الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ياصديقي : أنا ، هو أنا ، حتى لو أنك نسيت اسمي !!

ربحان رمضان

2010 / 7 / 17
الادب والفن


اليوم كان آخر يوم عمل في الأسبوع ، كان يوما عمل شاق حيث أن درجة الحرارة في أعلى معدلاتها لهذا العام ...
وفي الطريق إلى غرفة تغيير الملابس وقف عامل ثمل يصيح بزملاءه ، يذكرهم أنه في النمسا منذ عشرين سنة ، وأنه حصل على الجنسية منذ زمن بعيد ، وأنه سيتكلم بلغته الأم سواء رضي الآخرون أم لم يرضوا ..
يكرر : أنا كرواتي ، حصلت على الجنسية النمساوية .. كل شئ لدي متساوي ، لم يعد لدي مايهم .. كل شئ ضاع مني في الغربة ..
سمة حزن تعلو وجهه ، الخمرة جعلته في وضع أكثر حزنا ً .. زملاءه اعتقدوا أنه يشتمهم لأنه يتكلم بلغة غريبة ..
أردت أن أخفف حزنه وأسمع لأحزانه ، فتشبث بي ولم يتركني ، حتى أني لم أخرج من الشركة إلى أن اطمأننت أن الأبواب لم تغلق عليه ، لم أخرج حتى خرج الرجل إلى الشارع ..

لم يحفظ اسمي ، بل أن لم يسألني عنه ، ولو سألني فسينساه بالتأكيد ، لأنه وفي كل يوم يتغير زملاء العمل في الشركة التي أعمل فيها ، و الكثيرين منهم لا يهتموا بأسماء زملائهم ، يكتفوا بكلمة زميل كي لا يتعبوا ذاكرتهم في حفظهم الأسماء ، ولأن اسمي يصعب على الكثير من النمساويين فإني اخترت أن ينادوني باسم ابني (جنكو) .
و لكن لما أرسل الله لي جنكو اضطريت أن أفكر باسم سهل الحفظ لذاكرة زملائي ومعارفي من غير الكورد والعرب .. فاخترت ان ينادوني باسم العائلة (رمضان) حيث أن جميع الناس يعرفوا أو يسمعوا عن شهر رمضان الفضيل ..ورغم ذلك فإن البعض يناديني " رمزان " على أساس أنه اسم تركي أو اسلامي ..

اليوم قرأت مقال كتبته في موقع ألكتروني (برق نت) وقد أشار صاحب الموقع إلى اسم جديد لي هو ربحي رمضان ..
وذات مرة قرأت مقال كتبته وقد انتحله أحدهم فكتب اسمه بدلا عن اسمي ..
البعض ورغم تكرار توقيعي باسم ربحان ، يكتب ريحانا ً ، فأعاتبه ، ومع مرور الوقت ينسى ، يعود ويكرر نفس الاسم ريحان ..

كتبت لصديق " كان قد َتقصَد في تحويراسمي إلى ريحان " طرفة حدثت معي في نهاية الستينات من القرن الماضي ..
كتبت إليه أقول : كنت ياصديقي أدرس المرحلة الإعدادية في ثانوية يوسف العظمة بدمشق .
وكان يدرس معي شاب ذكي ، ومجتهد اسمه محمد الأغا من قرى الساحل السوري ..
أكد لي أكثر من مرة أن أصل عائلته كردي يعود تاريخ وجودها في الساحل السوري إلى زمن صلاح الدين الأيوبي ، كنا نتناقش حول مشروعية الثورة الكردية في كردستان العراق ، وأشرح له بين الحين والأخر باقتضاب عن قضية الشعب الكردي في سوريا .
لما انتهى العام الدراسي انقطعت أخباره كليا حتى أني نسيته .
بعد سنوات وفي عام 1974 وبعد أن التزم الحزب الذي انتمي إليه (اليساري الكردي) بالماركسية اللينينية ، وتحديدا وبينما كنت أتمشى مع صديقي سمير الذي ليست له علاقة بالسياسة ولا بمخاطرها الأمنية في شارع الفردوس بدمشق وإذ بي ألتقي مصادفة بمحمد الأغا زميلي القديم الذي كان يجادلني حول حقوق الكورد وعن ثورة ايلول 1961 م ..
بادرني بالتحية أهلا عمار ، فأجبته بتحية مثلها ، وكيف الحال ؟ قال جيد ، حاليا أنا بالهيئة الإدارية للإتحاد الوطني لطلبة سورية في الجامعة .
ثم تابع يسألني : هل مازلت تحب البارزاني ياعمار ؟
قلت : ومقتنعا بمشروعية ثورته ، وبمشروعية نضال الشعب الكردي في سوريا أيضا ً ..
قال : لا ، فنحن في بلد ديمقراطي ؟
قلت : بل بلد يحكمه نظام مستبد ..
وهكذا رحنا نتناقش ، وكنت أطرح موضوعة حق تقرير المصير للشعب الكردي من المنظور العلمي (الماركسي – اللينيني) فكان بين الجملة وغيرها يقول لا ياعمار ، انكم أيها الشيوعيون تطرحوا نظرياتكم وكأنكم في موسكو ، وكنت أرد عليه وحسب رأينا كحزب يساري كردي أن النظام يقمعنا ، والنظام يظلمنا ، والنظام .. !!
ورحت أدافع عن رأيي بقوة ..
يعلو صوتنا ثم ينخفض .. ثم يعلو ، ثم ينخفض .. وهكذا ، حتى أني أفرغت كل مافي داخلي من ثورة على ممارسات النظام ، وعلى أساليبه ، وعلى المحسوبيات وعلى ظلمه ، وديكتاتوريته ..
كل ذلك وصديقي سمير ينقل نظراته إلينا ... يهز رأسه ... يبتسم ، وأحيانا يقطب حاجبيه ، ثم يضحك .. وهكذا أمضينا أكثر من ثلاث ساعات ونحن في جدل ونقاش حامي الوطيس كنا قد قطعنا نصف شوارع المدينة مشيا ً على الأقدام ، و كنت خلال الجدل أتلفت يمنة ويسرى خوفا من رقيب أو حسيب ، أوسيارة عسس تتقصد المواطنين فتقبض علينا وترمينا في فرع من فروعها التي لا تعد ولا تحصى ، يشجعني على ذلك نسيان محمد لاسمي ، ومناداته لي باسم عمار ..
انطلقنا من شارع الصالحية مرورا بالتجهيز ، ثم رجعنا إلى الفردوس ، وانعطفنا نحو العفيف ، ثم إلى حي الصالحية ، مرورا ً بسوق الجمعة ، وبوز الجدي ..
ثم الميسات ، فالسبع بحرات ، وعودة إلى الصالحية ..
طوال الطريق كان الرجل يهدأ من ثورتي التي ثارت على ممارسات النظام ، وعلى مطالبتي بالديمقراطية ، وبالسعي إلى الاشتراكية من أجل حل المسائل الوطنية والقومية ...
لم نصل إلى نتيجة .. أصبح نقاشنا يدور حول النقاش ، فلم نرى بدا ً من أن التوقف ..
فوقفنا لنتوقف ، قلت له : سرني الحديث معك ، قال سنلتقي ذات يوم ان شاء الله ..
قلت بالتأكيد ، وسنحتسي فنجان قهوة .
صافحته ، فصافحني مودعين ، وصافحه صديقي لكنه نظر إليه نظرة تعجب ثم قال له :
ياأخي صارلك ساعتين وانت تقول له : عمار !!
ياأخي هادا مو عمار .. هادا ربحان !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24


.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع




.. عوام في بحر الكلام - د. أحمد رامي حفيد الشاعر أحمد راي يتحدث


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يوضح محطة أم كلثوم وأح




.. عوام في بحر الكلام - إلهام أحمد رامي: أم كلثوم غنت في فرح با