن لنرى ما حملت لنا هذه الايام من صفحات ومآثر مره اقترنت بتاريخ العراقيين واختلف عليه الكثير بين مؤيدا ومتحفظا ورافضا...رغم التفسير الكوني لما يحمل هذا الشهرمن معانات مناخيه ساخطه تمثلت بالحراره القاسيه وجحيم الايام مصحوبا بالاوبئه والامراض الفتاكه مضاف اليه التردي المزمن للوضع الصحي والخدمي.......كأن الشهر اعرب عن اسمه بما حمل للعراقيين...ولكن رغم جُل المصائب اعتبروه العراقيين ميلادا للحاله المجتمعيه العراقيه كما عكفوا ان يغادروا حالات وذكريات البؤس والشقاء وان يبقى الماضي هو المستقبل وان يظلوا حالمين ينشدوا(بلاد العرب اوطان) دون الاستيقاض والاستفاده من ما انتجته السياسات الخاطئه.
واليوم نستذكر حدثا مهما سجله التاريخ في صفحاته ونضع قرأءه اشتملت من البحث والتحليل والمتابعه والمشاهدات الفضائيه لبعض المتحدثين من قاده وسياسيين من رواد ثورة تموزوبعض الشهادات الشخصيه والمصادرالقريبه من احداث الثوره وأناس عاديون نقلوا بعض المشاهد وفق امكانياتهم وقدراتهم المعرفيه البسيطه كما تحدثوا عن وقائع عينيه دللت على ان يكون هناك فرز بين عاملين اساسيين اجتمعا في تكوين الثوره وهما ..شخصية الزعيم المرحوم عبد الكريم قاسم واهداف ثورة تموز ولنبدأ بشخصية الزعيم حيث اقترنت هذه الشخصيه بالصفه الوطنيه والشجاعه والصدق كما تميزت بروحيه لاوجود لها بين قادة العراقيين خاصه والعرب عامه بما حملت من قدر للتسامح والعفو..وان ما ظهر من مشاهد القتل والترهيب ليلة الثوره لم تكن هناك يدا موغله للزعيم المرحوم بقدر ماهو تشويه من الشركاء الذين حولوا الثوره الى مسرحا
دمويا قاسيا بعد ان شعروا بأن الزعيم عنوانا لها..كما ان الايام كشفت الكثيرمما ذهبنا اليه للسيره التسامحيه للزعيم عبد الكريم بعد اطلاق السماح للذين حاولوا قتله واغتياله
من البعثيين وعصابة صدام بعبارة(عفى الله عماسلف) لتلصق هذه العباره وتكون عنوانا لشخص الزعيم وطابعا بهيا يميزه عن جميع قيادات الثوره....كما عزز انتمائه للوطن والشعب حين اعتبر ارادة الشعب فوق كل الارادات والاعتبارات الاخرى وتخليه عن الاحزاب والقوى السياسيه عندما شعر بماهية هذه الاحزاب وميولها للجوانب الحزبيه والنفعيه بعيدا عن التوجه الوطني والجماهيري.
العامل الثاني هو اهداف الثوره..لم يكن هناك هدفا سياسيا واحدا للثوره بل كانت هناك عدة اهداف تباينت في المنهجيه والرؤى بين احزاب الثوره وقادتها حيث كانت الاهداف والغايات واضحه صبيحة 14 تموز لتكشف شمس ذلك الصباح عن اول مجزره دمويه تحًل بالعائله المالكه بابشع صور الترهيب والقتل دون اي اشاره تدل هناك تخطيط او مركزيه في عمل الانقلابيون..ومن هنا نستدرك بان العرض الصباحي للثوره ينذر بتحول جديد من الحياة المدنيه الدستوريه الى صور العسكره والاحكام العرفيه وتلاوة البيانات عبر الضياءات الاولى لكل صباح كما اضيف الى نقطه هامه تظهر التناقض والاختلاف بين ابرز قيادات الثوره وهم الزعيم عبد الكريم وعبد الرحمن محمد عارف وما حملا من صفات شخصيه وافكار ورؤى متباينه متباعده كل البعد عكس الريبه والشك في توجهات الثوره ومساراتها ولكن الذي حصل هو اشراقة وجه الزعيم عبد الكريم اخفت كثير من السلبيات والمآسي التي شابت الثوره في حينها والبدايات الوطنيه لبعض القوى اليساريه اسهمت في نسيان صور البشاعه والقتل بسن قوانيين انحصرت فعاليتها
لانصاف الفقراء والمظلومين بغية تلطيف المسعى السياسي للثوره.
ومن هنا تبدأ المأساة في تشريع قرار يسمح لاولاد الفقراء والطبقات الوسطى الانتساب والتوظيف في المؤوسسات العسكريه بعد ان كانت هذه المؤوسسات حكرا لابناء الذوات والوجهاء حيث حلت اللعنه على هذه المؤوسسات يوم دخلوها اولاد الفقراء ليستشري الفساد في مفاصلها وتصبح الرشوه في هذه المؤسسات معول يهدم قلاع الانضباط وآواصر الاوامر العسكريه وتسويفها الى يومنا هذا وحتى ابرهن لكم ذلك لننظر اليوم لمؤسسات العراق بعد ان تمكن الفقراء وابنائهم منها واصبحوا في موقع المسؤوليه والقرار انصبوا عليها ظلما وجورا وفسادا بشراهه تعويضا منهم لسنين الحرمان وزمن المهاجر متذكرين ايام الفاقه الذي تركت اثرها النفسي عليهم كونهم انحدروا من باحات واوساط بائسه للعيش وهم الان في مواقع حكوميه عليا عكس ذلك مدى الاختلال وعدم التوازن استدلالا لما ذهبنا اليه ..كما اعزز ذلك بالقول المأثور للامام علي (ع)...(لو كان الفقر رجل لقتلته) وكان الرجل يدرك جيدا بان الفقر عدواللمجتمعات والعلم والتطور وقول ابا ذر الغفاري رحمه الله(الفقر والكفر رفيقان) ونستنتج اخيرا بان ما تذهب اليه الثورات المسلحه في كل شعوب الارض لم يكن سوى سيناريوهات للقتل والترهيب والتسلط بالوسائل الوحشيه لم تدر ثمارا للفقراء والمظلومين بقدر ما تنتج هدرا مجانيا لدمائهم وهظم لحقوقهم تحت شعارات الوطنيه والتحرير التي اصبحت تجارة بائسه لاتنطلي على الذين وقفوا على التلال وابصروا كل شيء ...وايقنوا بان التغيير لاياتي بالدماء والتضحيات بقدر ما هو ياتي بوسائل التداول السلمي والحوار والفكر وليكن غاندي اكبر رمزا وطنيا للثورات والتحرر والتغيير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية وتصويب
البراق احمد ( 2010 / 7 / 15 - 13:26 )
تحية للاستاذ شمران واحب ان اشير الى ان اسم القائد الثاني للثورة هو عبد السلام محمد عارف وليس اخوه عبد الرحمن كما جاء في المقالة . كما اشير الى ان موضوع قتل العائلة المالكة من قبل عبد الستار العبوسي لم يكن قرارا من الضباط الاحرار وقادة الثورة بل تصرفا شخصيا عانى هو منه لحين اقدم على الانتحار . مع وافر تقديري واحترامي


2 - استذكار ايام تموز
قاسم السيد ( 2010 / 7 / 15 - 14:14 )
اثنى على الكاتب على استذكاره لأيام 14 تموز والواقع انني اتحفظ على تسمية الثورة التي يطلقها الاعلام عليها فهي اقرب للانقلاب العسكري منها للثورة بما تعنيه الكلمة من دلالات اضافة الى انها ليست اول انقلاب عسكري يحدث في العراق ابان العهد الملكي ولكنه الانقلاب الاول الذي قدر له ان ينجح ويطيح بالسلطة الملكية كما ان نجاحه كان بفعل المساندة الجماهيرية ربما كانت العفوية منها اكبر من المنظمة والتي حالت الى شلل قيادات الجيش وهي الكثرة الكاثرة والموالية للملكية في حينها من التحرك ولجم هذا الانقلاب كما ان مقتل افراد العائلة المالكة لم يكن من الاهداف المرسومة للانقلابين وهو لم يحدث في الكثير من الانقلابات الفاشلة التي سبقت انقلاب تموز ولقد لعبت الاقدرا دورها ليحدث هذا لتبدأ بعد ذلك اليوم مرحلة سفح الدماء بكل سهولة ويسر وقولك من تسامح قيادة عبد الكريم قاسم فأني اتسأل اين كانت هذه القيادة من احداث الموصل والقلعة في كركوك حيث تم سحل الجثث في الشوارع بدعم ومباركة من زعامة عبد الكريم قاسم اماقوله عفا الله عما سلف عن الذين حاولوا اغتياله فلقد كانت اللعنة التي زرعها لتطرح ثمارها في 14 رمضان وما ادراك -يليه


