الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين نحيا بدون الآخر

رحاب الهندي

2010 / 7 / 16
العلاقات الجنسية والاسرية


حين نحيا بدون الآخر
الظروف المعيشية والتغيرات الاقتصادية أهم أسباب العزوف عن الزواج
أحلام مؤجلة نتيجة الخوف من بناء أسرة وتحمل المسؤولية
البعض تحت قبضة العادات والتقاليد .. والبعض الآخر يبحث عن الحرية
العنوسة ليست ظاهرة ولكن
كتبت - رحاب الهندي
في عالمنا العربي تسكت الأشياء ونكاد أحيانا نخنق أنفسنا ضمن دائرة كبرياء أجوف حين لا نتحدث عن الحقيقة التي نؤمن تماما أن لها وجوها عدة لكن تبقى هناك مؤشرات حقيقية لخطر قادم وإن لم يعتبره البعض خطرا لكن أحد وجوه الحقيقة يقول ضمن دراسات علمية إن العيش للذات مطحونا بالوحدة هي من أهم المخاطر التي تعصف بالإنسان وتجعله يعيش الكآبة والأمراض النفسية المختلفة ومؤشرات أن يعيش الإنسان وحيدا في عالمنا العربي يعني أن لا يرتبط الرجل بالمرأة ارتباطا شرعيا يحلله الدين ويباركه المجتمع ويطلق عليه لقب عانس مذكرا كان أم مؤنثا وهذا كلام استندنا عليه ضمن واقع مر يعيش به كلا الجنسين على مستوى الوطن العربي حيث أكدت الإحصائيات الحديثة التي وجدناها في محرك البحث "جوجول" عبر الشبكة العنكبوتية إن نسبة العنوسة في كل من الكويت وقطر والبحرين والإمارات بالنسبة للفتيات هي 35 % و 30% في كل من السعودية واليمن وليبيا و 20% في كل من السودان والصومال و 10% في كل من السلطنة والمغرب و5% في كل من سوريا ولبنان والأردن و 1% في فلسطين أما في العراق فكانت النسبة الأعلى حيث وصلت إلى 80% وتعزو الدراسة أسباب العنوسة التغيير في الظروف المعيشية والتغيرات الاقتصادية التي شملت معظم البلاد العربية وأكدت الدراسة بالطبع على اختلاف الأعمار ما بين الخامسة والعشرين إلى الأربعة والثلاثين عاما . ولن ندخل هنا في تفاصيل الدراسة الدقيقة فقد كانت مدخلا معرفيا لتحقيقنا هذا ليس إلا .
الخوف من الآخر في السلطنة
في دراسة تحت شعار " نحو فهم أفضل للشباب " قدمتها وزارة الصحة لعام 2001 أفادت ان نسبة 45% من الشباب الذين وصلوا لعمر الزواج يعانون من أمراض مختلفة ترتفع عند الإناث 45% عندهم خوف من بناء أسرة وتحمل المسؤولية 48 عندهم خوف من الجنس الآخر خصوصا الاناث مما يزيد من حالات العنوسة في البلاد .
ورغم أن هذه الدراسة مر عليها حوالي تسع سنوات إلا أنها تؤكد حقيقة ما وهي أن البعض مازال يخاف من الآخر لأسباب نفسية واجتماعية ومادية . ورغم حساسية الموضوع في مجتمع يغلفه الحياء والصمت أحيانا إلا أن البعض تحدث لنا عن سبب عزوفه عن الارتباط والدخول في القفص الذهبي وقد يجد أساتذة علماء النفس في جامعة السلطان قابوس في تحقيقنا هذا بعضا من الاشارات التي قد تضيف إلى بحوث طلابهم .
لا أريد الزواج
مما يثير الاستغراب أن بعض الشباب والشابات واجهنا بإجابة تكاد تكون واحدة بقول الواحد منهم : لا أريد أن أتزوج وغالبا ما تعلق إجاباتهم بسؤال فوري هو لماذا ؟ بعضهم لا يناقش الفكرة سوى بهز الكتفين قائلا أنا سعيد بحالي فلماذا أنغص عيشتي ! وآخرون يضحكون قائلين الحرية أثمن ما في الوجود فلم نستغني عنها بسهولة ؟ وتضيع الأسئلة وتضيع الإجابات ضمن مفهوم شخصي يرفض من خلاله صاحبه الارتباط لكن نكاد نجزم أن معظم أصحاب هذه الأقاويل هم ممن مروا بتجربة عاطفية أولى فاشلة فتوقفوا عن حكاية جديدة .
لكن يبقى للبعض نكهة خاصة حيث أجابتنا إحدى الفتيات والتي تجاوزت الثلاثين من عمرها بقولها لا أريد أن أتزوج رغم أن أهلي يضايقونني في هذا الموضوع منذ أسبوع تقدم لخطبتي أحد أقربائي ورفضت الفكرة لأنني فعلا لا أريد أن أتزوج وهذه حرية شخصية بحتة والسبب الوحيد والأهم بالنسبة لي أنني أريد أن أكمل دراستي وأثبت نفسي في عملي لقد تأخرت عن ركب الدراسة بسبب ظروف المجتمع في قريتي لسنوات عدة فجئت إلى مسقط لهذا السبب فأنا الأن أعمل وأدرس وهذا حلم حياتي فلو تزوجت لضاع الحلم يكفي ما ضاع من عمري بلا دراسة ولا عمل خاصة انني الآن في أسعد أيام حياتي وأنا اشعر أنني مشغولة طوال اليوم صباحا في العمل ومساء في الدراسة وحين حاولنا أن نتابع الحديث معها ضحكت قائلة : الزواج مقبرة لطموحي ولن أدفن طموحي بعد الآن لأي سبب مهما كان.
وكان سؤالنا مباشرا هل تخافين من الآخر .... من الزواج ؟ فضحكت مجيبة الزواج ليس وحشا والرجل كالمرأة لا يختلفان في السلوك فلماذا أخاف منه ثم انني أعمل في دائرة غالبية موظفيها من الرجال.
لماذا أتزوج
أما الشاب الذي تحدثنا إليه وكان مصمما على أنه لا يريد الزواج كانت إجابته مغايرة فقد وجه سؤالا لنا بقوله لماذا أتزوج ؟ الزواج هنا في عمان مكلف جدا وأجد كثيرا من الشباب يبحثون عن فتاة موظفه لتعينه على الغلاء المتفشي فهو إذن زواج مصلحة لا مكان للعواطف فيه وأنا شخصيا لا يعجبني هكذا زواج حين أحببت إحدى الفتيات كان مهرها ومتطلبات أهلها عالية جدا لم أستطع وأنا الموظف أن أوفر هذه المتطلبات فتراجعت عن فكرة الزواج.
أتزوج ولكن
غالبية الفتيات اللاتي تحدثنا إليهن يرغبن في الزواج فعلا وهذه ظاهرة إنسانية طبيعية لكن المشكلة بالنسبة إليهن ليست في الزواج بحد ذاته لكن بشروط الموافقة على الزوج المناسب حسب رأيهن: فتاة موظفة جميلة تجاوزت التاسعة والعشرين قالت لا ينقصني شيء والحمد لله مال و جمال كما يقولون لذا لن أوافق بالطبع على أي رجل لمجرد أني أريد الزواج الذين تقدموا لخطبتي في السابق غالبا ينقصهم شيء أساسي بالنسبة لي فمعظمهم إما يكون موظفا ومستوى تعليمه لا يرقى لمستوى تعليمي أو يكون موظفا لديه مسؤولية مساعدة الأهل والأهم أنني أشعر أنهم يتقدمون لطلب يدي لأنني موظفة وراتبي عال وليس لشخصيتي لذا أرفض ولن أتنازل عن مواصفات الرجل المناسب حتى لو لم أتزوج وحين سألناها عن مواصفات الرجل المناسب لكي تقبل به زوجا أجابت : أرجو أن لا تسخري من رأيي فأنا أريده رجلا أنيقا متعلما غنيا يستطيع أن يوفر لي كل الاحتياجات الرفاهية بدون قروض ولا مسؤوليات ماليه مرهقة حتى نعيش براحة ونربي أبناءنا تربية راقية.
أما صديقتها الحاصلة على شهادة دكتوراه وعمرها 31 عاما قالت البعض يقول أن الفتاة كلما تكبر تقل شروطها في زوج المستقبل أنا شخصيا ضد هذه المقولة نحن لا نتهافت على الزواج من أجل الزواج كما يفعل البعض أنا أوافق صديقتي الرأي نحن لسنا ضد الزواج لكن بشروط فلا يعقل أن نتزوج لمجرد الزواج قد تختلف شروطي عن شروط صديقتي لكن لا يمكن أن أتنازل عنها وأعتبرها شروطا واقعية ومن حقي فأنا اشترط أن يكون المستوى التعليمي متقاربا وبالتالي سيكون المستوى المادي أيضا متقاربا وستكون بكل تأكيد الأشياء المشتركة كثيرة ستجمعنا لنبني حياة زوجية هادئة .
طالبة ماجستير قادمة من الخارج عمرها (32) عاما في إجازة قصيرة علقت على الموضوع بقولها إذا اهتممنا بكلام المجتمع سنعيش حياة متعبة ثم إني لا أعرف لماذا يحدد سن الزواج وخاصة للفتيات وكأن من تجاوزت الثلاثين فقدت القدرة على الحلم والأمل ووجود شريك بحياتها . المشكلة هي في المجتمعات وليس عند الفتيات والموضوع لا يختصر في تحقيق في جريدة ما هناك أسباب نفسية واقتصادية وعلمية واجتماعية تختبئ في ثنايا الموضوع هناك فتيات يتزوجن من أجل المجتمع وهذا خطأ لا يمكن اكتشافه إلا بعد الزواج وتكون الفتاه نفسها الضحية لا يخيفني أنني تجاوزت الثلاثين ولم أتزوج فلدي اهتمام بالدراسة يفوق اهتمامي بالزوج والأولاد سأتزوج إذا كتب الله لي الزواج.

لن أتزوج إلا من أحب
هي فتاة في الثامنة والعشرين من عمرها ابتسمت وقالت باختصار لن أتزوج إلا من أحب لأنني أؤمن بالحب فكيف من الممكن أن يرافق الإنسان أحد ما بالزواج دون أن يحبه وأنا الآن في حالة حب وقد تقدم لخطبتي لكن تم رفضه لمعايير اجتماعية وحاول الأهل إتمام خطوبتي على ابن عمي لكني رفضت ومازلت أرفض وسأنتظر من أحب حتى يوافق الأهل فلن أتزوج غيره !
العنوسة ليست ظاهرة في عُـمان
إحدى المدرسات تحدثت إلينا بقولها لا تعتبر العنوسة ظاهرة في بلادنا كالبلاد الخليجية الأخرى أو البلاد العربية والظاهرة هي أن تكتشفي أن كثيرا من الفتيات في العمل أو من خلال المعرفة غير متزوجات وهذه المسألة قليلة في عمان فغالبية الموظفات والمدرسات هن نساء متزوجات ونسبة غير المتزوجات قليلة ونسبة اللاتي تجاوزن الثلاثين ولم يتزوجن قليلة أيضا فهي إذن ليست ظاهرة و لا تشكل خطورة كما في بعض المجتمعات لكن أعتقد إنها قد تتحول إلى ظاهرة إذا استمر غلاء المهور وقلة الرواتب واهتمام بعض الشباب بالمظاهر .
نعم للزواج ولكن
"كلما وجدت فتاة لأتزوجها رفضني أهلها" أحد الشباب توجه إلينا بمقولته هذه وحين تحاورنا معه بدقة أكثر اكتشفنا أنه تقدم على فترات متباعدة لخطبة ثلاث فتيات وكانت الخطوبة تفشل كل مرة قبل أن يعلنها أي قبل أن تخرج من إطار العائلة . وقد وجدنا الأمر طبيعيا جدا فكثير من الشباب يتقدمون لأكثر من فتاة حتى يحصل التوافق والموضوع مشابه أيضا للفتيات فقد يحدث أمر خارج عن إرادة أحد يفشل مشروع الخطوبة لكن يبدو أن صديقنا اعتبر المسألة فشلا لشخصيته وذاته وهذا ما قد يحدث للبعض فيجعلهم ينصرفون عن فكرة الزواج ومما قاله صديقنا : منذ أكملت الثامنة والعشرين من عمري وأنا أفكر بالزواج فعليا وحين تقدمت أول مرة لإحدى زميلاتي في العمل فوجئت بالرفض وبانتقال الزميلة من العمل دون أن أعرف أسباب الرفض والمرة الثانية كانت حينما شاهدت قريبة أحد جيراننا وأيضا تم الرفض والمرة الثالثة حين تعرفت على فتاة وتبادلنا الإعجاب لكن أهلها رفضوني لأنني لست من قبيلتها !
والآن عمري تجاوز الثلاثين ولم أعد أفكر في الزواج أو الخطوبة فكل اهتمامي هو عملي فقط .
المال هو السبب
يعتقد البعض دوما أن الشباب أكثر حرية وأنهم لا يعانون كما الفتيات لكن ما تتبعناه في هذا الموضوع وجدنا أن المشاكل قد تبدو متشابهة وأن الشباب كما الفتيات كل له نصيب من المعاناة فقد تحدث لنا أحدهم بقوله ان والدي لا يريدني أن أتزوج فكلما اخترت فتاة لأتقدم لخطبتها سواء من العائلة أو خارج العائلة حتى يجد فيها أو في أهلها عيوبا كثيرة ويترك لي خيارا صعبا وهو أن أتقدم لخطبتها وحدي وطبعا نحن في عمان لا زلنا نتمسك بالعادات والتقاليد ولن يقبل والد أي فتاة أن يستقبلني بدون والدي أو أهلي وقبيلتي ! أحيانا لا أجد سببا مقنعا لتصرفات والد أية لكني في النهاية لا أملك إلا أن أطيعه ! وقد وعدني في الفترة الأخيرة أن يجد لي عروسا مناسبة.
ولعل اختيار العريس أو العروس للزواج من قبل الأهل وفرضهم اختيارا معينا على الابن أو الابنة في السلطنة وعلى مستوى الوطن العربي يحتاج أيضا إلى تحقيق آخر لكننا نكتشف من خلال ما قدمناه الكثير مما يعتمل في صدور الشباب بنين وبنات إضافة إلى الدراسة الأولى التي قدمتها وزارة الصحة والتي اكتشفنا من خلال حديثهم أنهم مازالوا تحت قبضة مجتمع غالبا لا يرحم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هاي رحاب
جهاد علاونه ( 2010 / 7 / 16 - 19:04 )
هاي كيفك زمان عن اطلالتك الجميلة


2 - الحاله الإقتصاديه
فيصل البيطار ( 2010 / 7 / 16 - 21:33 )
النسبه في العراق مرتفعه للغايه وأكاد لا أعقلها حتى لو تضمنت عدد الأرامل ، أما في فلسطين وهي 1% فهي متدنيه للغايه وتكاد لا تعقل أيضا .... عموما ، السبب الرئيسي في الإعراض عن الزواج يكمن في تدني المستوى الإقتصادي والفقر المستشري في أوساط المجتمعات العربيه مما لايمكن الشباب من تحمل تكاليفه وفتح بيوت تأوي المتزوجين على بساطتها .
تحيه لك سيدتي الكريمه .

اخر الافلام

.. الدول العربية الأسوأ على مؤشر المرأة والسلام والأمن


.. إحدى الطالبات التي عرفت عن نفسها باسم نانسي س




.. الطالبة التي عرفت عن نفسها باسم سيلين ز


.. الطالبة تيا فلسطين




.. الطالبة نورهان الحسنية