الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الآخر ...

لؤي عجيب

2010 / 7 / 17
الادب والفن


- لا تحرق أشعة الشمس إلا الأوراق اليابسة .... ترهق نفسك كثيراً بأمور خارج سيطرتك وإرادتك ....
- لكن ما آراه .. أنها ... جزءاً لا يتجزأ من حياتي ... لا .. لا أستطيع تجاهلها ... والمضي دونها .. أريد ذلك ... لكنني لا أستطيع ... حاولت كثيراً ... لكني فشلت..
- لم أقل لك أن تمضي دونها ... إنما ... إلتفت لنفسك .. وفكر بها أكثر مما تفكر بما يحيط بك ...
- وهل أستطيع أن ألغي ما يحيط بي ...؟؟؟
- لم أطلب منك إلغائه ... حتى لو حاولت ... فأنك تمضي باتجاه سلبي آخر ... علاقتك بالآخر .. ليست كعلاقتك بيديك ... هذا ما يجب أن تفهمه ... وحاجتك للآخر ليست كحاجتك للهواء ... لكن لايعني ذلك بأنك تستطيع المضي دونه ....
- هذا ما أعنيه ... وهذا ما أحاول شرحه منذ البداية ... يجب أن أفكر بالآخر ..... وأن أوليه جل إهتمامي ... وأحياناً الكثير من وقتي ...
- كلامك جميل .... لكن خط الوصول للنتيجة مختلف عما أقوله لك ... فتش عن نفسك تجدها ... عندها سوف تتجدد علاقتك ووجهة نظرك بالآخر... و سوف تفهم بأن إلغاؤك للآخر ليس الحل لمشاكلك ... إنما هو نتيجة حتمية لبعدك الكامل عن التفكير الإجتماعي السليم من خلال تعظيم مشاكل داخلية تسيطر على نفسك ومن ثم جسدك ...
- لا أعرف ... لكن ... لا تزعل مني .... أرتاح كثيراً معك ... وكلامك مريح ... لكن ... وأفهم ..بعضاً منه ... لكن .. لا أعرف كيفية تطبيقه على ذاتي ...
- عندما تصل لهذا الحد من التفكير والقناعة بذاتك ... تكون قد قطعت شوطاً باتجاه الحل ... الحل ليس هنا ... الحل موجود بداخلك أنت ... لكن يحتاج لتحريض ... كي يخرج من قوقعته .. ويبدأ بالسريان حتى ينتشر بداخلك ...
- أريد أن أعرف كيف أصل لحد يفصلني عن الآخر ... أعني .. أريد أن أفكر لوحدي .. دون وجود آخر أياً كان بداخل ذهني .. أو ضمن أفكاري ... أحس .. أحس بأنني سجين .. سنين طويلة من الصراع ... وأريد الخروج ..
- رائع ... رائع ... أريد .... هذا ما أود سماعه منك ... رغبتك أنت بالخروج من قفصك ...
- لكن كيف ... ؟؟ أحتاج للمساعدة ...
- حسناً ... كما قلت لك ... المشكلة وحلها عندك أنت ... والحل يحتاج لآخر كي يجده وينميه لديك ... حتى يقوى ويسيطر كما قلت لك سابقاً .... والمساعدة التي تطلبها سوف تجدها عند ... شخص آخر .... يعي هذا النوع من المشاكل ... ويعرف كيفية الوصول للحلول ... لا تقلق ... سوف أمضي معك بهذا الطريق ...
- هل تستطيع مساعدتي ...؟؟
- أنا شخصياً ... أعرفك بمختص لهذه المشاكل ... وأنت يجب أن توليه .. جل إهتمامك بنفسك .. ورغبتك بالخروج من مشاكلك ...
- وأنا جاهز كي أجتاز هذه الأزمة ... آه ... كم أحس بالراحة الآن ...
- إنها سراب ...
- ماذا تعني ..؟؟؟
- هذه الراحة التي تحس ... ليست إلا كذبة كي تنسى ... أو تتراجع عما يدفعك للحل ...
- ماذا تعني ... ؟؟ لم أفهم قصدك تماماً ...؟؟؟
- ما أعنيه ... بأن الأزمات النفسية تحاط بعناية ... وتدافع عنها الغرائز والرغبات بل وتقدم لها كل ما تحتاج للإستمرار ... لكنها بنفس الوقت تحافظ على إستمرارية البقاء في الوجود ... لذلك تعطيك ذلك الإحساس بالراحة من وقت لآخر ... خصوصاً بعد أن تشتد لديك الأزمات وتعظم ....
- لم أعد أفهم شيئاً ... لنتوقف عند إقتراح الآخر للمساعدة ...
- ما أود قوله ... أن تستمر ... ولا تستسلم لما تمليه عليك الرغبات .. بل فكر بشكل منطقي وعقلاني ... وحاول الخروج من هذا المستنقع ... لأن الإنتكاس يعني الغرق ...
- على أية حال شكراً لك ...أعرف بأنك تتكلم بشكل مترابط ومنطقي .. لكني أعجز عن متابعتك ... أعدك بأنني سأبذل جهدي حتى أصل للراحة ...
... .... إحساسك بالألم يعني أنك أحد عناصر الحياة ... لكن عندما يتعاظم .. ويتفاقم ... يفصل بين جسدك ونفسك ... ليأخدها إلى عالم آخر ... لا ينتمي إلى عالم الوجود .... ... .... ..... .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفرق بين الحوار الداخلي والحوار الخارجي في الأدب


.. تفاعلكم | الفنانة اللبنانية هبة طوجي في حديث عن الأولمبيا وز




.. شاهد: -ربما يتحركون لإنقاذنا-.. شابة غزيّة تستغيث بالغناء فو


.. عمل ضجة كبيرة ومختلف.. أحمد حلمى حكالنا كواليس عرض فيلم سهر




.. بتهمة -الفعل الفاضح- والتـ.ـحرش.. شاهد أول حديث لسائق أوبر ف