3 - استذكار ثورة تموز - يلي ماقبله
قاسم السيد ( 2010 / 7 / 15 - 14:25 )
فلو كان عبد الكريم قاسم صاحب رؤيا سياسية ناضجة ويملك الشجاعة الشخصية لاستغل حادث اغتياله واطاح بكل خصومه من البعثيين وبقية القوى الموالية لهم وكانت تغطية المسألة تسمح بذلك من خلال محاولات الانقلابات الفاشلة التي جرت ضده ابتداء بتمرد القوميون بعد اشهر من انقلاب تموز او من خلال تمرد الشواف في الموصل لكن تردده وجبنه وعدم تقديره لعواقب الامور جعلته يغطي ذلك بشعار عفا الله عما سلف مما جعل البلاد تمر بفوضى امنيه من خلال عمليات التصفية التي بدأ بها القوميون والبعثيون ضد اليساريين وخصوصا الشيوعيون وليتوجوا ذلك بأنقلاب 14 رمضان الذي اطاح بعد الكريم قاسم والذي كشف من خلال معالجته لهذا الانقلاب عن جهل عسكري بأدارة اي ازمة من خلال تحصنه في وزارة الدفاع وسماحه لاعدائه من محاصرته كما انه خلال حكمه لم يستطع ان يبني جهاز امني يعول عليه وكان المتأمرون عليه يتحركون بكل سهولة ويسر كما ان ربط اسم عبد الكريم قاسم باسم عبد الرحمن عارف فأغلب الظن انك تقصد عبد السلام عارف شقيقه لكون الاول لم يكن له قيمة تذكر كما ان قولك بأن السماح لاولاد الفقراء بالوصول الى الكليات العسكرية فأنه لم يكن ايام عبد الكريم قاسم


4 - استذكار ايام تموز
قاسم السيد ( 2010 / 7 / 15 - 14:28 )
لكون عبد الكريم قاسم نفسه كان من اصول فقيرة وقرار السماح هذا كان ايام العهد الملكي بعد عزوف اغلب ابناء العوائل الميسورة عن الدخول الى الكليات العسكرية لكونها لاتوفر تلك المكانة الاجتماعية التي كانوا يطمحون للوصول اليها .
واخيرا تقبل خالص تقديري لمقالك الرائع يا أخ شمران


5 - رائع
فراس الغضبان الحمداني ( 2010 / 7 / 15 - 15:55 )
ما اجمل الحقيقية عندما تدونها الاقلام الامينة

استاذي العزيز كنت رائعا في وصفك لمرحلة اختلفت فيها الاراء ونقل وتدوين الحقيقة التي هي كالشمس لا يحجبها غربال


6 - اهلا بك ....يا براق ...اللبيب
شمران الحيران ( 2010 / 7 / 15 - 19:06 )
شكرا للبراق على التصحيح ولاادري كيف سقط اسم هذا الصنم المسكين سهوا كونه الرئيس العراقي الوحيد الذي لم يقتل......وبخصوص ما قام به العبوسي من قتل للاميرات اليافعات هو الساديه بعينها ولم يكن الفعل باراده شخصيه كما ورد في كثيرمن الموارد التاريخيه بقدر ما هو أمر من بعض قيادات الثورة المشبوهه لتجيير الحدث لصالحها وفرض وجود لها على هرم الثوره باعتبارها القوه التى قتلت الملك المرحوم فائق تقديري مع الود......سروري اراك مشاركا بموضوعك القيم اكبر من ان اراك معلقا ...تقبل تحياتياهلا


7 - ثوره ...ولست انقلاب
شمران الحيران ( 2010 / 7 / 15 - 20:16 )
الاخ الفاضل قاسم السيداثمن جهودك المتكرره في التعليق واشير لك بأن 14 تموز ثوره وليس انقلاب بحكم المعطيات التي شابت هذه الثوره كونها غيرت من صفة النظام من الملكي الى الجمهوري اضافه الى المشاركه الجماهيريه والحزبيه بعكس الانقلاب الذي يدبر ليلا ويعلن صباحا ضمن هرم السلطه اشبه بالتبديل للنظام اما بخصوص صفة التسامح للزعيم المرحوم التي شككت فيها.. تخليه من جميع الاحزاب والقوى السياسيه لاستباحة الدم العراقي هو دليل قاطع بعدم رضاه عن اداء هذه الاحزاب وبخصوص وصفك (جبن الزعيم) هذا مردود وتجني على الرجل الذي يعفو عن خصومه يكون هرم الشجاعه والكرم مهما كانو لمنحهم فرص الاصلاح واذكرك (العفو عند المقدره) وهي صفات ال بيت الرسول الاطهار ان كنت سيدا حقا وبخصوص عبد الرحمن عارف ورد سهوا اشبه بتوليه قيادة العراق سهوا ايضا كونه فاقد الحظ والتوفيق ....تحتاتي مع الود


8 - لك...السبق
شمران الحيران ( 2010 / 7 / 15 - 20:31 )
الفاضل الحمداني... كان لك السبق في الوصف والامانه وما جدت به اليوم ما هو الا استكمال لما كتبت اانت من وصف وتشخيص لحقائق التاريخ بكل صدق وامانه بعيدا عن الاهواء والرغبه...فقط رغبة واحده ...هي رغبة الضمير اليقظ...مع فائق التقدير والاحترام

اخر الافلام

.. 4 مستوطنين على لائحة العقوبات البريطانية بسبب أنشطة استيطاني


.. القوات الإسرائيلية تقتحم منطقة دير الغصون بطولكرم وتحاصر منز




.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية