الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرلمان

محمد خضير عباس

2010 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


(( برلمانيو الخارج وبرلمانيو الداخل ))
شهدت فترة حكم النظام البعثي المقبور الممتدة من عام 1968 ولغاية سقوطه في عام 2003 هجرت العديد من الفنانين والأدباء والمثقفين العراقيين الى بلاد المنافي المنتشرة على كافة أرجاء المعمورة هرباً من السياسة التعسفية التي انتهجتها اجهزته القمعية المختلفة ضد ابناء شعبنا بصورة عامة وضد الطبقة المثقفة منه بوجه خاص لما لهذه الطبقة من تأثير كبير بين أوساط الشعب في فضح جرائمه وسياسته العنصرية حيث أستخدم كل انواع القهر ضدها من اعتقال وسجن وتعذيب وتنكيل وقتل وتكميم الأفواه والتهجير القسري ورغم ذلك أستمر الأدباء العراقيين بعطائهم الابداعي من شعر وقصة ورواية وفن تشكيلي. وبالرغم من معاناة الغربة التي كانوا يعيشونها حيث استطاع الكثير منهم ان يحصل على جوائز أدبية مرموقة عند مشاركتهم في المعارض والمهرجانات التي كانت تقام في العواصم الأوربية والعربية ونتيجة لهذا الابداع ظهر مصطلح جديد في الدراسات الأدبية والنقاشات الثقافية التي كانت تدور آنذاك سميَّ بـ(ادب الخارج) تميزاً له عن النتاج الأدبي للأدباء العراقيين الموجودين في الداخل مع العلم ان هذا المصطلح سبب الكثير من الأشكاليات والجدل في دراسة تاريخ الأدب العراقي الحديث. وبالرجوع الى المشهد العراقي بعد أحداث عام 2003 نجد أن الكثير من المتغيرات قد حصلت بوجود فضاء الحرية الذي انتشر على كافة ربوع الوطن ابرزها سن دستور عراقي جديد وما تمخض عنه من تشكيل السلطات الثلاثة (السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية) عبر تشكيل أول برلمان عراقي منتخب بطريقة ديمقراطية من خلال صناديق الاقتراع ورغم ان فترة عمله البالغة أربعة سنوات قد انتهت عملياً ألا انه تعرض الى الكثير من الانتقادات لطريقة أداء عمله التي لم تلبي طموحات ابناء شعبنا في تحقيق ابسط حاجته الاساسية وذلك لعدة اسباب أهمها عدم أكتمال نصاب الكثير من جلساته المخصصة لتشريع القوانين ذات الصلة بمتطلبات حياة المواطن بسبب ظاهرة ملفتة للنظر وهي غياب الكثير من اعضائه عن حضور جلساته المقررة لتواجدهم المستمر خارج العراق بسبب أو بدونه مما أثر سلباً على أداء اعماله ولوجود خلل في صياغة بعض فقرات نظامه الداخلي المتعلقة بآلية حضور أعضائه للجلسات ونتيجة لهذه لظاهرة ظهر مصطلح جديد على الساحة السياسية بدأت وسائل الأعلام والصحافة بتداوله وهو (برلمانيو الخارج) تمييزاً لهم عن اقرانهم من اعضاء مجلس النواب الذين يعيشون ويعملون في الداخل ولكي لا يضاف هذا المصطلح الى المصطلحات التي عرفها الشارع العراقي بعد سقوط الصنم مثل (الديمقراطية- الفدرالية- الشفافية- النزاهة- المفوضية) وغيرها من المصطلحات لذا ندعوا رئاسة البرلمان الجديد بعد انتخابه الى الحد من هذه الظاهرة الغير مقبولة ومراجعة الكثير من فقرات النظام الداخلي للبرلمان السابق بغية دراستها وتعديلها لتتناسب مع المهام الكبيرة الملقاة على عاتقه ولكي نشهد جلسات برلمانية نموذجية وتشريع قوانين رصينة لا تقبل الجدل والنقض بعد اصدارها تليق بالمرحلة القادمة خدمة للصالح العام ومن الله التوفيق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا