الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التيارات الظلامية تجتاح الدوائر الرسمية فى الدولة المصرية !!

زاهر زمان

2010 / 7 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


المتابع للصراع المحتدم بين مجدى الدقاق رئيس تحرير مجلة أكتوبر المصرية من جهة والمجموعة التى يقودها مدير تحرير المجلة من جهة أخرى ، لن يجد أدنى صعوبة فى استنتاج مايمكن أن تؤول اليه مؤسسات الدولة المصرية من التردى والانحدار والعودة بالرأى العام الى عصر محاكم التفتيش فى النفوس والضمائر بما يحمله ذلك من أخطار جمة على النسيج الاجتماعى وخاصة ً الوحدة الوطنية للمجتمع المصرى. لم نعهد فى الدوائر الحكومية فى مصر ، أن ينصِّب المرؤوسون من أنفسهم أوصياء على رؤسائهم تارةً باسم الدين وأخرى باسم القومية وثالثة باسم الشفافية ، أو تحت أى مسمى من المسميات. مايحدث فى مصر الآن فى الدوائر الحكومية ، هو صراع على الكراسى وبأساليب قذرة ومدمرة فى أغلب الحالات . أعرف أن يتنافس الناس على النفوذ والسلطة بما يبذلونه من جهد وعرق وانتاج وابداع وابتكار من أجل الصالح العام وذلك هو الوضع الطبيعى فى الدول التى يحترم فيها الناس أنفسهم ويحترمون رؤساءهم ويصدقون مع الرأى العام ويحترمونه ، أما نحن فى مصر فقد صار غالبيتنا فى المؤسسات التابعة للدولة سواء أكانت خدمية أو انتاجية ، ينتهجون أحط الأساليب و أقذرها فى الاطاحة بالخصوم والوثوب على كراسيهم ! ولعل أخطر الأساليب المتبعة من قبل التيارات الظلامية التابعة لجماعة الاخوان المسلمين ، التى من رحمها خرجت أعتى التنظيمات الارهابية فى العصر الحديث كتنظيم القاعدة والجهاد وغيرهما ، هو استخدام العاطفة الدينية فى تحشيد الناس ضد من يراد الاطاحة بهم من مواقعهم ، وهذا الأمر واضح تمام الوضوح فى حالة الصراع الدائر بين مجدى الدقاق والجماعة المناوئة له بقيادة مدير التحرير . من متابعتى للموقف من خلال مانشر عن تفاصيل الصراع بين الطرفين أستطيع الوصول الى قناعة مفادها أن مدير التحرير كان يطمح الى شغل منصب رئيس تحرير المجلة قبل أن تأتى الجهات المختصة بالسيد مجدى الدقاق رئيساً للتحرير . يبدو أن الرجل كان شديد الطموح فى ذلك المنصب ، فهو لم يحتمل أن يجيئوا له برئيس تحرير من خارج المجلة ، فقرر ألا يستسلم لما وقع مخيباً لآماله. فلجأ الى ذات الأساليب التى يتبعها غالبيتهم عندما يريدون الاطاحة بخصم لهم من منصبه ، غير أنه زاد عليها باستخدام الدين كسلاح مضمون النتائج فى ظل مجتمع يمكن اللعب على عاطفته الدينية بسهولة وتوجيهه فى الاتجاه الذى يريدون له أن يتوجه اليه . لقد أفلح الرجل فى استقطاب العديدين ممن يعملون فى مجلة أكتوبر وتحشيدهم ضد رئيس تحريره مجدى الدقاق بحجة أنه كاتب شيوعى وأن فكره وتصرفاته تشكل خطراً على المسلمين العاملين فى المجلة ! تفكير عجيب واستنتاج أعجب يصدر عن شخص من المفترض فيه بحكم منصبه أنه يشجع على تعدد الاتجاهات ويحرص على نشر ثقافة احترام حقوق الآخر فى التفكير والتعبير والاعتقاد ! لكن يبدو أن الرجل أصلاً ليس أهلاً للمنصب الذى تقلده فى غفلةٍ من الزمن ، كما أنه يبدو أن المبدأ المكيافيللى لم يعد قاصراً على الهمج والرعاع والدهماء والغوغاء ، بل امتد ليطوى تحت جناحيه الكثيرين من العاملين فى بلاط صاحبة الجلالة ، التى من أولويات أهدافها أن تكون منبراً للحق والصدق والعدل والشفافية والحفاظ على حقوق الانسان ! الأخطر أن الظلاميين لم يقتصر تسللهم الى وسائل الاعلام الرسمية للدولة فقط ، بل امتد تغلغلهم ليشمل العديد من المؤسسات والدواوين الحكومية ، حتى أنك تراهم أنشأوا فى غالبية الدوائر الحكومية زوايا منعزلة بحجة اقامة الصلاة وقت الآذان وكأن عملهم يستغرق اليوم بطوله ! وبالطبع هذا التوجه وان كان فى ظاهره يمثل احياء للفروض الدينية ، فهو فى حقيقته ، يمثل امتداداً للتيار الوهابى الذى بدأ فى شبه الجزيرة العربية وراح فى العقود القليلة الماضية ينتشر حثيثاً فى الدول التى تصدر العمالة للسعودية ومنها مصر. ولعل أخطر مافى هذا الأمر هو تعكير صفو العلاقة بين العاملين فى نفس المؤسسة ممن لا يدينون بالدين الاسلامى وقطع الطريق على الدولة المدنية التى تستطيع وحدها الوفاء بمتطلبات الانخراط فى النهضة الحضارية الحاصلة فى شتى بقاع العالم شماله وجنوبه وشرقه وغربه ؛ فضلاً عن الوفاء بمتطلبات حقوق الانسان التى نصت عليها مواثيق الأمم المتحدة .
على النظام المصرى ، إذا أراد تأمين مستقبل الأجيال القادمة والنجاة بهذا البلد من دوامة الصراعات المسلحة التى يشهدها العديد من الدول الاسلامية فى منطقة الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا فى باكستان وأفغانستان ؛ على النظام المصرى أن يتدارك الأمر قبل استفحال الخطر ، بالتصدى للمخططات الخفية للتيارات الظلامية ، وذلك بدراسة الأمر دراسة مستفيضة لرصد أبعاد تلك الظواهر الهدامة التى راحت تنخر الدوائر الحكومية المصرية فى خفية عن الأعين وبتدابير محكمة ودقيقة تنعكس نتائجها وتداعياتها على السلم والأمن الفردى والجماعى والقومى والاقليمى . لابد للنظام المصرى من احداث ثورة فى أدوات الاعلام الرسمية للدولة وذلك بالتخلص من كل الذين لا يعون خطورة الظرف ودقة المرحلة وانعكاساتها على الأمن الاجتماعى والقومى للوطن والمواطن وكذلك فى المؤسسات التعليمية والمناهج التربوية وفى أنظمة التعليم الجامعى وماقبل الجامعى . يجب اسناد الأمور لمن يستطيعون التصدى بالحجة والكلمة والبرامج الهادفة لكل المخططات الظلامية التى تستغل الدين ستاراً لتحقيق أهدافها فى القفز على السلطة والدخول بهذا البلد فى مغامرات تدمر البلاد والعباد ضد قوى النظام العالمى كالحاصل فى ايران حالياً . اللهم هل بلغت ،اللهم فاشهد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعلام ايه وثرة ايه وتربوية ايه ياعم ؟
أحمد لبيب ( 2010 / 7 / 17 - 15:47 )
ياعم انته بتأذن فى مالطة..هوه فيه حد فى رجالة النظام فاضى للى انته بتنادى بيه ده ؟ ولا حتى فيه حد واخد باله من اللى بيحصل فى البلد ؟ ياعم كل واحد فى الناس دى وراه البزنس الخصوصى بتاعه..قال بلد قال !! كل بلد وانته طيب يارجل ياطيب !!


2 - تحياتي لزاهر دائما
رستم علو ( 2010 / 7 / 17 - 16:22 )
هناك تحالف سري غير مقدس بين الانظمة والحركات والاحزاب الظلامية التكفيرية . ليقايضوا , يساوموا واحيانا يهددوا الغرب اما نحن في الحكم او هؤلائك . وبالتالي احلاهم مر . وتقبل تقديري .


3 - على صفحات الحوار المتمدن !!
رامز محب ( 2010 / 7 / 17 - 16:24 )
يا سيدي العزيز لا تتعجب فإننا رأينا الأبشع من ذلك ...


فالأستاذ ابراهيم الجندي الكاتب على صفحات الحوار المتمدن كتب في آخر مقالة له يدعو ( لمحاكمة ) الدقاق بعد التحقيق معه (كذا) !!!!

والمصيبة الأكبر أن المقال حاز على موافقة حوالي 50 % من قراء الحوار المتمدن المحترمين !!!!!


الذي لن أكتب رابط المقال حتى لا تمنع مشاركتي عملا بشروط نشر التعليقات لكنكم تستطيعون الوصول إليه بالبحث


4 - كلامك في الصميم
عهد صوفان ( 2010 / 7 / 17 - 18:57 )
تحية لك أخي زاهر
كلامك في الصميم ولكن من يسمع ومن يفهم
لقد تربى الناس على ان لا يتكلموا ولا يسمعوا والنظام نفسه مصلحته مع هذه التيارات الاسلامية التي تنشر التخلف والجهل والطاعة العمياء
النظام يريدنا قطيعا وهم يساعدوه في تحويلنا الى قطيع مطيع
والدليل هو هذا التعايش التام بين الفريقين وإن ظهر احيانا بعض الاختلاف فلا يتعدى الحدود المتفق عليها
لك محبتي وتحياتي


5 - لا تكن متشائماً عزيزى أحمد لبيب
زاهر زمان ( 2010 / 7 / 17 - 21:39 )
الأخ / أحمد لبيب
شاكر لك مرورك الكريم ، ولكننى لست معك فى تشاؤمك ..فمصر كما يقولون ولادة ومن قلب المحن يبرز الرجال ..هكذا هو دأب مصر..تبدو نائمة مسترخية وقد يظن البعض موتها فتهب دفعة واحدة كما الأعصار..والتاريخ دول ولكل زمان دولةٌ ورجال..لا تيأس ياعزيزى فالنور يتولد فى قلب أحلك دياجي الظلام.
تحياتى


6 - لا أعتقد أن هناك نظاماً يتحالف مع خصومه
زاهر زمان ( 2010 / 7 / 17 - 21:48 )
الأخ / رستم علو
لا أعتقد أن هناك نظاماً يتحالف مع خصومه..ربما يستخدمهم لبعض الوقت لأسباب مرحلية ، لكن من المستحيل أن يتحالف معهم طول الوقت ، خاصةً لو كان هؤلاء الخصوم فرع محلى لتنظيم ظلامى رجعى عالمى يحاول تدمير المنجزات التى حققها العالم المتقدم والعودة بالبشرية الى عصور القهر والاستبداد باسم الدين وولاية الفقيه.
تحياتى


7 - الناس لهم عذرهم ياسيد رامز
زاهر زمان ( 2010 / 7 / 17 - 22:29 )
عزيزى / رامز
لا شك أن الناس لهم عذرهم ، فهم عاطفيون من الناحية الدينية ، والتيارات الرجعية الظلامية لا تخاطبهم وتحرضهم بشكل مباشر وصريح ضد المنجزات التى حققتها البشرية وخاصة فى مجالات حقوق الانسان ، وانما تعمد الى استمالتهم بأسلوب لين وعن طريق المساعدات العينية والمادية والنقدية ، وفى ذات الوقت تضليلهم بشأن التقدم الحاصل فى الغرب واظهار الغرب على أنه دائماً فى حالة عداء للاسلام والمسلمين وأنه دائم الكيد والمكر للاسلام والمسلمين ، بينما تلك التيارات فى حقيقة الأمر لا تريد لعامة المسلمين أن يفتحوا عيونهم وعقولهم على ماحققه الغرب والاستفادة منه ، لأن ذلك معناه تحرر المسلمين من قبضة المؤسسات الدينية وبالتالى تفقد تلك المؤسسات ويفقد القائمون عليها المليارات من الدولارات التى تنهال عليهم من المؤسسات والجمعيات الأهلية وغير الأهلية فى الدول الاسلامية البترودولارية وخاصة الخليج العربى وايران.
تحياتى


8 - انها السياسة عزيزى عهد
زاهر زمان ( 2010 / 7 / 17 - 23:03 )
تحية لك عزيزى عهد
انها قصة الحفاة العراة رعاء الشاة الذين ظلوا لقرون طويلة قبل الاسلام يحلمون أن يكون لهم مثل ماكانوا يسمعون عنه فى الشام وفارس ومصر والعراق ، فاذا بالاسلام يحقق لهم ماهو أكبر مئات بل ربما آلاف المرات مما كانوا يحلمون به..لقد ملكهم الاسلام البلاد التى كانوا يحلمون بأن يكون لهم بعض مافيها من الخير والتحضر والاستقرار..ملكهم تلك البلاد بما عليها من بشر وحجر وزروع ونخيل وحور العين ولكن للأسف بدلاً من أن يرتقوا لمستوى حضارات تلك الدول ، اذا بهم ينقلون اليها مع الاسلام روحهم وسلوكياتهم البدوية والقبلية والعشائرية وجمودهم الفكرى واصرارهم على الاستمرار فى التخلف والانغلاق عما يدور فى العالم من حولهم..ليس هذا فقط ..بل بذل كل الحيل والجهود لمحاولة اقصاء الآخر كلما سنحت لهم الظروف بذلك بزعم أنهم خير أمة أخرجت للناس..مع أن واقع الحال يقطع بغير مايزعمون..لقد ختموا الشعوب التى أخضعوها بختم الجمود الفكرى وكراهية الآخر وقتاله وقتله ان سمحت لهم الظروف بذلك.وهاهم أنصارهم فى مصر يحاولون الرجوع بالتاريخ الى الوراء.
تحياتى

اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا